دراما المصير
الرعب هو المسيطر..الفزع هو سيد الموقف بامتياز..أتحدث عن الحالة التي نعيشها الآن، مع العد التنازلى لسباق المائة متر المنطلق بسرعة الصاروخ نحو خط النهاية..نهاية وطن!.
بكثير من التأمُّل، استدعيت قصة حدثت بالفعل..اسمحوا لى أن أرويها باختصارشديد، علَّنا نفهم منها شيئًا.
كان لرجل تجارة محدودة، ثم توسعت إلى أن صارت مؤسسة تجارية يشار إليها بالبنان..نمو المؤسسة كان يتطلب تغييرًا وتطويرًا في نمط الإدارة من الرأس إلى الأطراف المترامية في أنحاء البلاد..القيادة كانت في المقر الرئيسى بالعاصمة.. بجوار الرجل الكبير مساعدون، من بينهم اثنان كانا يتحملان العبء الأكبر من العمل وتنفيذ أوامر الكبير.
كطبيعة البشر، تسللت الأطماع والأحقاد إلى صدرى الرجلين طمعًا في القيادة والاستحواذ، وشيئًا فشيئًا خرج الصدام بينهما إلى العلن..حاول الكبير رأب الصدع بينهما بشتى السبل، لكنه فشل، إلى أن شعر في لحظة ما، أن كلا الرجلين يود لو يهدم المعبد على رأسه وعلى رؤوس الجميع، ولتذهب المؤسسة وما فيها ومن فيها إلى الجحيم.. لجأ المتصارعان إلى سلاح الشائعات والكذب والافتراء، فكانت بمثابة الفيروسات التي ضربت جسد ومفاصل المؤسسة، وأصابتها بالوهن والاهتراء، وبدأ شبح الخسائر يطل برأسه، والمؤسسة تهوى إلى القاع.
في محاولة أخيرة، قرر الكبير إبعاد كل الأطراف التي دخلت على خط الخلاف، واستدعى الاثنين بمفردهما، وأغلق حجرة عليهما وهو ثالثهم..وطرح السؤال الأخير..ماذا يريد كل منكما لنحسم الخلاف الذي كاد أن يتحول إلى احتراب، ويهدم ما بنيناه معًا على رؤوس الجميع؟.
كل منهما أخذته العزة بالإثم، وألقى بالاتهامات على الآخر، ووصل الحوار إلى طريق موصد بالفولاذ.. نادي الكبير على بعض الرجال وأمرهم بغلق نوافذ الحجرة بالجنازير الصلبة، كان الجدل بين الاثنين قد تحول إلى اشتباك بالأيدى، فخرج الكبير ليوصد باب الحجرة من الخارج بالجنازير، وتركهما يتقاتلان..بعد قليل فتح الباب ليجدهما جثتين هامدتين.
السؤال (وأرجوك ركِّز معى)..هل كان الكبير يعلم أنهما سيقضيان على بعضهما، فيتخلص منهما وينقذ المؤسسة الضخمة؟ أم أنه ترك الأمر للصدفة لتلعب دورها الدرامى في المشهد؟!.
لو توصلت إلى جواب، اتصل على أي رقم يعجبك!.