رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف فخر الدين قدم 100 عمل فني ولم يلحق بقطار البطولة.. ولماذا دفن بمقابر الأقباط؟

الفنان يوسف فخر الدين
الفنان يوسف فخر الدين

الفنان الراحل يوسف فخر الدين، أحد أهم جانات السينما المصرية، عاصر وزامل الكثير من نجوم السينما في أواخر الخمسينات واوائل الستينات والسبعينات، امتلك الملامح الأوروبية التي حصرته في أدوار الجان أو الفتى المدلل اللعوب في كثير من أعماله، ولكنه إتجه في أواخر أعماله لتقديم ادوار ذات طابع كوميدي، فشكل ثلاثي كوميدي، مع الفنان حسن يوسف، والفنان محمد عوض في عدد من الأفلام، منها، (البنات والمرسيدس، الشياطين في اجازة، شياطين البحر، أصعب جواز).



الفنان يوسف فخر الدين، رغم موهبته وحضوره المكثف في أكثر من 90 فيلم سينمائي شارك فيها خلال مسيرته الفنية التي بدأت في 1957، إلا أنه لم يلحق بقطار النجومية ولم يتصدر إسمه أفيش أي منهم، فانحصرت أدواره في البطولات الشبابية الجماعية مع عدد من النجوم.

اكتشفت شقيقته الفنانة مريم فخر الدين مواهبه الفنية فأشركته معها في أفلامها حتى صار محترفًا للتمثيل.

خلال مشواره الفني شارك الفنان يوسف فخر الدين فيما يقرب من مائة عمل فني، من بينها، "موعد مع المجهول، من أجل امرأة، الحب كده، البنات والصيف، المراهق الكبير، الأشقياء الثلاثة، وشقاوة بنات، وحياة عازب، بياعة الجرايد، وأول حب، وثورة البنات، الثلاثة يحبونها، الحياة حلوة، شاطئ المرح"، وكان آخر أفلامه في عام 1982 القضية رقم 1.

ولد الفنان يوسف محمد فخر الدين، الذي عرف فنيا باسم يوسف فخر الدين، في 15 يناير عام 1935، في حي مصر الجديدة، لأب مصري مسلم وأم مجرية مسيحية، وبعد أن انتهى من الثانوية العامة ودخل الجامعة، قرر عدم استكمال دراسته في المرحلة الجامعية، بعد أن اكتشفت شقيقته الفنانة مريم فخر الدين موهبته الفنية فقدمته في فيلم "رحلة غرامية"، وبعدها شارك معها في فيلم "أنا وقلبي"، ثم توالت أعماله ومشاركاته الفنية.

ما شجعه على استكمال طريقه في مجال الفن هو تهافت صناع الأفلام والمخرجون عليه حتى أنه وصل لـ 100 جنيه عن أول فيلم شارك فيه، وهو مبلغ خيالي مقارنة ببداية فنية لشاب مثله في أوائل الخمسينات.

وعلى الرغم من تألقه في تسجيد شخصية الشاب الشقي اللعوب الجريء متعدد العلاقات النسائية في أعماله، إلا أن شخصيته الحقيقية كانت على العكس تمامًا، فكان خجول جدًا، ولم يكن من متعددي العلاقات عكس ما أشيع عنه، فتزوج من الفنانة الراحلة نادية سيف النصر، التي توفيت في حادث سير، عام 1974 في بيروت، أصيب على إثر فقدها يوسف فخر الدين بحالة إكتئاب شديدة وقرر بعدها إعتزال الأضواء والفن، ومغادرة البلاد والسفر إلى اليونان، حيث استقر هناك وعمل بالإقتصاد، ولم يعد إلى مصر إلا في زيارة خاطفة للإطمئنان على شقيقته الفنانة الراحلة مريم فخر الدين.

بعد فترة من اعتزاله ومحاولة استعادة وجوده بعد صدمة وفاة زوجته، عمل يوسف فخر الدين موظف استقبال في أحد الفنادق، ثم بائعا للإكسسوار، وتعرف على صاحبة المحل الذي يعمل فيه وتزوجها، واستقر في اليونان بشكل نهائي، وظل يوسف فخر الدين يعمل في التجارة لفترة، حتى أصبح رجل أعمال كبيرا في أثينا.

بعد عودته من مصر حيث كان في زيارة سريعة لشقيقته مريم فخر الدين، شعر بألم شديد، دخل على إثره المستشفى ليخرج منه على كرسي متحرك، ظل يصاحبه في آخر أيامه حتى توفي في 27 ديسمبر عام 2002، ودفن في العاصمة اليونانية أثينا، ودفن في مقابر الأقباط، لعدم وجود مقابر للمسلمين هناك حسبما قيل وقتها.

الجريدة الرسمية