رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح جاهين والشيخ الغزالي.. معارك الرأي في رسومات الكاريكاتير

صورة تجمع بين جاهين
صورة تجمع بين جاهين وهيكل والغزالى
ذاعت شهرة «جاهين» كرسام كاريكاتير في منتصف الخمسينيات، من خلال عمله في مجلة روز اليوسف، ثم في مجلة صباح الخير التي شارك في تأسيسها عام 1957مع احمد بهاء الدين وإحسان عبد القدوس ، وزاد توزيع المجلة بسبب رسوماته واشهرها شخصياته الكاريكاتورية مثل قيس وليلى، قهوة النشاط، الفهامة وغيرها من الشخصيات التى كانت مؤثرة للغاية، لدرجة أنها أدخلته في بعض المعارك القضائية في بعض الأحيان.


وكانت أول قضية ترفع ضده بسبب كاريكاتير رسمه انتقد فيه تقريرا حول نتيجة التحقيق بشأن تلوث مياه القاهرة، الذي أثار ضجة كبيرة اهتزت الأوساط الصحفية في الوطن العربي بسببه .

وفى هذه القضية اصطفت الجماهير بجواره يمين ويسار ضد المدعى العام لدرجة انه كتب فيما بعد يقول (كل الناس كانت فى صفى ومعها الصحافة حتى النيابة كانت فى صفى  لكنى خرجت منه ومعى سكر فى الدم وضغط مرتفع ) .

أما أزمته الثانية فكانت مع رجال الدين وعلى رأسهم الشيخ الغزالى عام 1962عندما انعقد المؤتمر الوطني للقوى الشعبية تحت رئاسة جمال عبدالناصر، وشارك فيه الإمام محمد الغزالي الذي طالب في كلمته بتحرير القانون المصري من التبعية الأجنبية، وتوحيد زي المصريين، وضرورة احتشام المرأة، 

وفي اليوم التالي رسم صلاح جاهين كاريكاتيرا لصورة الشيخ الغزالي يلقي كلمته منفعلًا بينما وقعت عمامته على الأرض، وتحت الرسم علق ساخرا (يجب أن نلغي من بلادنا كل القوانين الواردة من الغرب كالقانون المدني وقانون الجاذبية الأرضية)، وغضب الشيخ الغزالي،


وهاجم جاهين فى كلمته بالمؤتمر باليوم التالى وقال انه يرفض سخرية جاهين من عمته وزيه الدينى ، فما كان من جاهين  إلا أن رد بكاريكاتير أكثر سخونة يتندر فيه من آراءه فى المرأة ،وعلق الغزالى بقوله (إن هذا المؤتمر يعطي الحق لكل فرد أن يقول الكلمة الأمينة الحرة التي يجب ألا يرد عليها بمواويل الأطفال في صحف سيارة ينبغي أن تحترم نفسها )مما استثار الصحفى محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الاهرام وقامت المعركة .

كله بأوامر المحافظ.. حكايات صلاح جاهين مع مزاج المصريين

وكتب هيكل مقالا تحت عنوان "كلمة الاهرام " يقول فيها : (ان الأهرام تقدس الدين وتحترمه، لكنها ترفض محاولات الشيخ الغزالي أن يجعل من الخلاف في الرأي بينه وبين صلاح جاهين رسام الجريدة قضية دينية، وأن الجريدة تؤمن بحرية الرأي لذلك تنشر نص كلمة الغزالي فى المؤتمراحتراما لحقه في إبداء رأيه مهما كان مختلفًا مع رأي الجريدة مع إعطاء الحق لجاهين أن يبدي رأيه هو الآخر فيما يقوله الشيخ) .

 ونشر كاريكاتير آخر لجاهين يصور أطفالًا بؤساء وقد حملوا لافتة كتب عليها (أين الكساء يا مشرع الأزياء، لماذا لا تتكلم إلا عن ملابس النساء) ويظهر الغزالي صارخا فيهم: (مابتكلمش عنكم يا جهلاء لأنكم ذكور وما ظهر من جسمكم ليس عورة) .

ورد عليه جاهين بست صور بعنوان "تأملات كاريكاتيرية في المسألة الغزالية"، تهكما على صورة الشيخ  وآرائه الرجعية .

والقى الغزالى فى خطبة الجمعة خطبة جعلت المصلين من طلبة الازهر يحملونه على الاعناق متجهين به الى مبنى الاهرام وكسروا واجهته هاتفين جاهين عدو الاسلام .

وطالب المسئولين هيكل بتجاوز الخلاف بين الشيخ والرسام وفض المعركة بالتأكيد على احترام الدين واجراء مصالحة بين الغزالى وجاهين .

الجريدة الرسمية