رئيس التحرير
عصام كامل

من محاولته منافسة عبد الوهاب في الغناء إلى تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته.. أسرار مثيرة عن محمود المليجى

الفنان محمود المليجي
الفنان محمود المليجي
110 أعوام مرت على ميلاد شرير الشاشة محمود المليجي، حيث ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1910.
 
عشق محمود المليجى التمثيل منذ صغره.. وكان ذلك سببا فى فشله الدراسى بمدرسة الخديوية، واقتحم عالم الفن من بوابة فرقة الفنانة فاطمة رشدي التي انضم لها فى الثلاثينيات من القرن الماضي، وكان حينها يؤدى أدواراً صغيرة مقابل عشرة قروش فى اليوم، ورشحته فاطمة رشدي لبطولة فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة"؛ لإيمانها بموهبته، ومنذ ذلك الحين انطلق في عالم السينما والفن.


 أطلق عليه شرير السينما المصرية ومجرم الشاشة منذ خطا أول خطوة فى مشواره الفنى.. أبدع في كافة الأعمال الفنية التي قدمها والتي بلغت حوالي 750 عملا فنيا، ما بين السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، فقد كان مشوار المليجي الفني ثرياً بالأعمال الفنية المتنوعة والتي قدم خلالها أدواراً مميزة.




ترك  منزل العائلة واستأجر حجرة بشارع عماد الدين، إلى أن التقى بملقن فرقة رمسيس وكان اسمه عبد الجواد، على مقهى الفنانين.. وكان قد حل محله كملقن فترة من الوقت أثناء مرضه فشكا له المليجى من تدهور أحواله، فقال له الملقن: "حظك من السما لأن فرقة رمسيس مسافرة فى جولة إلى البلاد العربية لمدة شهر".. وقد اعتذر عدد من الممثلين عن السفر لظروفهم العائلية، وأنه سيرشحه للفنان يوسف وهبى، ووافق يوسف وهبى وقدم له خمسة جنيهات من إدارة الفرقة ليجهز نفسه للسفر، ونجح فى تأدية معظم أدوار الفنانين الغائبين وأطلقوا عليه "الجوكر"، وازداد اسمه لمعانا.

كان والده من هواة الموسيقى والطرب، وكان فى بيتهم بيانو وآلة عود وفونوغراف واسطوانات للمطربين والمطربات القدامى.. حاول أن يتعلم الغناء ويصبح مطربا وينافس محمد عبد الوهاب إلا أن زملاءه كانوا يصفون صوته بصوت مدفع رمضان فتفرغ للتمثيل.

في ذكرى ميلاده.. كيف كان الليمون سببًا في إنقاذ محمود المليجي من الموت المحقق

وعندما عاد سافر إلى الإسكندرية للمساهمة فى تقديم عروض الفرقة على مسرح الشاطبى طوال الموسم الصيفى، وفى اليوم الثالث للعرض رحلت والدته ولم يكن يملك المال للسفر إلى القاهرة لحضور عزاء والدته، وانتحى أحد الأركان، وإذا بممثلة زميلة اسمها علوية جميل تطيب خاطره وتواسيه وتضع فى جيبه عشرة جنيهات، وتقول له: "سوف أستردها بعد الأربعين"، بعدها حدث التقارب بينه وبين علوية جميل، وحاول أن يعيد إليها الجنيهات العشرة، فرفضت، فاشترى لها هدية بنفس القيمة.. وقال لها "توافقى تتجوزينى يا لولو"؟.

وتم الزواج عام 1939 وعاشا حياة استمرت 45 عاما، إلا أنه تخللها بعض حالات الحب لزميلته بالفرقة لولا صدقى وبعدها فوزية الأنصاري.

ويبدو أن عشق المليجي للفن كان بلا حدود حتى أن نهايته كانت درامية، فقد توفي الفنان الراحل في "لوكيشن" تصوير، والأكثر غرابة أنه توفي وهو يستعد لتصوير آخر لقطات الفيلم التليفزيوني "أيوب".

وحول ذكرى رحيله، قال المخرج هانى لاشين: إنه بينما كان فريق العمل يستعد لتصوير المشهد الأخير في الفيلم وكان الجميع جالساً للتحضير، وتم تجهيز الماكياج وطلب كل من عمر الشريف والمليجي قهوة، وفجأة وبلا مقدمات قال المليجي لعمر الشريف: "يا أخى الحياة دى غريبة جدا.. الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى ويشخر".. وحينها أنزل رأسه للأسفل وصدر منه صوت شخير فانبهر الحضور، واعتقدوا أن الفنان الراحل يمثل، وبدأ الجميع في الضحك والانبهار من أداء المليجي الواقعى والمفاجئ، ولكنه لم ينهِ المشهد.. فقال له عمر الشريف: "إيه يا محمود خلاص بقى اصحى.. المشهد خلص".. وكانت المفاجأة فقد توفي المليجي في الحقيقة، وكان تمثيله هذا هو إلا اللحظات الأخيرة التي لفظ فيها الفنان الراحل أنفاسه الأخيرة، ولينام نومته الأخيرة بعد أن كان يتحدث قبلها بثوان عن النوم، في مفارقة قدرية جعلت من اللحظات الأخيرة لشرير السينما المصرية أروع مشهد درامي.

الجريدة الرسمية