رئيس التحرير
عصام كامل

موجة "كورونا الثانية" تنعش السوق السوداء لـ"الهيدروكسي كلوروكين".. وأصحاب أمراض المناعة يلجئون إلى تخزين العقار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
«المصاب بكورونا ليس هو الوحيد الذي يعانى في الوقت الحالى»، حقيقة كشفتها المعاناة التي يتكبدها آلاف المرضى من المصابين بأمراض المناعة كالروماتويد والذئبة الحمراء، في رحلة البحث عن مستحضر مهم يعيشون عليه طوال العمر، وهو عقار الهيدروكسي كلوروكين، وهؤلاء المرضى منذ جائحة فيروس كورونا «كعب داير» للبحث عن الدواء ويجدونه بصعوبة إما في السوق السوداء بثمن باهظ.


وهناك مَن يحالفه الحظ ويتمكن من الحصول عليه من إحدى صيدليات الشركة المصرية لتجارة الأدوية.

أدوية المناعة

أزمة البحث عن «أدوية المناعة» بعد تراجعها قليلًا خلال الأشهر القليلة الماضية، عادت لتجدد تزامنًا مع بعد بدء الموجة الثانية من فيروس كورونا، وعودة تزايد الأعداد مرة ثانية، الأمر الذي دفع المرضى إلى اللجوء لتخزين كميات من المستحضر.

كما أن إحدى الشركات المنتجة للدواء دشنت موقعا إلكترونيا للتواصل مع المرضى مباشرة دون وسيط سواء شركات توزيع أو صيدليات أهلية لبيع الدواء، كما أن استخدام المستحضر في علاج الحالات المتوسطة والبسيطة من فيروس كورونا لعب دورًا كبيرًا في تزايد نسبة العجز.

هذا إلى جانب أن الكميات المنتجة من الدواء لم تعد تباع في الصيدليات الأهلية للمواطنين، بل تم وضع شروط وضوابط لصرفها لأي مريض من الصيدليات الحكومية في الشركة المصرية لتجارة الأدوية.

علاج كورونا

وفى هذا السياق قال الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية: عقار الهيدروكسي كلوروكين المستخدم في علاج حالات الإصابة بفيروس كورونا تم تسجيله من قبل ٢٠ شركة لإنتاجه، والأسماء الأكثر شهرة وانتشارا منه مستحضر البلاكونيل من إنتاج شركة فرنسية.

وأضاف: يتم إنتاج كميات كبيرة منه ومتوفر في صيدليات الشركة المصرية لتجارة الأدوية، حيث تم وضع شروط لصرف العقار ولم يعد يتم توزيعه في الصيدليات الأهلية ولا يؤخذ إلا في حالات معينة من إصابات «كورونا» وله أعراض جانبية على القلب والكلى وظروف صحية معينة يجب توافرها لتناول العقار.

كما أنه ممنوع على مرضى الضغط أو السكر، ولا بد من إعطائه تحت إشراف طبي، وعندما زادت إصابات فيروس كورونا حاول المواطنون تخزين كميات منه، لذا تم التحكم في ضبط توزيع العقار لكي يوجد مخزون إستراتيجي، نظرا لأن الاستيراد ليس سهلا حاليا.

صيدليات الشكاوى

«د.عوف» أوضح أيضا أن «صيدليات الشكاوى توفر العقار للمريض للحصول عليه بشرط وجود روشتة حديثة حتى لا يتم تخزينه، ويوجد ٢٨ فرعا لصرف الأدوية للشركة المصرية، والعقار ذاته يستخدم أحيانا لمرضى الروماتويد والذئبة الحمراء، وإذا توفر في الصيدليات الأهلية سوف يهجم عليه المواطنين، لكنه متوفر في المستشفيات الحكومية.

بدوره قال الدكتور كريم كرم، عضو المركز المصري للحق في الدواء: العقار الهيدروكسي كلوروكين مختف منذ فترة وزاد النقص بعد أن زادت إصابات فيروس الكورونا، ويوجد من العقار صنفان أحدهما ينتج محليًا والآخر يتم استيراده، ولا يتم تغطية العجز الموجود نظرا لزيادة الإقبال عليها، والعبوة تكفي المريض شهرا ويوجد مرضى يعيشون عليه طوال العمر، وهؤلاء يصرفون من الشركة المصرية لتجارة الأدوية.

وزاد من نقص العقار وجود كورونا، كما أنه يتوفر في السوق السوداء للمتاجرة فيه ويباع بـ٥ أضعاف سعره الأصلى، مع الأخذ في الاعتبار أن٩٠% من توفيره في السوق السوداء يكون من خلال المرضى الذين اشتروا العقار من صيدليات الشركة المصرية، مؤكدا وجود اشتراطات صارمة وضوابط للصرف.

«د.كريم» شدد على أن «الشركة التي لديها منتج مسجل ولا تنتجه يجب إلغاء ترخيصه، موضحًا أن المريض حتى لو لم يجد الدواء يتم تسجيل بياناته وعند توفيره يتم التواصل معهم.

عقار الهيدروكسي

من جهته قال الدكتور حاتم البدوي، سكرتير شعبة أصحاب الصيدليات باتحاد الغرف التجارية: دواء الهيدروكسي كلوروكين ينتج من أكثر من ٢٠ سنة لعلاج مرض الملاريا، ومنذ ظهور فيروس كورونا تم إدخاله في بروتوكول علاج كورونا لعلاج الحالات المتوسطة بشروط منها إلا يكون لديه أمراض كبد وقلب.

والعقار يمنع تضاعف عدد الفيروس في خلايا الجسم ويستخدم في علاج الروماتويد، والعقار يتوفر في وزارة الصحة فقط وغير موجود في الصيدليات الأهلية.

وأضاف «د.حاتم»: العقار أنه غير متوفر منذ عام ويتوفر سوق سوداء ويصل سعره إلى ١٠٠٠ جنيه وتحتوي العبوة على ٦٠ قرصا، ومريض الكورونا لا يحتاج إلا لشريطين فقط منهم وغالبية الاستخدام يكون لمرضى الذئبة والروماتويد.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية