150 سنة مسرح.. البيت الفني ودار الأوبرا أبرز المشاركين.. وتكريم محمود ياسين وصلاح السعدني وسهير المرشدي في "دورة الآباء"
عام 1870 كان فارقًا في تاريخ المسرح المصري، حيث تم تدشين أبو الفنون بشكله الحديث فيه، ويعتبره مؤرخو الفنون إيذانًا لانطلاق حقبة جديدة في مسيرة الفنون والثقافة المصرية.
الرواد الأوائل
وعلى مدار عقود طويلة شيد نخبة من العمالقة والأعلام المصرية صرحًا كبيرًا وذخرًا من الإبداع ومادة فنية في عالم أبو الفنون، تتفاخر بها الأجيال الجديدة، وكدليل على سيادة مصر الفنية وتأثيرها الثقافي في المنطقة العربية وأفريقيا بأسرها.
يعقوب صنوع، عثمان جلال، عبد الله النديم، سلامة حجازي، سيد درويش، جورج أبيض، عزيز عيد، نجيب الريحاني، على الكسار يوسف وهبي، أمين صدقي، إبراهيم رمزي، بديع خيري، وغيرهم، هؤلاء سطروا أسماءهم بأحرف من نور في التاريخ المصري الحديث لتكون دليلا على نهضة فنية استمرت 150 عامًا، وعرفانًا بجميلهم احتفلت الدورة الثالثة عشرة للمهرجان القومي للمسرح بهم، حيث قررت اللجنة العليا للمهرجان برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، أن تحمل الدورة اسم "دورة الآباء" أي دورة مؤسسي الحركة المسرحية في مصر، وانعكاس ذلك على الحياة الثقافية منذ نشأة المسرح وتطوره في مختلف العصور.
ونظرًا لظروف جائحة فيروس كورونا وتداعياتها على الحركة المسرحية، غير المهرجان القومي للمسرح في دورة هذا العام من لائحته التنظيمية السابقة، وجعل التسابق في مسابقتين فقط هما مسابقة "العروض المسرحية" ومسابقة "المقال"، والتي تنقسم إلى "النقدي التطبيقى" و"الدراسة النظرية".
الجهات المشاركة
كما حددت اللجنة العليا للمهرجان الجهات التي يحق لها الاشتراك في مسابقة العروض المسرحية وهى البيت الفنى للمسرح وفرق الهيئة العامة لقصور الثقافة والفرق المستقلة والحرة والبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية وفرق دار الأوبرا المصرية ومركز الهناجر للفنون ومراكز الإبداع الفني وفرق المسرح الخاص.
بالإضافة إلى المعهد العالى للفنون المسرحية والعرض الفائز من مسابقة مواسم نجوم المسرح الجامعى والعرض الفائز من مسابقة الجامعات وفرق الهواة والنقابات الفنية والمسرح الكنسى ومنظمات المجتمع المدنى ووزارة الشباب وفرق الشركات والبنوك والمسرح العمالى.
وقال المخرج محمد الصغير، عضو لجنة المشاهدة والاختيار بالمهرجان القومي للمسرح: إن اللجنة كانت في حيرة بسبب جودة عروض الجامعات وكم المواهب الواعدة التي ضمتها عروضهم، مشيرًا إلى أن اللجنة لم تتمكن من إتاحة الفرصة لكافة العروض المميزة، بسبب التزامها بعدد معين فقط ممثلًا عن الجامعات المصرية.
وأضاف "الصغير" أن عروض جامعات بدر والمنصورة وبورسعيد كانت جيدة للغاية لكن لم يتم اختيارها بسبب تقيد اللجنة، مما جعلها تنظر لكافة عناصر العرض المسرحي من ديكور ورؤية إخراج وإضاءة واستعراضات وغيرها، قائلًا: "دخلنا في نقاشات كبيرة وتفضيل عناصر العمل بعضها البعض لنتمكن من اختيار العدد المخصص فقط، لذلك كانت توصيات اللجنة بزيادة النسبة المخصصة لعروض الجامعات".
في السياق ذاته أكد المخرج محمد الصغير أن مشاركة 5 عروض جامعية هذا العام استثنائي فقط، مضيفًا: "5 عروض من المسرح الجامعي مشاركة.. العدد ده استثنائي فقط السنة دي حيث إن كل عام يكون 3 عروض جامعية، لن أضيف إليها السنة دي عرضين وأخدوا مكانا من نسبة مشاركة صندوق التنمية الثقافية والذي اكتفي بعرض واحد فقط نظرًا لصعوبة الإنتاج خلال العام الجاري".
"تراجع ملحوظ في مستوى عروض الفرقة المستقلة ومسرح الهواة"، يؤكد المخرج محمد الصغير وجود أزمة حقيقية يعانى منها المسرح المستقل مؤخرًا قائلًا: "عروض الفرق المستقلة التي شاهدناها كانت بالفعل دون المستوى وبتقدم نوع سطحي ورديء للغاية وليست الأزمة في الإمكانيات إطلاقا لأنه ممكن بأقل الإمكانيات تقديم عرض جيد، لكن الأزمة في طريقة الاستسهال والسطحية وعدم وجود نصوص جيدة وورق ينفذ من الأساس".
سنوات نهضة المسرح المستقل يصفها عضو لجنة مشاهدة العروض قائلًا: "المسرح المستقل كان في إحدى الفترات تتفوق عروضه على مسرح الدولة والبيت الفني للمسرح نفسه، وكان ذلك خلال فترة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، واستطاعت فرق مثل الحركة والحكاوي وفرقة لقاء أن تقدم مسرحًا مميزًا في كافة عناصره كما كانت هناك حركة نقدية بناءة وقوية تتزعمها الراحلة نهاد صليحة لكن ما وصل إليه الحال حاليًا سيئ للغاية".
المكرمين
وتتضمن المحاور الفكرية للمهرجان كل من ملتقى "150 سنة مسرح"، في إطار الاحتفال بمرور 150 عاما على إنشاء المسرح المصري بشكله الحديث، بالإضافة إلى ملتقى "الخصوصية المصرية لأشكال المسرح الشعبي"، كما اشتملت المحاور أيضا، على ملتقى "من الأغنية إلى المسرح الغنائي"، والذي يتناول تطور شكل تقديم الأغاني في العروض المسرحية المصرية، وتضمنت المحاور ملتقى "من التمصير إلى الكوميديا المصرية"، وملتقى "150 سنة ميلودراما" والذي يناقش أعمال الميلودراما في المسرح المصري عبر العصور المختلفة.
ويقدم المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ13 مجموعة مميزة من الجوائز تبلغ قيمتها 350 ألف جنيه في قسمين القسم الأول هو قسم مسابقة العروض المسرحية وهي مسابقة واحدة لجميع الفرق المسرحية المتقدمة، وتمنح الجوائز مقسمة على جميع عناصر العرض المسرحي.
أما جوائز المقال النقدي والبحث النظري، فتنقسم إلى جائزة المقال النقدي التطبيقي على العروض المسرحية وقيمتها 5 آلاف جنيه، وجائزة البحث النقدي وقيمتها 10 آلاف جنيه مع الدرع وشهادة التقدير، كما يحق للجنة التحكيم أن تمنح جوائز خاصة لبعض الاجتهادات المتميزة والتي لم تحصل على جوائز وبما لا يزيد على ثلاثة جوائز يتم منحها شهادات تقدير خاصة.
الفنان مفيد عاشور عضو لجنة المشاهدة والاختيار قال: إن العروض التي شاهدوها تدل بما لا يدع مجال للشك على أن المسرح المصري بخير، كما أن هناك العديد من المواهب والأجيال الشابة الواعدة في الأقاليم، سواء على مستوى التمثيل والإخراج، تستحق أن تظهر ويكشف عنها الستار لتتبوأ مكانتها على الساحة الفنية.
وأوضح "عاشور" أن عمل اللجنة كان حرا بعيدا عن أي نوع من التدخل في اختياراتها وعملها، مشيرا إلى أن الموهبة هي من فرضت نفسها على الجميع وجعلت اللجنة تختارها للتواجد في الدورة الثالثة عشرة من المهرجان القومي للمسرح. ويكرم المهرجان 6 رموز مسرحية هم الفنان الراحل محمود ياسين، الذي تم تكريمه سابقا وهو على قيد الحياة، ولكن يكرم اليوم في المهرجان نظرا لتاريخه المسرحي الكبير رغم عمله الفني، والفنان صلاح السعدني، والفنانة سهير المرشدي، والفنان الراحل المنتصر بالله، والفنان عباس أحمد، والشاعر الراحل نجيب سرور.
نقلًا عن العدد الورقي...،
الرواد الأوائل
وعلى مدار عقود طويلة شيد نخبة من العمالقة والأعلام المصرية صرحًا كبيرًا وذخرًا من الإبداع ومادة فنية في عالم أبو الفنون، تتفاخر بها الأجيال الجديدة، وكدليل على سيادة مصر الفنية وتأثيرها الثقافي في المنطقة العربية وأفريقيا بأسرها.
يعقوب صنوع، عثمان جلال، عبد الله النديم، سلامة حجازي، سيد درويش، جورج أبيض، عزيز عيد، نجيب الريحاني، على الكسار يوسف وهبي، أمين صدقي، إبراهيم رمزي، بديع خيري، وغيرهم، هؤلاء سطروا أسماءهم بأحرف من نور في التاريخ المصري الحديث لتكون دليلا على نهضة فنية استمرت 150 عامًا، وعرفانًا بجميلهم احتفلت الدورة الثالثة عشرة للمهرجان القومي للمسرح بهم، حيث قررت اللجنة العليا للمهرجان برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، أن تحمل الدورة اسم "دورة الآباء" أي دورة مؤسسي الحركة المسرحية في مصر، وانعكاس ذلك على الحياة الثقافية منذ نشأة المسرح وتطوره في مختلف العصور.
ونظرًا لظروف جائحة فيروس كورونا وتداعياتها على الحركة المسرحية، غير المهرجان القومي للمسرح في دورة هذا العام من لائحته التنظيمية السابقة، وجعل التسابق في مسابقتين فقط هما مسابقة "العروض المسرحية" ومسابقة "المقال"، والتي تنقسم إلى "النقدي التطبيقى" و"الدراسة النظرية".
الجهات المشاركة
كما حددت اللجنة العليا للمهرجان الجهات التي يحق لها الاشتراك في مسابقة العروض المسرحية وهى البيت الفنى للمسرح وفرق الهيئة العامة لقصور الثقافة والفرق المستقلة والحرة والبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية وفرق دار الأوبرا المصرية ومركز الهناجر للفنون ومراكز الإبداع الفني وفرق المسرح الخاص.
بالإضافة إلى المعهد العالى للفنون المسرحية والعرض الفائز من مسابقة مواسم نجوم المسرح الجامعى والعرض الفائز من مسابقة الجامعات وفرق الهواة والنقابات الفنية والمسرح الكنسى ومنظمات المجتمع المدنى ووزارة الشباب وفرق الشركات والبنوك والمسرح العمالى.
وقال المخرج محمد الصغير، عضو لجنة المشاهدة والاختيار بالمهرجان القومي للمسرح: إن اللجنة كانت في حيرة بسبب جودة عروض الجامعات وكم المواهب الواعدة التي ضمتها عروضهم، مشيرًا إلى أن اللجنة لم تتمكن من إتاحة الفرصة لكافة العروض المميزة، بسبب التزامها بعدد معين فقط ممثلًا عن الجامعات المصرية.
وأضاف "الصغير" أن عروض جامعات بدر والمنصورة وبورسعيد كانت جيدة للغاية لكن لم يتم اختيارها بسبب تقيد اللجنة، مما جعلها تنظر لكافة عناصر العرض المسرحي من ديكور ورؤية إخراج وإضاءة واستعراضات وغيرها، قائلًا: "دخلنا في نقاشات كبيرة وتفضيل عناصر العمل بعضها البعض لنتمكن من اختيار العدد المخصص فقط، لذلك كانت توصيات اللجنة بزيادة النسبة المخصصة لعروض الجامعات".
في السياق ذاته أكد المخرج محمد الصغير أن مشاركة 5 عروض جامعية هذا العام استثنائي فقط، مضيفًا: "5 عروض من المسرح الجامعي مشاركة.. العدد ده استثنائي فقط السنة دي حيث إن كل عام يكون 3 عروض جامعية، لن أضيف إليها السنة دي عرضين وأخدوا مكانا من نسبة مشاركة صندوق التنمية الثقافية والذي اكتفي بعرض واحد فقط نظرًا لصعوبة الإنتاج خلال العام الجاري".
"تراجع ملحوظ في مستوى عروض الفرقة المستقلة ومسرح الهواة"، يؤكد المخرج محمد الصغير وجود أزمة حقيقية يعانى منها المسرح المستقل مؤخرًا قائلًا: "عروض الفرق المستقلة التي شاهدناها كانت بالفعل دون المستوى وبتقدم نوع سطحي ورديء للغاية وليست الأزمة في الإمكانيات إطلاقا لأنه ممكن بأقل الإمكانيات تقديم عرض جيد، لكن الأزمة في طريقة الاستسهال والسطحية وعدم وجود نصوص جيدة وورق ينفذ من الأساس".
سنوات نهضة المسرح المستقل يصفها عضو لجنة مشاهدة العروض قائلًا: "المسرح المستقل كان في إحدى الفترات تتفوق عروضه على مسرح الدولة والبيت الفني للمسرح نفسه، وكان ذلك خلال فترة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، واستطاعت فرق مثل الحركة والحكاوي وفرقة لقاء أن تقدم مسرحًا مميزًا في كافة عناصره كما كانت هناك حركة نقدية بناءة وقوية تتزعمها الراحلة نهاد صليحة لكن ما وصل إليه الحال حاليًا سيئ للغاية".
المكرمين
وتتضمن المحاور الفكرية للمهرجان كل من ملتقى "150 سنة مسرح"، في إطار الاحتفال بمرور 150 عاما على إنشاء المسرح المصري بشكله الحديث، بالإضافة إلى ملتقى "الخصوصية المصرية لأشكال المسرح الشعبي"، كما اشتملت المحاور أيضا، على ملتقى "من الأغنية إلى المسرح الغنائي"، والذي يتناول تطور شكل تقديم الأغاني في العروض المسرحية المصرية، وتضمنت المحاور ملتقى "من التمصير إلى الكوميديا المصرية"، وملتقى "150 سنة ميلودراما" والذي يناقش أعمال الميلودراما في المسرح المصري عبر العصور المختلفة.
ويقدم المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ13 مجموعة مميزة من الجوائز تبلغ قيمتها 350 ألف جنيه في قسمين القسم الأول هو قسم مسابقة العروض المسرحية وهي مسابقة واحدة لجميع الفرق المسرحية المتقدمة، وتمنح الجوائز مقسمة على جميع عناصر العرض المسرحي.
أما جوائز المقال النقدي والبحث النظري، فتنقسم إلى جائزة المقال النقدي التطبيقي على العروض المسرحية وقيمتها 5 آلاف جنيه، وجائزة البحث النقدي وقيمتها 10 آلاف جنيه مع الدرع وشهادة التقدير، كما يحق للجنة التحكيم أن تمنح جوائز خاصة لبعض الاجتهادات المتميزة والتي لم تحصل على جوائز وبما لا يزيد على ثلاثة جوائز يتم منحها شهادات تقدير خاصة.
الفنان مفيد عاشور عضو لجنة المشاهدة والاختيار قال: إن العروض التي شاهدوها تدل بما لا يدع مجال للشك على أن المسرح المصري بخير، كما أن هناك العديد من المواهب والأجيال الشابة الواعدة في الأقاليم، سواء على مستوى التمثيل والإخراج، تستحق أن تظهر ويكشف عنها الستار لتتبوأ مكانتها على الساحة الفنية.
وأوضح "عاشور" أن عمل اللجنة كان حرا بعيدا عن أي نوع من التدخل في اختياراتها وعملها، مشيرا إلى أن الموهبة هي من فرضت نفسها على الجميع وجعلت اللجنة تختارها للتواجد في الدورة الثالثة عشرة من المهرجان القومي للمسرح. ويكرم المهرجان 6 رموز مسرحية هم الفنان الراحل محمود ياسين، الذي تم تكريمه سابقا وهو على قيد الحياة، ولكن يكرم اليوم في المهرجان نظرا لتاريخه المسرحي الكبير رغم عمله الفني، والفنان صلاح السعدني، والفنانة سهير المرشدي، والفنان الراحل المنتصر بالله، والفنان عباس أحمد، والشاعر الراحل نجيب سرور.
نقلًا عن العدد الورقي...،