رئيس التحرير
عصام كامل

التفاصيل الكاملة في قضية "زيجات يعقوب" .. 20 زوجة في 30 عامًا.. "العُمر" شرط أساسي.. و"الشيخ" يلتزم الصمت تجاه تاريخه مع "الصغيرات"

محمد حسين يعقوب
محمد حسين يعقوب
«تعدد الزوجات ابتغاء لمرضاة الله والعمل على تعظيم السنة النبوية، والعفة ومنع النفس في التفكير بالسوء».. إجابة نموذجية يحفظها أبناء التيار السلفي عن ظهر قلب عند سؤالهم عن الأسباب التي تجعلهم يروجون - وبقوة - لفكرة «تعدد الزوجات»، دون إضافة سبب جديد أو حذف آخر قديم.


ليس هذا فحسب، لكن مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تظهر ما يمكن وصفه بـ«الهجوم السلفي» لتفنيد فوائد وإيجابيات تعدد الزوجات، إذ وصفه البعض بأنه سنة نبوية يجب ألا يتركها المسلمون، وزعم البعض أن لـ«تعدد الزوجات» فوائد عدة على الأفراد والمجتمعات، وينشر نوعا من التراحم والمحبة، فضلًا عن حله لأزمة العنوسة التي باتت تضرب المجتمعات العربية والإسلامية.

أزمة يعقوب

ومنذ أيام قليلة مضت، ظهر الداعية السلفي البارز، محمد حسين يعقوب، في رداء شخصية «الحاج متولي» التي سبق وأن جسدها الفنان الراحل نور الشريف في مسلسل «عائلة الحاج متولي»، الرجل المزواج، ليتضح أن «يعقوب» هو التجسيد الحي لهذه الشخصية، حيث تزوج خلال حياته نحو 20 فتاة.

وطوال الوقت هناك على ذمته أربع نساء، وفور الكشف عن اعتياد «يعقوب» على الزواج من فتيات صغيرات وتطليقهن بعد قضاء فترة بصحبتهن، ثارت الأصوات المنادية بحق المرأة ورفض التعدد، إذ يتعرضن إلى القهر ومن ثم بعدما يفرغ منهن الشيخ يعمد إلى تطليقهن وهو ما يزيد نسبة الطلاق في المجتمع المصري.

20 زوجة

في المقابل خرج تلاميذ «يعقوب» لتبرير أسباب ودوافع شيخهم لعقد 20 زيجة في 30 عاما، بأن الشيخ يعف البنات المسلمات ويحصنهن بالزواج منهن، وأنه لا مانع شرعي من الزواج بأربع نساء، وأنه من حق الشيخ الزواج ما دام لم يخالف الشريعة والسنة النبوية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل راح تلاميذ «يعقوب» يعددون فوائد التعدد، وكيف أنه من شأنه أن يكون حلالا مكثفا من أجل القضاء على ظاهرة العنوسة التي انتشرت مؤخرا، وارتفاع معدلات الفتيات التي لم يتزوجن وفاتهن قطار العمر.

وبحسب مصدر داخل التيار السلفي الداعم للداعية حسين يعقوب، فهناك ما يمكن وصفه بالكتائب الإلكترونية التي وزعت على المجموعات السلفية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بدأت في حث الشباب على عدم الانصياع لأية أحاديث سلبية وقصص تحاك ضد الداعية السلفي الشهير.

الدفاع عن الشيخ

وكان الداعية السلفي الأكثر إثارة للجدل، عبد الله رشدي، على رأس الكتائب الإلكترونية، إذ كتب عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيس بوك»: «من الجهلِ والسماجةِ أن تُجعَلَ كثرةُ زواجِ الرجل أو المرأةِ-بعد الطلاقِ- مطعنًا في أحدهما، ولو تزوجا ألف مرةٍ، إذ ما دام المسلم لم يعصِ اللهَ فلا يسوغُ الإنكار عليه».

وأضاف: «لكنَّ بعضَ من يَلِغون في الحرام تحت اسم -الحرية الجسدية- يبحثون عن أي شاردةٍ أو واردةٍ لِيُعَلِّقوا عليها انحلالَهم وليُخَفِّفوا حِدَّةَ الشعور بألمِ المعصية عن قلوبهم، فيتصورون أنَّ الحياةَ الحلال شبيهةٌ بوقوعِهم في الحرام، فرقٌ بين من يعيش وَفقَ ما أحلَّ الله فلا إنكار عليه وبين من ينغمس في الشهواتِ فلا يُؤمَنُ غضبُ الله عليه، لو تزوج (يعقوب) ألف مرةً فلن نقول له إلا: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، وعلى الحاقدين عليه أن يتعلموا منه».

صمت الشيخ

في المقابل لم يخرج من داخل التيار السلفي من يعلن بشكل واضح كذب الادعاءات التي يتم ترديدها ضد شيخهم، إذ فضل التلاميذ أن يتم الدفاع عن فكرة التعدد وما فيه من إيجابيات للصالح العام، وفضل «يعقوب» الصمت عن الخوض في نقاشات حول جدوى كثرة التزوج، وهل الهدف هو أن يعف الفتيات وأن يزوجهن على سنة الرسول وإحياء للسنة النبوية.

ولم يخرج سوى ابنه ليتساءل عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن الخطأ في أن يتزوج الشيخ أكثر من مرة، وهل في حال صدق ما يثار حول زواجه الذي يصل إلى 20 زيجة فهل هو ذنب أو فعل يتنافى مع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام!

على الجانب الآخر خرج عدد من شباب التيار السلفي ليطرحوا تساؤلات عدة، تدور حول إصرار «يعقوب» على الزواج من فتيات في عمر أبنائه، وإن كان الغرض من كثرة الزيجات وحفظ بنات المسلمين، لماذا لا يتكفل بزواج شباب مسلمين في مقتبل العمر وبذلك يكون الثواب أكبر سواء بأنه عف الفتيات والشباب وأكمل عليهم نصف دينهم ومنحهم فرحة الزواج والذرية المسلمة.

كما رأى بعض شباب التيار السلفي، أن الأحق على الشيخ محمد حسين يعقوب أن يزوج شباب المسلمين ويتكفل بكافة المصاريف التي جرت العادة أن يتكفل بها الشاب في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة التي تؤثر على امكانية الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة بين الفتيات.

وحسب مصادر - فضلت عدم ذكر اسمها- يبحث الشيخ محمد حسين يعقوب برفقة عدد من كوادر التيار السلفي كيفية الخروج من المأزق وعدم انفضاض الشباب من حوله، إذ طُلب منه ضرورة الخروج في حديث سواء عبر منصة الفيديوهات الشهيرة «يوتيوب» أو عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المعنية بالتيار السلفي، ليتحدث عن القصة بشكل عام دون الدخول في تفاصيل واضحة.

وكشفت المصادر أن «يعقوب» سيعمد إلى الإشارة لمساعدته بالفعل في تزويج عدد من شباب المسلمين والتكفل بكافة المصاريف دون تسليط الضوء على ذلك، فضلًا عن حديثه عن مميزات التعدد، والتلويح بورقة الحرية الشخصية التي يتمسك بها أصحاب التيارات المخالفة لمنهج وفكر الدعوة السلفية.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية