هل يحقق التبغ المسخن معادلة "تدخين بلا أضرار".. الشركات تستعد لطرحه.. "الدواء الأمريكية" توضح فوائده .. و"طبيب" يحذر من الأضرار
"التبغ المُسخن"، منتج جديد أعلنت الأسواق المحلية طرحه في الأسواق مطلع العام المقبل، بعد حل المشكلات العالقة التي حالت دون دخول المنتج في الفترة الماضية، ومن المتوقع أن تكون أسعارها معادلة لسعر السجائر الأجنبية الفاخرة مثل "ميريت ومارلبورو"، بخلاف جهاز التسخين الإلكتروني.
وتسمى منتجات التبغ الساخن أو HTP - Heat Tobacco Products، وتعرف أيضاً بأجهزة التسخين وليس الحرق، حيث تقوم بتسخين التبغ لتحرير أبخرة المواد المتطايرة من النيكوتين ومواد أخرى يستنشقها المدخن وهي بمثابة هجين بين السيجارة التقليدية والسيجارة الإلكترونية.
وتزعم شركات السجائر العالمية العاملة في مصر أن هذه المنتجات قد تكون أقل ضررا بنسبة 90% عن وسائل التدخين العادية، نتيجة اعتمادها على تسخين التبغ بدلا من حرقه.
إحصاءات
وبحسب إحصاءات دولية صادرة عن منظمة «عالم بلا تدخين» بنيويورك، يوجد أكثر من مليار شخص يدخنون حول العالم، في حين أن عدد حالات الوفاة السنوية حول العالم تقدر بنحو 7 ملايين شخص نتيجة التدخين.
وتشير الإحصاءات إلي أن مبيعات منتجات النيكوتين في 2017 قدرت بحوالي 785 مليار دولار، منها 89.1% مبيعات سجائر.
وشهدت مبيعات السجائر الإلكترونية نموا واضحا على مدار السنوات الماضية؛ إذ قُدرت بنحو 11.4 مليار دولار، بنمو أكثر من 21%، كما بلغت قيمة مبيعات السجائر المعتمدة على التسخين نحو 6.3 مليار دولار، بنسبة نمو 529.8%، وفقا لإحصاءات 2018.
الصحة العالمية والأبحاث
وخلال العام الماضي، تمكنت عدد من شركات التبغ الكبرى، وفي المقدمة «فيليب موريس» من الحصول على موافقة السلطات المعنية في الولايات المتحدة ودولة الإمارات لطرح منتجات «التبغ المسخن».
ورغم ذلك أكدت منظمة الصحة العالمية أن جميع أشكال التبغ ضارة بما فيها منتجات التبغ المُسخّن، حيث يُعد التبغ ساما بطبيعته ويحتوي على مواد مسرطنة حتى في شكله الطبيعي، لذا ينبغي أن تخضع تلك المنتجات للتدابير السياساتية والتنظيمية المطبقة على جميع منتجات التبغ الأخرى، وفقاً لأحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.
كما أكدت مجموعة أبحاث مكافحة التبغ بجامعة "باث" ببريطانيا، أن منتجات التبغ الساخن، وهو أحد تقنيات التبغ التي تم الترويج لها عالميا والمعتمدة على تسخين التبغ بدلا من حرقه، لا تقلل من ضرر التدخين ولا تعني أنها سجائر آمنة دون أضرار.
هيئة الغذاء والدواء الأمريكية
وعلى الجانب الآخر، أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA في يوليو الماضي إذنها الرسمي بتسويق منتجات التبغ المسخن كهربائيًا IQOS، في الولايات المتحدة باعتبارها منتجات تبغ معدلة المخاطر، ليصبح بذلك هو المنتج الإلكتروني الأول والوحيد الخالي من الدخان الذي يحصل على قرار التسويق وفقًا لمعايير وممارسات منتجات التبغ معدلة المخاطر التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وقالت الـFDA إن قرارها جاء بعد عمليات تقييم ومراجعات كاملة للأدلة والإثباتات العلمية التي قدمتها فيليب موريس إلى الـ FDA منذ عام 2016؛ لدعم طلبها في تسويق منتجات التبغ معدلة المخاطر، كما استند القرار لمجموعة من الحقائق العلمية المثبتة، أولها أن هذه المنتجات تختلف تماما عن التدخين التقليدي؛ حيث تعتمد على تكنولوجيا تسخين التبغ وليس حرقه، وأنها تقلل من المواد الكيميائية الضارة بصحة الإنسان الناتجة عن السيجارة التقليدية.
وأن التحول الكامل إليها يقلل من تعرض جسم الإنسان للمواد الكيميائية الضارة أو التي ربما تكون ضارة.
وأكدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن قرارها استند أيضا إلى الإجماع العلمي الدولي المستقل الذي أثبت أن هذه المنتجات تعد خيارا أفضل عن الاستمرار في التدخين التقليدي؛ مشيرة إلى أن الإثباتات العلمية المتاحة حاليا توضح المنفعة المتوقعة منها على الصحة العامة.
الأضرار
وتعقيبا علي ذلك يقول الدكتور طه عبد الحميد عوض أستاذ الصدر والحساسية بجامعة الأزهر، عند زراعة التبغ يتم رش المحصول بمبيدات حشرية مسرطنة تسمى «الأرزنك»، وعند حرق أو تسخين التبغ تنبعث منه مادة الأرزنك والكيوتين والتي تعمل وقف عمل الأهداب المبطنة للشعب الهوائية والتي تقوم بطرد الأجسام الغريبة داخل الرئة عن طريق الحركة المستمرة 20 ألف مرة في الثانية.
كما أنه يعمل علي تتحول إلى 3 أو 4 بنزو بيرين مسرطن، والذي يحول بدوره خلايا العادية الشعب الهوائية لخلايا سرطانية.
وتابع أنه في الطبيعي يستنشق الجسم 2 لتر هواء ويخرج 2 لتر، ولكن عند التدخين يستنشق 2 لتر ويخرج نص لتر فقط، والباقي يظل محبوس داخل الرئة بما يؤثر علي الشريان الرئوي، مؤكدا علي أن المخاطر السابق ذكرها تخص التبغ المحروق والمسخن، موضحا الفرق بين الاثنين أن الأول ينبعث منه القار وهو المادة التي تستخدم في صناعة الأسفلت لتمهيد الشوارع، ولكن التبغ المسخن لا يحتوي علي تلك المادة، ولكن الأضرار السابق ذكرها واحدة.
وأوضح لـ"فيتو" أن الترويج لأفضلية التبغ المسخن عن العادي أمر تجاري بحت لتحقيق الكثير من المكاسب، مؤكدا علي أن كلاهما مضر وعلى الشخص الذي يسعى لضرر أقل أن يكف عن شرب السجائر نهائيا.
وأكمل أن الإقلاع عن التدخين يعيد عمل أهداب الشعب الهوائية بشكلها الطبيعي، وهو ما يفسر إصابة الشخص المقلع عن التدخين في أول أيام الإقلاع بالسعال بشكل أكبر مما كان عليه خلال تدخينه.
وتسمى منتجات التبغ الساخن أو HTP - Heat Tobacco Products، وتعرف أيضاً بأجهزة التسخين وليس الحرق، حيث تقوم بتسخين التبغ لتحرير أبخرة المواد المتطايرة من النيكوتين ومواد أخرى يستنشقها المدخن وهي بمثابة هجين بين السيجارة التقليدية والسيجارة الإلكترونية.
وتزعم شركات السجائر العالمية العاملة في مصر أن هذه المنتجات قد تكون أقل ضررا بنسبة 90% عن وسائل التدخين العادية، نتيجة اعتمادها على تسخين التبغ بدلا من حرقه.
إحصاءات
وبحسب إحصاءات دولية صادرة عن منظمة «عالم بلا تدخين» بنيويورك، يوجد أكثر من مليار شخص يدخنون حول العالم، في حين أن عدد حالات الوفاة السنوية حول العالم تقدر بنحو 7 ملايين شخص نتيجة التدخين.
وتشير الإحصاءات إلي أن مبيعات منتجات النيكوتين في 2017 قدرت بحوالي 785 مليار دولار، منها 89.1% مبيعات سجائر.
وشهدت مبيعات السجائر الإلكترونية نموا واضحا على مدار السنوات الماضية؛ إذ قُدرت بنحو 11.4 مليار دولار، بنمو أكثر من 21%، كما بلغت قيمة مبيعات السجائر المعتمدة على التسخين نحو 6.3 مليار دولار، بنسبة نمو 529.8%، وفقا لإحصاءات 2018.
الصحة العالمية والأبحاث
وخلال العام الماضي، تمكنت عدد من شركات التبغ الكبرى، وفي المقدمة «فيليب موريس» من الحصول على موافقة السلطات المعنية في الولايات المتحدة ودولة الإمارات لطرح منتجات «التبغ المسخن».
ورغم ذلك أكدت منظمة الصحة العالمية أن جميع أشكال التبغ ضارة بما فيها منتجات التبغ المُسخّن، حيث يُعد التبغ ساما بطبيعته ويحتوي على مواد مسرطنة حتى في شكله الطبيعي، لذا ينبغي أن تخضع تلك المنتجات للتدابير السياساتية والتنظيمية المطبقة على جميع منتجات التبغ الأخرى، وفقاً لأحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.
كما أكدت مجموعة أبحاث مكافحة التبغ بجامعة "باث" ببريطانيا، أن منتجات التبغ الساخن، وهو أحد تقنيات التبغ التي تم الترويج لها عالميا والمعتمدة على تسخين التبغ بدلا من حرقه، لا تقلل من ضرر التدخين ولا تعني أنها سجائر آمنة دون أضرار.
هيئة الغذاء والدواء الأمريكية
وعلى الجانب الآخر، أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA في يوليو الماضي إذنها الرسمي بتسويق منتجات التبغ المسخن كهربائيًا IQOS، في الولايات المتحدة باعتبارها منتجات تبغ معدلة المخاطر، ليصبح بذلك هو المنتج الإلكتروني الأول والوحيد الخالي من الدخان الذي يحصل على قرار التسويق وفقًا لمعايير وممارسات منتجات التبغ معدلة المخاطر التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وقالت الـFDA إن قرارها جاء بعد عمليات تقييم ومراجعات كاملة للأدلة والإثباتات العلمية التي قدمتها فيليب موريس إلى الـ FDA منذ عام 2016؛ لدعم طلبها في تسويق منتجات التبغ معدلة المخاطر، كما استند القرار لمجموعة من الحقائق العلمية المثبتة، أولها أن هذه المنتجات تختلف تماما عن التدخين التقليدي؛ حيث تعتمد على تكنولوجيا تسخين التبغ وليس حرقه، وأنها تقلل من المواد الكيميائية الضارة بصحة الإنسان الناتجة عن السيجارة التقليدية.
وأن التحول الكامل إليها يقلل من تعرض جسم الإنسان للمواد الكيميائية الضارة أو التي ربما تكون ضارة.
وأكدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن قرارها استند أيضا إلى الإجماع العلمي الدولي المستقل الذي أثبت أن هذه المنتجات تعد خيارا أفضل عن الاستمرار في التدخين التقليدي؛ مشيرة إلى أن الإثباتات العلمية المتاحة حاليا توضح المنفعة المتوقعة منها على الصحة العامة.
الأضرار
وتعقيبا علي ذلك يقول الدكتور طه عبد الحميد عوض أستاذ الصدر والحساسية بجامعة الأزهر، عند زراعة التبغ يتم رش المحصول بمبيدات حشرية مسرطنة تسمى «الأرزنك»، وعند حرق أو تسخين التبغ تنبعث منه مادة الأرزنك والكيوتين والتي تعمل وقف عمل الأهداب المبطنة للشعب الهوائية والتي تقوم بطرد الأجسام الغريبة داخل الرئة عن طريق الحركة المستمرة 20 ألف مرة في الثانية.
كما أنه يعمل علي تتحول إلى 3 أو 4 بنزو بيرين مسرطن، والذي يحول بدوره خلايا العادية الشعب الهوائية لخلايا سرطانية.
وتابع أنه في الطبيعي يستنشق الجسم 2 لتر هواء ويخرج 2 لتر، ولكن عند التدخين يستنشق 2 لتر ويخرج نص لتر فقط، والباقي يظل محبوس داخل الرئة بما يؤثر علي الشريان الرئوي، مؤكدا علي أن المخاطر السابق ذكرها تخص التبغ المحروق والمسخن، موضحا الفرق بين الاثنين أن الأول ينبعث منه القار وهو المادة التي تستخدم في صناعة الأسفلت لتمهيد الشوارع، ولكن التبغ المسخن لا يحتوي علي تلك المادة، ولكن الأضرار السابق ذكرها واحدة.
وأوضح لـ"فيتو" أن الترويج لأفضلية التبغ المسخن عن العادي أمر تجاري بحت لتحقيق الكثير من المكاسب، مؤكدا علي أن كلاهما مضر وعلى الشخص الذي يسعى لضرر أقل أن يكف عن شرب السجائر نهائيا.
وأكمل أن الإقلاع عن التدخين يعيد عمل أهداب الشعب الهوائية بشكلها الطبيعي، وهو ما يفسر إصابة الشخص المقلع عن التدخين في أول أيام الإقلاع بالسعال بشكل أكبر مما كان عليه خلال تدخينه.