رئيس التحرير
عصام كامل

سفير فلسطين بالقاهرة: نعلم بتطبيع الدول العربية مع إسرائيل من وسائل الإعلام .. ولا يوجد أي تشاور أو اتفاق معها (حوار)

السفير دياب اللوح
السفير دياب اللوح
إقدام عدد من الدول الشقيقة على التطبيع مع إسرائيل مسألة عربية عربية وليست مسألة عربية فلسطينية

الدول العربية التي أقدمت على الخطوة مؤخرا ترى أنها لم تذهب للتحدث باسم الشعب الفلسطينى وأن ما فعلته شأن سيادى خاص بها


طالبنا بعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية على المستوى الوزاري بعد إعلان الإمارات التطبيع مع إسرائيل

شتان الفارق بين رد الفعل العربى على إقدام الرئيس الراحل أنور السادات على زيارة القدس وتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل فى ثمانينيات القرن الماضى ، وبين إعلان عدد من الدول العربية توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل الآن.

فمع السادات ، سارعت معظم الدول العربية الى إعلان مقاطعتها لمصر ، وتم نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس عقابا لمصر على ما اعتبرته الدول العربية "جريمة" آنذاك ، فيما تقف باقى الدول العربية حاليا موقف المحايد ، بل وأحيانا الداعم لهذه الخطوة .. البعض يرى أن الفارق بين رد الفعل هو نفسه الفارق بين زمن ومرحلة تاريخية ، وزمن ومرحلة تاريخية أخرى ، ومستجدات طرأت على العلاقات العربية والدولية.

"فيتو" حاورت السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، حول رؤية بلاده لخطوات التطبيع التي اتخذها عدد من الدول العربية مع إسرائيل مؤخرا.. فماذا قال ؟


*بداية .. كيف ترى إقدام عدد من الدول العربية على خطوة التطبيع مع إسرائيل؟

إقدام عدد من الدول العربية الشقيقة بالتطبيع مع إسرائيل تعد مسألة عربية عربية وليست مسألة عربية فلسطينية، وهناك نظام ضابط لعملية التطبيع مع إسرائيل قائم على المبادرة العربية للسلام والتي أقرتها قمة بيروت التي تتمسك بها دولة فلسطين وبتطبيقها من «أ».

والتي تتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلى على الأراضى العربية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 حتى الـ «ى» والتي تنتهى بـ عملية إقامة علاقات مع إسرائيل.

والقضية الفلسطينية هي فلسطينية الوجه وعربية العمق وتعد جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية والموقف العربى، مشيرًا إلى أن الدول العربية التي أقدمت على التطبيع مع إسرائيل مؤخرا ترى أنها لم تذهب للتحدث باسم الشعب الفلسطينى وأن ما فعلته شأن سيادي خاص بها.

*البعض يرى أن جامعة الدول العربية فقدت دورها وفاعليتها بخلاف ما كانت عليه فى السابق .. ما تعليقك؟

دولة فلسطين حريصة كل الحرص على دور الجامعة العربية في تعزيز العمل العربى المشترك لأنها تعد بيت العرب والداعم الرئيسى للقضايا العربية في ظل التغيرات السياسية، ولكن مع الحفاظ على أسس المرجعيات الدولية للقضية المركزية والمتمثلة في القضية الفلسطينية عن طريق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وفقًا للمبادرة العربية للسلام ورؤية الرئيس الفلسطينى محمود عباس.

والرئيس الفلسطينى محمود عباس أكد خلال لقاء جمعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في 29 نوفمبر الماضى على ضرورة استنهاض دور الجامعة العربية في دعم القضايا العربية ومن بينها القضية الفلسطينية.


*كيف تقيم ردود أفعال الجامعة العربية بشأن عمليات التطبيع المتتالية للدول العربية مع إسرائيل؟

جميع المسؤولين داخل بيت العرب وخاصة الأمين العام المساعد لشئون فلسطين أكدوا أن القضية الفلسطينية في صدارة قضايا العمل العربى المشترك، كما أن الدول العربية التي أقدمت على عملية التطبيع أكدت التزامها بالقضية الفلسطنية والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية.

وأؤكد على أن هناك قمما عربية متتالية وقرارات على مستوى المجلس الوزراى لإنهاء عمليات الاستيطان العربى تحكم الأداء العربى بشكل عام، وأطالب بالتزام الدول العربية بهذه القرارات وإقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لآخر قمتين عربيتين في السعودية وتونس.


*هل كان هناك أى نوع من التشاور بينكم وبين حكومات الدول التى أقدمت على التطبيع مؤخرا؟

لم يكن هناك أي عمليات تشاور أو اتفاق بين أي دولة عربية أقدمت على عملية التطبيع مع إسرائيل وبين الدول الفلسطينية قبل اتخاذ خطواتها المعلنه، والدولة الفلسطينية عرفت عملية التطبيع من وسائل الإعلام مثلها مثل باقى شعوب العالم لذلك أقدمت السلطات الفلسطينية على استدعاء سفرائها في دولتى البحرين والإمارات.


*ماذا كان رد فعلكم كدولة فلسطين؟

دولة فلسطين طالبت بعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية على المستوى الوزارى بعد إعلان الإمارات التطبيع مع إسرائيل ولكن كان للدول العربية رأى آخر بعد التشاور فيما بينها بأن الاجتماع الوزاري في دورته العادية كان أوشك ولا داعى لاجتماع طارئ.

وأشار إلى أنه ليس على دراية بتسلسل الأحداث التي سبقت عملية التطبيع إن كانت الدول العربية هي التي أقدمت على التطبيع أم أن إدارة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته ترامب هي التي بادرت، مشيرًا إلى أن ما تم شأن خاص بالدول العربية ولكن نذكرهم بالقضية الفلسطينية.


*ما تعليقكم على موافقة الدول العربية على قبول عرض سياسي من رئيس أوشكت ولايته على الانتهاء وإدارته تلملم أوراقها من البيت الأبيض والإسراع على إنجاح دورها كوسيط في عملية التطبيع؟

يسأل عن ذلك الدول العربية الشقيقة التي أقدمت على عملية التطبيع.

*كلمة أخيرة؟

أؤكد على ضرورة الترابط العربى وتعزيز دور الجامعة العربية في ظل عدم استقرار الوضع السياسي العالمى، فالفترة الراهنة لا تحتمل الانقسامات بين الدول العربية.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"
الجريدة الرسمية