"ترسب الغاز" في الشتاء.. قاتل صامت يهدد حياة المصريين.. وخبراء يوضحون طرق التعامل .. وفتح النوافذ للتهوية ضرورة للنجاة
«وفاة عروسين بعد اختناقهما نتيجة تسرب الغاز في إحدى قرى محافظة الشرقية».. «وفاة أسرة في الإسكندرية إثر استنشاق غاز أول أكسيد الكربون المتسرب من السخان»، وما إلى ذلك من حوادث بدأت تنتشر كثيرًا مؤخرًا، والعامل المشترك فيما بينمها دائما «تسرب الغاز» أو ما يصفه البعض بـ«القاتل الصامت».
فصل الشتاء
وترتفع معدلات هذه الحوادث مع قدوم فصل الشتاء. تزايد معدلات حوادث «تسرب الغاز»، دفعت مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، للتحذير من استخدام سخانات الغاز ووسائل التدفئة التقليدية خلال فصل الشتاء في أماكن عديمة التهوية، فربما ينتج عنها تسرب غاز أكسيد الكربون، شديد الخطورة الذي يؤدي إلى الوفاة حال استنشاقه بكمية كبيرة.
ووصف المركز غاز أول أكسيد الكربون بـ«القاتل الصامت» لكونه ليس له لون أو رائحة وقابل للاشتعال، موضحًا أنه ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التي تحتوي على كربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعي.
طرق التعامل
ومن جانبه طالب اللواء عبدالعزيز توفيق، مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية الأسبق، بالتعامل مع الموقف في حال انتشار رائحته داخل المنزل، عبر فتح النوافذ للتهوية ، وضمان خروج الرائحة من المكان حتى لا تتسبب في حالات اختناق وتسمم.
وشدد «توفيق» على أهمية إغلاق مصادر الغاز الرئيسية حتى تنخفض نسبة الغاز المتسرب، ومن ثم تسهم في الحد من نسبة المخاطر، كذلك إغلاق كافة المصادر الكهرباء حتى لا تتسبب في شرارة، هذا إلى جانب عدم تشغيل البوتاجاز لإعداد الطعام في حال الخروج لقضاء مهمة خارجية حتى ولو لوقت قليل.
أحد الناجين
عمرو مدحت، أحد الناجين من لعنة «القاتل الصامت»، يسكن بإحدي قرى محافظة المنوفية يروي لحظات الرعب التي عاشها قائلًا: «عندما أغلقت الباب جيدا ودخلت الحمام من أجل الااستحمام، فوجائت برائحة «شياط»، وعندما سارعت بفتح باب الحمام وجدت المطبخ مشتعلا مع تصاعد الأدخنة والسخان تلتهمه النيران، لتمتد إلى الغسالة، فما كان منى إلا أن قررت قطع خرطوم الغاز الموصول بالأنبوبة قبل إغلاقها من مفتاح الأمان».
«مدحت» حمل الشركة التي اشترى منها السخان مسئولية الواقعة، وقال: «العيب في صناعة السخان نفسه، وهذا ما أكده لي أكثر من مهندس قبل الاتصال بخدمة العملاء الخاصة بالشركة، حيث حاولت التواصل معهم لأكثر من 3 مرات، وللأسف الموظفة طلبت مني الانتظار بعد أن استمعت إلى شكواي، وبعدها تغلق الهاتف في وجهي، الأمر تكرر أكثر من ثلاث مرات، فما كان منى إلا أن تقدمت ببلاغ رسمي ضد الشركة، لأفاجأ بعدها بإرسال الشركة لعامل فنى من أجل التصليح».
وفي محافظة القليوبية، وسط جو ريفي تعيش «مني. ف» 45 عاما برفقة أسرتها، حيث تعاني كغالبية الشعب المصري من الأمراض الشائعة الضغط والسكر.
وقالت «مني»: « كنت في الحمام وفجأة أصيبت بدوار، ولم أشعر بشيء إلا وأنا في المستشفي، وعلمت بعد ذلك أن أولادى سمعوا صوت سقوط جسدى على أرضية الحمام، وبعدما نجحوا في كسر الباب وجدوني غائبة عن الوعى تمامًا، وعندما نقلت إلى المستشفى، كنت أشعر بضيق في التنفس وغثيان، وصداع شديد ظلت أعانى منه لمدة ثلاثة أيام بعد الواقعة».
وتتذكر «منى» يوم الواقعة قائلة: «: أغلقت باب الحمام كالعادة، وللأسف نسيت فتح الشباك أو شفاط حمام، من أجل خروج البخار الناتج عن المياه الساخنة، ولم اشعر بأي شييء قبل إصابتي بالإغماء».
وفي محافظة الإسماعيلية، وتحديدًا مدينة فايد، تحدثنا مع أسرة طالبة لقيت مصرعها العام الماضي، نتيجة لتسريب الغاز من الأنبوبة بحسب تقرير النيابة للوفاة، وقال والد الطالبة رفض ذكر اسمه: إن «ابنتى كانت ذاهبة إلى أحد الدروس الخاصة، وقبل أن تذهب أصرت على الاستحمام، وبالفعل تركناها وحدها في الشقة، وطلبنا منها بعد أن تنتهي أن تغلق باب الشقة، واتفقنا على أن تترك المفتاح مع أحد أقاربنا.
وعند عودة والدتها من عملها فوجئت بباب الشقة مفتوحا، وكنا نظن أنها لم تذهب إلى الدرس، فسمعنا صوت مياه في الحمام حاولنا فتح الباب لكنها كانت قد أحكمت غلق الباب جيدا، خصوصا أنها في الشقة بمفردها، فكسرنا الباب لنجدها ملقاة على الأرض، وبعد وصول الإسعاف أخبرونا أنها فارقت الحياة».
«الحمام صغير، ووسائل التهوية فيه، غير متاحة نوعا ما، اللي بيدخل الحمام بيفتح شباكه عندنا خصوصا وهو بيستحمي».. كلمات عفوية خرجت من فم الأب المكلوم، بعد أن سمع مضمونها من النيابة عقب المعاينة، والتي شاهدت إغلاق شباك الحمام وعدم وجود شفاط ومطابقة كلام الأب والأم، اللذين أكدا أنه لم يكن أحد موجودا أثناء استحمام ابنتهم، وعقب عودتهم وجدوا الباب مغلقا من الداخل ما دفعهم لكسره.
نقلًا عن العدد الورقي...،
فصل الشتاء
وترتفع معدلات هذه الحوادث مع قدوم فصل الشتاء. تزايد معدلات حوادث «تسرب الغاز»، دفعت مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، للتحذير من استخدام سخانات الغاز ووسائل التدفئة التقليدية خلال فصل الشتاء في أماكن عديمة التهوية، فربما ينتج عنها تسرب غاز أكسيد الكربون، شديد الخطورة الذي يؤدي إلى الوفاة حال استنشاقه بكمية كبيرة.
ووصف المركز غاز أول أكسيد الكربون بـ«القاتل الصامت» لكونه ليس له لون أو رائحة وقابل للاشتعال، موضحًا أنه ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التي تحتوي على كربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعي.
طرق التعامل
ومن جانبه طالب اللواء عبدالعزيز توفيق، مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية الأسبق، بالتعامل مع الموقف في حال انتشار رائحته داخل المنزل، عبر فتح النوافذ للتهوية ، وضمان خروج الرائحة من المكان حتى لا تتسبب في حالات اختناق وتسمم.
وشدد «توفيق» على أهمية إغلاق مصادر الغاز الرئيسية حتى تنخفض نسبة الغاز المتسرب، ومن ثم تسهم في الحد من نسبة المخاطر، كذلك إغلاق كافة المصادر الكهرباء حتى لا تتسبب في شرارة، هذا إلى جانب عدم تشغيل البوتاجاز لإعداد الطعام في حال الخروج لقضاء مهمة خارجية حتى ولو لوقت قليل.
أحد الناجين
عمرو مدحت، أحد الناجين من لعنة «القاتل الصامت»، يسكن بإحدي قرى محافظة المنوفية يروي لحظات الرعب التي عاشها قائلًا: «عندما أغلقت الباب جيدا ودخلت الحمام من أجل الااستحمام، فوجائت برائحة «شياط»، وعندما سارعت بفتح باب الحمام وجدت المطبخ مشتعلا مع تصاعد الأدخنة والسخان تلتهمه النيران، لتمتد إلى الغسالة، فما كان منى إلا أن قررت قطع خرطوم الغاز الموصول بالأنبوبة قبل إغلاقها من مفتاح الأمان».
«مدحت» حمل الشركة التي اشترى منها السخان مسئولية الواقعة، وقال: «العيب في صناعة السخان نفسه، وهذا ما أكده لي أكثر من مهندس قبل الاتصال بخدمة العملاء الخاصة بالشركة، حيث حاولت التواصل معهم لأكثر من 3 مرات، وللأسف الموظفة طلبت مني الانتظار بعد أن استمعت إلى شكواي، وبعدها تغلق الهاتف في وجهي، الأمر تكرر أكثر من ثلاث مرات، فما كان منى إلا أن تقدمت ببلاغ رسمي ضد الشركة، لأفاجأ بعدها بإرسال الشركة لعامل فنى من أجل التصليح».
وفي محافظة القليوبية، وسط جو ريفي تعيش «مني. ف» 45 عاما برفقة أسرتها، حيث تعاني كغالبية الشعب المصري من الأمراض الشائعة الضغط والسكر.
وقالت «مني»: « كنت في الحمام وفجأة أصيبت بدوار، ولم أشعر بشيء إلا وأنا في المستشفي، وعلمت بعد ذلك أن أولادى سمعوا صوت سقوط جسدى على أرضية الحمام، وبعدما نجحوا في كسر الباب وجدوني غائبة عن الوعى تمامًا، وعندما نقلت إلى المستشفى، كنت أشعر بضيق في التنفس وغثيان، وصداع شديد ظلت أعانى منه لمدة ثلاثة أيام بعد الواقعة».
وتتذكر «منى» يوم الواقعة قائلة: «: أغلقت باب الحمام كالعادة، وللأسف نسيت فتح الشباك أو شفاط حمام، من أجل خروج البخار الناتج عن المياه الساخنة، ولم اشعر بأي شييء قبل إصابتي بالإغماء».
وفي محافظة الإسماعيلية، وتحديدًا مدينة فايد، تحدثنا مع أسرة طالبة لقيت مصرعها العام الماضي، نتيجة لتسريب الغاز من الأنبوبة بحسب تقرير النيابة للوفاة، وقال والد الطالبة رفض ذكر اسمه: إن «ابنتى كانت ذاهبة إلى أحد الدروس الخاصة، وقبل أن تذهب أصرت على الاستحمام، وبالفعل تركناها وحدها في الشقة، وطلبنا منها بعد أن تنتهي أن تغلق باب الشقة، واتفقنا على أن تترك المفتاح مع أحد أقاربنا.
وعند عودة والدتها من عملها فوجئت بباب الشقة مفتوحا، وكنا نظن أنها لم تذهب إلى الدرس، فسمعنا صوت مياه في الحمام حاولنا فتح الباب لكنها كانت قد أحكمت غلق الباب جيدا، خصوصا أنها في الشقة بمفردها، فكسرنا الباب لنجدها ملقاة على الأرض، وبعد وصول الإسعاف أخبرونا أنها فارقت الحياة».
«الحمام صغير، ووسائل التهوية فيه، غير متاحة نوعا ما، اللي بيدخل الحمام بيفتح شباكه عندنا خصوصا وهو بيستحمي».. كلمات عفوية خرجت من فم الأب المكلوم، بعد أن سمع مضمونها من النيابة عقب المعاينة، والتي شاهدت إغلاق شباك الحمام وعدم وجود شفاط ومطابقة كلام الأب والأم، اللذين أكدا أنه لم يكن أحد موجودا أثناء استحمام ابنتهم، وعقب عودتهم وجدوا الباب مغلقا من الداخل ما دفعهم لكسره.
نقلًا عن العدد الورقي...،