رئيس التحرير
عصام كامل

ردح رئاسى!


أصدق وأبسط وصف مهذب للخطاب الأخير للرئيس مرسى، أنه جاء بمثابة وصلة ردح رئاسى لأكثر من شخص وأكثر من جهة.. ابتداءً من الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد النقيب الأسبق للصحفيين وانتهاءً بالفريق شفيق المرشح المنافس للرئيس في الانتخابات الرئاسية والذي يطعن في نتيجة هذه الانتخابات.


وهذا الردح الرئاسى الذي استغرق ثلاثة ساعات متصلة وضع الرئيس تحت المساءلة القانونية حينما سب وقذف في حق قاض جليل، ومارس ضغوطًا علنية وظاهرة عليه لكى يحكم ضد منافسه السابق الفريق أحمد شفيق، وهو ما يعد تدخلًا سافرًا في القضاء رغم أن القانون يلزم أي مواطن عادى في الحديث عن قضية مطروحة أمام القضاء، ناهيك عن رأى السلطة التنفيذية وأيضا حينما أمر الوزراء والمحافظين بإقالة مرءوسيهم!

لكن الآهم من ذلك أن هذا الردح الرئاسى شغل الرئيس عن إنقاذ نفسه وجماعته من أخطر أزمة تواجهه وتواجههم الآن.. فهو بدلًا من أن يخفف غضب الناس، جموع الناس زاد من غضبهم.. وبدلًا من أن يحض البعض على عدم المشاركة في مظاهرات ٣٠ يونيو فإنه جعل المترددين في النزول للشارع يحسمون أمرهم ويتخلصون من ترددهم ويقررون المشاركة في المظاهرات.

ربما يكون الردح السياسي مفيدًا أحيانًا ويمارسه الخصوم السياسيون في مواجهة بعضهم.. ولا بأس أنه يستخدمه الرؤساء والحكام بعض الوقت.. لكن الردح السياسي الرئاسى الذي استغرق أمس ثلاثة ساعات متصلة أضر بالرئيس وجماعته وإخوانه وأفاد المطالبين له بأن بتنحى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. ولذلك لم يكن غريبًا أن يخرج بعضهم ليلة أمس، وفجر اليوم، ليشكروا الرئيس على ما قاله لأنه اكسب دعوتهم زخمًا جماهيريًا جديدًا.
الجريدة الرسمية