رئيس التحرير
عصام كامل

علاج آثار كورونا طويلة المدى بعد التعافي.. خبراء ينصحون بفحص سريع للسيولة والتجلط وأشعة صدر خلال شهر من الشفاء.. والتدرج في النشاط "مهم"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
لم تتوقف خطورة الإصابة بفيروس كورونا بعد التعافي بخروج الوباء من جسم الإنسان، ولكنه يترك وراءه آثار جانبية خطيرة تسبب تدهور بالصحة، وقد تكون الوفاة بسبب مضاعفات الإصابة وليس بسبب الإصابة نفسها.


أمراض ما بعد كورونا
الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية قال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حضرة المواطن" الذي يقدمه الكاتب الصحفي سيد علي بقناة "الحدث اليوم" أن فيروس كورونا في أغلب الأوقات قد يؤدي الإصابة بالتهاب سحائي في المخ وقد يصيب الأمعاء والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي.

تظهر أدلة متزايدة - وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز- إلى أن الإصابة بالفيروس أثرت سلبا على ذاكرة بعض المرضى وتركيزهم، وهي آثار من المحتمل أن يواجهها المجتمع لأعوام بعد انتهاء الجائحة، وهو ما أكده أيضا باحثين من كوريا الجنوبية.

كريم أبو المجد رئيس قسم جراحات الجهاز الهضمي وزراعة الأمعاء بمستشفى كليفلاند الأمريكية، ذكر أيضا خلال مداخلة عبر سكايب مع الإعلامي محمد شردي في برنامج الحياة اليوم، المذاع عبر قناة الحياة، أن فقدان الذاكرة وعدم القدرة على التفكير آخر أعراض السلالة الجديدة من فيروس كورونا.

الأمر لم يتوقف علي ذلك فحسب، فقد تواصلت دراسة صينية إلي أن الفيروس يمكن أن يلحق أضرارا بالغة بالجهاز التناسلي الذكري، وأن العدوي لا تضر فقط بالرئتين ولكنها أيضا تضر بالكلي والخصيتين، مما يؤدي إلي عقم الذكور، ويؤثر علي الذكور الصغار المصابين أكثر من الكبار.

كما أنه من الممكن تعرض المتعافين من الفيروس إلى مرض تعفن الدم، واستنادا إلى إحدى الدراسات، أشارت المنظمة الطبية البريطانية إلى أن حوالى 20 ألف شخص من الذين نجوا من الفيروس التاجى قد يصابون بهذا المرض فى غضون عام على تعافيهم، وبحسب قناة "يورونيوز " أوضحت المنظمة البريطانية أن شخصا واحدا من بين كل خمسة أشخاص يتلقون العلاج فى المستشفى من الفيروس التاجي معرضين للإصابة بهذا المرض.

وأيضا من أشهر الأمراض المشهور بين المتعافين من كورونا الالتهاب الرئوي وضيق التنفس، حيث توصلت دراسة كندية بعد دراسة الآثار الجانبية للإصابة بفيروس كورونا الجديد، من خلال فحص 12 مريضا متعافيا، أشارت النتائج إلي عدم قدرة اثنين أو ثلاثة منهم علي القيام بما كانوا يفعلونه من قبل مثل التجول والمشي بدون ضيق في التنفس، وضعف وظائف الرئة.

ومن هنا كان لا بد من التعرف على طبيعة تلك الأمراض وهل تلك الأمراض مزمنة أو لا، وتوجيه نصائح للمتعافين للتخلص من أمراض ما بعد الإصابة.

متابعة الطبيب
يقول فايد عطية الباحث في علم الفيروسات أنه يجب على المتعافين من كورونا المتابعة مع الطبيب المعالج علي الأقل لمدة 6 شهور بعد التعافي، مؤكدا أن هناك أمراض شائعة تصيب المتعافين منها حالات ضيق التنفس والإجهاد والإرهاق والهمدان ونقص المجهود وتكسير في الجسم وصداع واكتئاب وتوتر، وهناك أيضا أمراض آخري غير شائعة تصيب جسم المتعافي وهي تعفن الدم فقدان الذاكرة التهاب المخ عقم الرجال وغيرها من الأمراض التي اثبتتها بعض الأبحاث.

وأضاف "عطية" قائلا: بعد التعافي لابد من إجراء مسحتين "ﺑﻲ ﺳﻲ آر"، وبعد التأكد من سلبية المسحة لا بد من الجلوس لمدة أسبوعين علي الأقل راحة في المنزل، وخاصة أن جسم المتعافين من الممكن أن يشفي من المرض ولكن يظل هناك نسبة من الفيروس في الجسم لم تظهر في التحليل ويكون المتعافي قادرا أيضا على نقل العدوي.

تحاليل يجب اجراءها
ووجه خبير الفيروسات نصائح للمتعافين قائلا: لا بد من تقليل الجهد المبذول بعد التعافي، وإجراء فحص سريعة للسيولة والتجلط، وخصوصا أن كورونا بمرتبطة، ويتم ذلك علي الأقل مرة كل شهر وذلك لمدة 3 شهور، كما يجب عمل إشاعة صدر بعد التعافي بشهر مرتين علي الأقل للتأكد من خلو الرئة من أي مضاعفات أو التهابات، مشددا على ضرورة المتابعة مع الطبيب باستمرار وخاصة أن تعقيدات ما بعد التعافي كثيرا جدا منها ما تم إثباته بالأبحاث ومنها ما لم يثبت حتى الآن.

وفي نفس السياق يقول الدكتور مجدي بدران أستاذ الحساسية والمناعة يميل الجهاز المناعي في حالات كوفيد-١٩ الشديدة والخطرة للوقوع في معضلة انفلات الاستجابة المناعية، فتنطلق العديد من الوسائط الكيمائية تهاجم أعضاء وأجهزة الجسم، مستكملا غالبية المصابين بالكورونا يتعافون سريعا، فيما تصل نسبة التعافي البطيء من الكورونا 85% من إصابات المصريين بفيروس كورونا، لا تحتاج أي علاج وتشفى  بدون تدخل.

خبرات سارسش كورونا
ولان هناك تشاب بين كورونا المستجد وسارس كورونا، فعند النظر لخبرات من فيروس كورونا السارس، عانى بعض المتعافين من فيروس سارس من آثار صحية طويلة المدى بعد أعوام من إصابتهم بالمرض، وبتحليل 25 مريضا بالسارس فى الصين بعد 12 عاما من إصابتهم بفيروس كورونا السارس، وجد أن أكثر من نصف المرضى الذين تم شفائهم عانوا من عدوى رئوية أخرى مع وجود مستويات أعلى من الكوليسترول، تكرار نزلات البرد خمس مرات سنويًا على الأقل .

نحتاج لدراسات مطولة مستقبلية لفهم ما إذا كان فيروس كورونا كوفيد-19 يؤثر على صحة الإنسان و المناعة على المدى الطويل أم لا، ولكن هناك عدة نصائح لابد من توجيهها للمتعافين التدرج فى النشاط، الاهتمام بالصحة العامة، تعزيز المناعة، المتابعة الطبية، تصحيح نقاط الضعف لسد الثغرات التى مهدت للإصابة بفيروس الكورونا لقطع الطرق أمام عودته أو غيره من الفيروسات ، مثل : علاج المرض المزمن والتوقف عن تدخين التبغ ومنع السهر الغير مبرر وعلاج سوء التغذية

واختتم قائلا لا ننصح بامتهان دور الطبيب المختص، كما أن أدوية المناعة سلاح ذو حدين ينبغى عدم تناول الدواء او تكراره إلا بأمر الطبيب المعالج للحالة، كما أن الاستخدام المفرط لفيتامين د يؤدي لمشاكل بالكلى والشعور بالقيء والغثيان إضافة لاضطراب ضربات القلب، الاستخدام المفرط للزنك يؤدي لأعراض تشبه الأنفلونزا وتغييرات بحاسة التذوق والغثيان، إضافة لخفض مستويات السكر بالدمن كما أن الاستخدام المفرط لفيتامين س يؤدى للإسهال والمغص والشعور بالقيء والغثيان، وربما يزيد من أخطار الوفاة بأمراض القلب بالنسبة لمرضى السكر.

الجريدة الرسمية