رئيس التحرير
عصام كامل

سحل الفلاح المصرى

منفردا، ووحيدا، ومقهورا، ومغلوبا يواجه الفلاح المصرى فلاح أوروبا وأمريكا والصين، فلم تكن النتيجة سوى ذلك المشهد المروع لحبات البطاطس وهى تلقى فى الترع والمصارف.


لم يكن مشهد محمد أبو سويلم فى فيلم الأرض هو مشهد النهاية كما يتصور البعض، إذ لا يزال أبو سويلم يجرجر على الأرض، كما كان يسحل فى زمن الباشوات.

وكم أنذرنا قوما لا يسمعون وإن سمعوا لا يفهمون، وكم قلنا إن دول الرأسمالية المتوحشة تدعم الفلاح فى بلادها بينما يعتقد وهما مسئولونا أن تركه هكذا وحيدا هو من قبيل ترسيخ مفاهيم السوق الحر.

رسالة إنسانية إلى وزير الداخلية


إن السوق الحر فى أمريكا يفرض على الدولة شراء المنتج الزراعى إذا انهارت أسعاره حماية للفلاح، وحرصا على الأمن القومى الغذائى، ودعما للفلاح الأمريكى فى مواجهة فلاحي أفريقيا وأوروبا وأسيا!!

كارثة البطاطس التى انهارت أسعارها بحيث أصبح سعر الكيلو على أرضه أقل من خمسين قرشا تعد ضربة للفلاح المصرى فى مقتل، وهو الأمر الذى دفع هؤلاء البسطاء إلى التخلص من إنتاجهم الوفير بإلقائه فى الترع والمصارف.

صحيح ليس لدى الفلاح المصرى وعي بما يجب عليه أن يزرعه؛ لأن المنظومة كلها تتركه وحيدا فى مواجهة العتمة، حيث لا يعرف ماذا يزرع فى موسمه بناء على دراسات تقدمها له الدولة، ممثلة فى وزارة الزراعة التى يجب أن يكون هذا دورها. 

لا سلام ولا كلام

والفلاح يرى من منظوره وفى ظل وحدته الموحشة أن هناك من وضع سدا بينه وبين الحكومة، فهو فى واد والحكومة فى واد، رغم أن الفلاح المصرى هو المنتج الوحيد الذى لم يتوقف فى جائحة كورونا، وقدم لبلاده منتجا نوعيا جيدا ووفيرا، فكان جزاؤه السحل من جديد وبطريقة مغايرة لفلاح عصر الباشوات.

نظرة متأنية تفرض على حكومة الدكتور مصطفى مدبولي أن تعيد النظر فى قضية دعم الفلاح فى حربه الشرسة فى عالم العولمة، وسيادة لغة الضبابية التى تنتهجها الدولة مع كل منتج جاد.
الجريدة الرسمية