رئيس التحرير
عصام كامل

عادل عبدالحفيظ يكتب: الفرعون الصعيدي

عادل عبد الحفيظ
عادل عبد الحفيظ

فى البداية لك أن تفخر، أيها المواطن المصرى الشريف والمكافح دوما وأبدا، بأنك ابن لهذا الوطن الممتد فى جذور التاريخ لآلاف السنين.. ربما تمر عليه فترات اندثار أو انكسار لا قدر الله، فهذا وطن قد يمرض ولكنه لايموت ابدا.


اكتشافات مصر الأثرية وخلال هذا العام الذى سيغادرنا خلال ايام فقط، أعادت مرة أخرى الحديث عن مصر وتاريخها العظيم، والذى لا يمكن أن يقارن بمال أو مقتنيات أو برميل بترول.


مؤخرا وبداية من أقدم مدن العالم القديم "الأقصر"، عاصمة الحكم الفرعونى ومرورا بمنطقة "سقارة" و"الهرم الأكبر"، وصولا إلى "العلمين" والمنطقة الغربية ظهر جانب آخر مشرق من هذا التاريخ الرائع سواء الفرعونى أو البطلمى أو حتى الإسلامى الحديث.


هناك بالفعل من يعمل فى صمت ودون ضجيج ودون صور وأخبار مدفوعة.. ناس تعمل فى صمت وتتحدث عنها إنجازتها.. عن رئيس  المجلس الأعلى للآثار "مصطفى فتحى وزيرى" أتحدث..
رجل قال عنه الأثرى الشهير "زاهى حواس" إنه فاق حتى توقعات أساتذته فى الادارة والجهد والتفانى فى عمله.

ومنذ بدايه عمله في الآثار سواء بمنطقة الأقصر أو قطاع الصعيد أو وصوله لقيادة قطاع الآثار بمصر، لم نسمع أنه اصطدم يوما مع إعلامى أجنبى أو مصرى أو مع متخصص أو اكاديمى، داخل مصر او خارجها، أو حتى مع عمال الحفر والبعثات الأجنبية.. يباشر عمله بشخصه، وكنت سعيدا حقا وأنا أرى صورته على صفحات مجله "تايم" الأمريكية أو "واشنطن بوست"، وهو يتدلى داخل بئر أثرى من خلال "حبل"، ووصفه بالفرعون الصغير الذى ينادى على أجداده من آلاف السنين، وقد لبوا نداءه وكشفوا عن منطقة كانت مظلمة من تاريخهم، وكأنهم قرروا أن يمنحوه مكافأة على جهده وتفانيه.

وللحقيقة فهو يلقى دعما قويا من وزير الآثار، ومن رئيس الحكومة "مصطفى مدبولى" باستمرار  نظرا لحماسه الشديد.

ما يحدث فى قطاع الاثار المصرية خلال هذا العام أرى انه الحدث الأبرز بعيدا عن انجازات النجم "محمد رمضان" فى لبس السلاسل والخواتم، أو هدايا البرازيل لنا براقصة جديدة أو حتى بفوز محمد صلاح بالدورى الإنجليزى أو استقبال مصر للمدرب المعجزة فى كوكب الأرض "موسيمانى".

ياسادة؛ دعونا مرة نترك الهزل ونجومه ونجماته وراء ظهرنا، وننظر الى الصورة بشكل أكبر وأكثر قيمة لنرى قيادات ناجحة، إنجازها يغلب صوتها وأيديها لاتعرف البرفان والتكييف، لأنها منتج صعيدى، دائما "خشنة" ولاتعرف إلا العرق.. دعونا نقول كما قال صلاح جاهين فى رائعة العندليب "صورة": "شبان والشبان في بلدنا.. في الصورة في أهم مكان".
الجريدة الرسمية