رئيس التحرير
عصام كامل

محمود أبو ضيف.. حكاية عامل نسف إمدادات الإنجليز في العدوان الثلاثي

البطل أبو ضيف
البطل أبو ضيف
تاريخ مصر الحديث والمعاصر يعج ببطولات المصريين البسطاء الذين كتبوا تاريخ هذا الوطن بدمهم في الحرب وعرقهم في السلم، وسطروا ملاحم وقف العالم أمامها مندهشا، يبحث عن تفسير لهؤلاء المسالمين الذين يتحولون عندما تواجه بلادهم خطرا داهما يتحولون لوحوش ضارية تفتك بعدوها.


وأول أمس مرت ذكرى عيد النصر الذي يوافق انسحاب قوات العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وهزيمتها في مدن القناة.

واستمر العدوان على مصر 48 يوما إذ إن الهجوم على مصر بدأ يوم 29 أكتوبر 1956 حتى 23 ديسمبر من العام نفسه، وسطر أهالي بورسعيد ملحمة تاريخية فارقة في تاريخ الوطن وبالرغم من أهمية وحجم البطولات التي قام بها أهالي بورسعيد الباسلة والفدائيين من أبناء الجيش المصري الباسل إلا أن الإعلام لم يعط هذه الحرب حقها.

ونستعرض في السطور التالية أبرز أحداث العدوان الثلاثي بدءا من تأميم قناة السويس حتى انسحاب القوات المعتدية على مصر.

سبب العدوان الثلاثي:

عندما رفض البنك الدولي تمويل السد العالي قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس وعودتها للسيادة المصرية حتى نستطيع من عائدها المالي أن نقوم ببناء السد لأن كل أموال القناة كانت تذهب لفرنسا. 

قررت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل الهجوم على مصر فيما يسمى بالعدوان الثلاثي على مصر يوم 29 أكتوبر وكان الهجوم على مدن القناة وسيناء.

أهم البطولات:
أبناء بورسعيد شكلوا لجان من المقاومة بالتعاون مع القوات المسلحة والشرطة للقضاء على القوات المعتدية وسطروا ملحمة لقنوا فيها العدو المغتصب درسا لن ينساه وانسحبوا بعد هزيمتهم الساحقة ولم يحققوا الهدف الذين أتوا من أجله.

وهذا الملحمة التي تحدث عنها العالم صنعها أشخاص عاديون، حملهم حب الوطن على ضرب أروع الأمثلة في الفداء والتضحية.

ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم محمود أبو ضيف الذي  كان يعمل مساعدا في ورشة بالسويس وانضم إلى لجان المقاومة الشعبية برغبته للمساعدة في إجلاء القوات المعتدية فتم تكليفه هو وأحد زملائه بمهمة نسف أحد طلمبات البنزين التابعة للقوات البريطانية في السويس حتى ينقطع عنهم إمداد الأسلحة بالبنزين.

وتسلل محمود  خلال الأسلاك الشائكة المحيطة بالمحطة ووقف زميله خارج الأسلاك يحمل البندقية لحمايته وقذف محمود المحطة بقنبلة يدوية فاشتعلت النيران فيه وامتدت النيران إلى باقى المخازن المجاورة فانفجرت خزاناتها وأصيب كل حراس المحطة بحروق شديدة وبعضهم لقي حتفه وأصيب محمود بإصابات شديدة في وجهه ويديه ولكنه لم يهرب بل ظل يقنص كل جندي إنجليزي يخرج من المحطة حي هو وزميله ولم يتركوا المكان إلا بعد إبادته بالكامل وهو يقاوم الألم بكل شجاعة واقفا على قدميه حتى النهاية.
الجريدة الرسمية