ما الذي يحرم على المحدث فعله.. وما يحرم على الحائض والنفساء؟
حرص الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على بيان مكروهات الغسل وما يحرم على المحدث فعله وما يحرم على الحائض والنفساء
ما يحرم على المحدث فعله
أولا : المحدث الحدث الأصغر (ناقض الوضوء) : يحرم عليه ثلاثة أشياء :
1- الصلاة : الفريضة والنفل، وكذلك سجدة التلاوة والشكر. وذلك لقول النبي ﷺ : « لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ » [متفق عليه]
2- الطواف : لأن الطواف الصلاة، لقول النبي ﷺ : « إنما الطواف صلاة » [أحمد]
3- مس المصحف وحمله : وذلك لقوله تعالى : ﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾، وكذلك كتبه النبي ﷺ في الكتاب الذي لعمرو بن حزم حيث قال : « أن لا يمس القرآن إلا طاهر » [رواه مالك].
ثانيا : الجنب (اجتمع بزوجه) أو نزل منه مني بغير اجتماع : ويحرم عليه خمسة أشياء هذه الثلاثة المذكورة في الحدث الأصغر بالإضافة إلى أمرين :
4- قراءة القرآن : فلا يجوز له قراءة القرآن لما رواه علي رضى الله عنه أن النبي ﷺ قال بعد أن توضأ وقرأ شيئاً من القرآن : « هذا لمن ليس بجنب، أما الجنب فلا ولا آية » [أحمد].
5- اللبث في المسجد : إلا لضرورة كمن احتلم داخل المسجد وتعذر عليه الخروج، أم مجرد العبور من المسجد فلا يحرم، وذلك لقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ﴾.
ما يحرم على الحائض والنفساء
يحرم عليها ثمانية أشياء الخمسة السابقة بالإضافة إلى هذه الثلاثة :
6- الصوم : فالمرأة الحائض والنفساء تمتنع عن الصيام فرضاً أو نفلاً، وذلك لما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألتها امرأة عن قضاء الصوم، وعدم قضاء الصلاة فقالت : «أحرورية أنت ؟ ـ تعني من الخوارج المتنطعين ـ كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة » [مسلم]
7- الوطء : وهو الجماع بينها وبين زوجها وذلك لقوله تعالى : ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ﴾.
8- المباشرة فيما بين السرة والركبة : كما يحرم الجماع، تحرم المباشرة في هذه المساحة من جسد المرأة وهي ما بين السرة والركبة، أثناء فترة الحيض والنفاس.
تعريف الغسل
الغسل : وهو ما يعرف عندنا « بالاستحمام » والغسل في اللغة : سيلان الماء على الشيء مطلقاً ومعناه عند الفقهاء زائد عن معناه المعروف وعن معناه في اللغة فيعرفونه : بأنه سيلان الماء على جميع بدن الإنسان بنية مخصوصة.
وقد شرع الله الغسل (الاستحمام) للتأكيد على معنى النظافة والطهارة، فإنه سبحانه وتعالى يحب الطهارة والمتطهرين كما قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالغسل وجوباً في حال خاص، وأما ندباً، فلا يرتبط بحال، حيث يندب للمسلم أن يفعله لكل اجتماع للناس تنظفاً وتطهراً، وأما أمر الله به في حال الوجوب فيدل عليه قوله تعالى : ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾.
مكروهات الغسل
ويمكن أن نجمل هذه المكروهات في أربعة أشياء :
1- ترك أي شيء من سنن الغسل.
2- الإسراف في الماء.
3- الزيادة على ثلاث.
4- الاستعانة بمن يقوم بأعمال الغسل للمسلم بغير عذر (كالاستعانة بالخادم مثلاً)
الاغتسالات المندوب إليها
اعتنت الشريعة الإسلامية بالنظافة اعتناءً لم تشهد البشرية من قبل ذلك ولا بعد ذلك في دين أرضي أو دين سماوي، وقد اتضح هذا فيما مر من المباحث، ولم يقتصر اهتمام الشريعة بالنظافة الواجبة كالوضوء من الحدث الأصغر لمن أراد الصلاة، وكذلك الاغتسال من الجنابة وارتفاع دم الحيض والنفاس للمرأة فحسب، بل ندبت الشريعة إلى نظافة أخرى غير واجبة رفعا للحرج عن الناس، كتجديد الوضوء، وأن يبقى الإنسان دائماً على وضوء، ومن هذه النظافة المندوب إليها كثير من أنواع الاغتسالات في أحوال وأوقات وأماكن معينة والتي منها :
1- غسل الجمعة : ويغتسل المسلم في ذلك اليوم المبارك قبل ذهابه إلى صلاة الجمعة لقوله ﷺ : « إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل » [مالك في الموطأ]، ولقوله ﷺ : « من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل » [أحمد والترمذي والنسائي]. ويستحب أن يؤخر الغسل إلى قبل الذهاب إلى الصلاة بقليل.
2- غسل العيدين : أي الغسل لحضور صلاة عيد الفطر، وعيد الأضحى، حتى وإن لم يرد الحضور يستحب له الاغتسال أيضا، ويبدأ وقت الاغتسال بنصف ليلة العيد وينتهي بغروب شمس يومه.
3- الغسل للاستسقاء : والمقصود الاغتسال لحضور صلاة الاستسقاء، وسوف نتعرف على صلاة الاستسقاء وكيفيتها وسببها في كتاب الصلاة. والذي يهمنا الآن أن الشرع يستحب للمسلم الاغتسال والتنظف لحضور صلاة تسمى صلاة الاستسقاء.
4- غسل الكسوف والخسوف : والكسوف يكون للشمس، والخسوف للقمر، وإذا ما حدثت هذه الظاهرة الكونية بقدرة الله وأمره يجب على المسلمين أن يصلوا صلاة الكسوف أو الخسوف إن حدثت للقمر وسنتعرف عليها تفصيلا في كتاب الصلاة في موضعها، والذي يهمنا الآن هو أنه يستحب لحضور تلك الصلاة الاغتسال، ووقت هذه الصلاة حتى ينجلي كسوف الشمس تماماً، أو خسوف القمر ويستحب أن يكون قبل ذلك ليدرك الصلاة.
5- غسل من غسل ميت : من باشر غسل الميت، يستحب الشرع له الاغتسال، ولا يجب عليه، ويبدأ وقت تلك الصلاة بمجرد الانتهاء من غسل الميت
ما يحرم على المحدث فعله
أولا : المحدث الحدث الأصغر (ناقض الوضوء) : يحرم عليه ثلاثة أشياء :
1- الصلاة : الفريضة والنفل، وكذلك سجدة التلاوة والشكر. وذلك لقول النبي ﷺ : « لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ » [متفق عليه]
2- الطواف : لأن الطواف الصلاة، لقول النبي ﷺ : « إنما الطواف صلاة » [أحمد]
3- مس المصحف وحمله : وذلك لقوله تعالى : ﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾، وكذلك كتبه النبي ﷺ في الكتاب الذي لعمرو بن حزم حيث قال : « أن لا يمس القرآن إلا طاهر » [رواه مالك].
ثانيا : الجنب (اجتمع بزوجه) أو نزل منه مني بغير اجتماع : ويحرم عليه خمسة أشياء هذه الثلاثة المذكورة في الحدث الأصغر بالإضافة إلى أمرين :
4- قراءة القرآن : فلا يجوز له قراءة القرآن لما رواه علي رضى الله عنه أن النبي ﷺ قال بعد أن توضأ وقرأ شيئاً من القرآن : « هذا لمن ليس بجنب، أما الجنب فلا ولا آية » [أحمد].
5- اللبث في المسجد : إلا لضرورة كمن احتلم داخل المسجد وتعذر عليه الخروج، أم مجرد العبور من المسجد فلا يحرم، وذلك لقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ﴾.
ما يحرم على الحائض والنفساء
يحرم عليها ثمانية أشياء الخمسة السابقة بالإضافة إلى هذه الثلاثة :
6- الصوم : فالمرأة الحائض والنفساء تمتنع عن الصيام فرضاً أو نفلاً، وذلك لما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألتها امرأة عن قضاء الصوم، وعدم قضاء الصلاة فقالت : «أحرورية أنت ؟ ـ تعني من الخوارج المتنطعين ـ كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة » [مسلم]
7- الوطء : وهو الجماع بينها وبين زوجها وذلك لقوله تعالى : ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ﴾.
8- المباشرة فيما بين السرة والركبة : كما يحرم الجماع، تحرم المباشرة في هذه المساحة من جسد المرأة وهي ما بين السرة والركبة، أثناء فترة الحيض والنفاس.
تعريف الغسل
الغسل : وهو ما يعرف عندنا « بالاستحمام » والغسل في اللغة : سيلان الماء على الشيء مطلقاً ومعناه عند الفقهاء زائد عن معناه المعروف وعن معناه في اللغة فيعرفونه : بأنه سيلان الماء على جميع بدن الإنسان بنية مخصوصة.
وقد شرع الله الغسل (الاستحمام) للتأكيد على معنى النظافة والطهارة، فإنه سبحانه وتعالى يحب الطهارة والمتطهرين كما قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالغسل وجوباً في حال خاص، وأما ندباً، فلا يرتبط بحال، حيث يندب للمسلم أن يفعله لكل اجتماع للناس تنظفاً وتطهراً، وأما أمر الله به في حال الوجوب فيدل عليه قوله تعالى : ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾.
مكروهات الغسل
ويمكن أن نجمل هذه المكروهات في أربعة أشياء :
1- ترك أي شيء من سنن الغسل.
2- الإسراف في الماء.
3- الزيادة على ثلاث.
4- الاستعانة بمن يقوم بأعمال الغسل للمسلم بغير عذر (كالاستعانة بالخادم مثلاً)
الاغتسالات المندوب إليها
اعتنت الشريعة الإسلامية بالنظافة اعتناءً لم تشهد البشرية من قبل ذلك ولا بعد ذلك في دين أرضي أو دين سماوي، وقد اتضح هذا فيما مر من المباحث، ولم يقتصر اهتمام الشريعة بالنظافة الواجبة كالوضوء من الحدث الأصغر لمن أراد الصلاة، وكذلك الاغتسال من الجنابة وارتفاع دم الحيض والنفاس للمرأة فحسب، بل ندبت الشريعة إلى نظافة أخرى غير واجبة رفعا للحرج عن الناس، كتجديد الوضوء، وأن يبقى الإنسان دائماً على وضوء، ومن هذه النظافة المندوب إليها كثير من أنواع الاغتسالات في أحوال وأوقات وأماكن معينة والتي منها :
1- غسل الجمعة : ويغتسل المسلم في ذلك اليوم المبارك قبل ذهابه إلى صلاة الجمعة لقوله ﷺ : « إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل » [مالك في الموطأ]، ولقوله ﷺ : « من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل » [أحمد والترمذي والنسائي]. ويستحب أن يؤخر الغسل إلى قبل الذهاب إلى الصلاة بقليل.
2- غسل العيدين : أي الغسل لحضور صلاة عيد الفطر، وعيد الأضحى، حتى وإن لم يرد الحضور يستحب له الاغتسال أيضا، ويبدأ وقت الاغتسال بنصف ليلة العيد وينتهي بغروب شمس يومه.
3- الغسل للاستسقاء : والمقصود الاغتسال لحضور صلاة الاستسقاء، وسوف نتعرف على صلاة الاستسقاء وكيفيتها وسببها في كتاب الصلاة. والذي يهمنا الآن أن الشرع يستحب للمسلم الاغتسال والتنظف لحضور صلاة تسمى صلاة الاستسقاء.
4- غسل الكسوف والخسوف : والكسوف يكون للشمس، والخسوف للقمر، وإذا ما حدثت هذه الظاهرة الكونية بقدرة الله وأمره يجب على المسلمين أن يصلوا صلاة الكسوف أو الخسوف إن حدثت للقمر وسنتعرف عليها تفصيلا في كتاب الصلاة في موضعها، والذي يهمنا الآن هو أنه يستحب لحضور تلك الصلاة الاغتسال، ووقت هذه الصلاة حتى ينجلي كسوف الشمس تماماً، أو خسوف القمر ويستحب أن يكون قبل ذلك ليدرك الصلاة.
5- غسل من غسل ميت : من باشر غسل الميت، يستحب الشرع له الاغتسال، ولا يجب عليه، ويبدأ وقت تلك الصلاة بمجرد الانتهاء من غسل الميت