احمد رجب يكتب : مستشارى الفلكى
فى مجلة الجيل ديسمبرعام 1959 كتب الصحفى الساخر أحمد رجب مقالا عن التنجيم والفلك بمناسبة دخول عام جديد قال فيه : تحول مفاجئ حدث لى عندما قابلت صديقى القديم الذى لم أره منذ إن كنا فى المدرسة الثانوية، وبعد السلام والذى منه ساألنى رايح فين؟
قلت له رايح احلق شعرى ، فأخرج من جيبه قلما وبلوك نوت، ودخل فى حسبة اختتمها قائلا : أرجوك ماتحلقش انهارده لأن القمر ليس فى برج الحوت .
وانطلق عدنان يتكلم كلاما فلكيا لم أفهم منه شيئا، وعاد يرجونى أن أعدل عن الحلاقة كما لو كان يرجونى ألا ألقى بنفسى تحت عجل المترو .
واستطرد يشرح لى كيف أن الكواكب والنجوم تسيطر على أعمالنا من حيث التوفيق وعدم التوفيق، وعاد ليقنعنى بالعدول عن الكتابة .
ولما كنت أكره الحلاقة عمى فقد وجدت في كلامه تشجيعا على تغيير خط سيرى إلى الحلاق ، وأجلس معه فى جروبى ، وتبين لى أن عدنان يعيش مع النجوم والكواكب والبروج من باب الهواية، وراح يغرينى لأمارس نفس الهواية على الأقل لأحيط علما بمسار الكواكب حتى أوفق فى كل عمل أؤديه .
وأعترف أن حديث عدنان استهوانى جدا ، وأصبح عدنان على صلة مستمرة بى، وسألته فى التليفون مش أحلق بقى ياعدنان ؟
أحمد رجب يكتب: كوز الغرام
ورد قائلا: ارجوك مش دلوقت، قلت له ياعدنان شعرى بقى زى الخنافس ؟ أجابنى: ولو فهذا أهون من أن تقع مصيبة .
مرت أيام اخرى لأخبر عدنان أن شعر رأسي زحف إلى عمودى الفقرى وأخشى أن تستمر كتكعيبة العنب .
لكن عدنان صمم على أننى لا أحلق إلا إذا دخل القمر فى برج الحوت بعد أسبوع ، لكن لم يكن ممكنا الانتظار أسبوعا آخر، وذهبت للحلاق ووضع الفوطة حول عنقى وعصيت أوامر عدنان الفلكية.
وما إن انتهى الحلاق من مهمته حتى شعرت بصداع رهيب لم تفلح معه اى مسكنات ، وربما تكون مصادفة لا علاقة لها ببرج الحوت .
غير أن الصداع حملنى على أن أنظر إلى كلام عدنان نظرة جديدة ، ومن هنا أصبح عدنان مستشارى الفلكى وأصبح التليفون يدق لأسمع عدنان يقول (عطارد يقترن بزحل ) فقلت له الف مبروك وعقبال البكارى
وعدنان لا يقتنع أننى مشغول فى العمل، ولا أستطيع التفكير فى مشاكل خاصة فيعلن عصبيته لأنى أفوت عليه فرصة ذهبية .
وجاء يوم وطلب منى أن أحفر بيرا لأن القمر فى برج الجوزاء وحفر البير فيه خير كثير، وصمم على حفر البير، قلت له فين؟ قال خلف البيت اسمع كلامى بسرعة وانصرف غاضبا .
انتهت اهتماماتى بزحل وعطارد والمريخ فقد دخل على عدنان يبكى لوفاة قمبيز بن خورش ملك بلاد الفرس قبل الميلاد، ثم اتضح لى أن النوبة عادت إليه ليعود مرة أخرى إلى مستشفى الأمراض العقلية .
قلت له رايح احلق شعرى ، فأخرج من جيبه قلما وبلوك نوت، ودخل فى حسبة اختتمها قائلا : أرجوك ماتحلقش انهارده لأن القمر ليس فى برج الحوت .
وانطلق عدنان يتكلم كلاما فلكيا لم أفهم منه شيئا، وعاد يرجونى أن أعدل عن الحلاقة كما لو كان يرجونى ألا ألقى بنفسى تحت عجل المترو .
واستطرد يشرح لى كيف أن الكواكب والنجوم تسيطر على أعمالنا من حيث التوفيق وعدم التوفيق، وعاد ليقنعنى بالعدول عن الكتابة .
ولما كنت أكره الحلاقة عمى فقد وجدت في كلامه تشجيعا على تغيير خط سيرى إلى الحلاق ، وأجلس معه فى جروبى ، وتبين لى أن عدنان يعيش مع النجوم والكواكب والبروج من باب الهواية، وراح يغرينى لأمارس نفس الهواية على الأقل لأحيط علما بمسار الكواكب حتى أوفق فى كل عمل أؤديه .
وأعترف أن حديث عدنان استهوانى جدا ، وأصبح عدنان على صلة مستمرة بى، وسألته فى التليفون مش أحلق بقى ياعدنان ؟
أحمد رجب يكتب: كوز الغرام
ورد قائلا: ارجوك مش دلوقت، قلت له ياعدنان شعرى بقى زى الخنافس ؟ أجابنى: ولو فهذا أهون من أن تقع مصيبة .
مرت أيام اخرى لأخبر عدنان أن شعر رأسي زحف إلى عمودى الفقرى وأخشى أن تستمر كتكعيبة العنب .
لكن عدنان صمم على أننى لا أحلق إلا إذا دخل القمر فى برج الحوت بعد أسبوع ، لكن لم يكن ممكنا الانتظار أسبوعا آخر، وذهبت للحلاق ووضع الفوطة حول عنقى وعصيت أوامر عدنان الفلكية.
وما إن انتهى الحلاق من مهمته حتى شعرت بصداع رهيب لم تفلح معه اى مسكنات ، وربما تكون مصادفة لا علاقة لها ببرج الحوت .
غير أن الصداع حملنى على أن أنظر إلى كلام عدنان نظرة جديدة ، ومن هنا أصبح عدنان مستشارى الفلكى وأصبح التليفون يدق لأسمع عدنان يقول (عطارد يقترن بزحل ) فقلت له الف مبروك وعقبال البكارى
وعدنان لا يقتنع أننى مشغول فى العمل، ولا أستطيع التفكير فى مشاكل خاصة فيعلن عصبيته لأنى أفوت عليه فرصة ذهبية .
وجاء يوم وطلب منى أن أحفر بيرا لأن القمر فى برج الجوزاء وحفر البير فيه خير كثير، وصمم على حفر البير، قلت له فين؟ قال خلف البيت اسمع كلامى بسرعة وانصرف غاضبا .
انتهت اهتماماتى بزحل وعطارد والمريخ فقد دخل على عدنان يبكى لوفاة قمبيز بن خورش ملك بلاد الفرس قبل الميلاد، ثم اتضح لى أن النوبة عادت إليه ليعود مرة أخرى إلى مستشفى الأمراض العقلية .