تعرف على أغرب عادات الأدباء عند الكتابة
فى مقال قديم للكاتب الصحفى الراحل أنيس منصور بمجلة الجيل عام 1958، رصد فيه أغرب عادات الكتاب والادباء فى مزاولة الكتابة.
وقال أنيس منصور: "إن العقل الإنسانى جهاز دقيق شديد التعقيد وهو من أعظم الأدلة على عظمة الله، وكل واحد يستخدم عقله على طريقته واستعداده وعاداته.. وكل مفكر له طريقة فى إعداد عقله لكى يعمل.. لكى يفكر.. لكى يدير حياته أو يرتب أفكاره، أى أن الكاتب بلغة كرة القدم يقوم بتسخين نفسه.. أو بعملية (إحماء قبل الكتابة)".
وتابع: "الكاتب الفرنسى استندال يقرأ صفحة من الدستور الفرنسى قبل الكتابة، أى أنه يدرب نفسه على كتابة ما هو موجز وضرورى ودقيق ، والأديبة الأمريكية ويلا كاثر تقرأ صفحة من الإنجيل قبل أن تكتب".
وأضاف: "همنجواى يمسك السكين ويبرى عدداً من الأقلام الرصاص ، وقد رأيت مكتبه فى بمدينة هافانا بكوبا عشرات الأقلام على المكتب وعشرات الأحذية تحته، فهو يكتب كثيراً ويمشى كثيراً ، يتحرك من مكتبه او المكان الذى يكتب فيه ذهابا وإيابا.. والشاعر الأمريكى إدجار ألن بو يضع قطة على كتفه ويحاول ألا تقع ويظل طول الوقت يتحرك إلى الأمام وإلى الخلف والقطة تحاول أن تتوازن وهو يحاول أن يزن كلامه".
وأوضح: "الكاتب الفرنسى بلزاك يشرب عشرات من فناجين القهوة السادة، وتكون فى الغرفة المجاورة إحدى عشيقاته وينتقل بين العشيقة والقهوة .. ويكتب.. الشاعر الإنجليزى والتر اسكوب والساخر الأمريكى مارك توين من الأدباء الأفقيين أى الذين يكتبون منبطحين على الأرض.. وهناك الكاتب الرأسى الذى يكتب واقفاً الشاعر الألمانى جيته وهمنجواى والكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف".
أنيس منصور يكتب: فائدة اليقظة المبكرة
وأشار إلى أنه اذا كانت هذه طقوس الاجانب فى الكتابة فإن للعرب طقوس أغرب فالعقاد كان يكتب جالساً إلى جوار المكتب، فالمكتب صغير ولا يستطيع أن يدخل ساقيه تحته فلم ينتبه ويشترى مكتباً أكبرطوال حياته، وأمير الشعراء أحمد شوقى يتمشى ثم يبحث عن أية ورقة ليكتب أبياتاً من الشعر، وكثيراً ما كتب الشعر على بطن يده وعلى علب الكبريت اوالسجائر".
كما أن العقاد والحكيم وإحسان عبد القدوس وأحمد حسن الزيات ومحمد التابعى يكتبون على ورق فى حجم الكف ومن أول مليمتر فى الصفحة إلى آخر مليمتر ،وكلماتهم صغيرة ومتراصة لا يدخل بينها الهواء لدرجة انك تشعر ان صاحب الكتابة فقير لايجد ما يكتب عليه ولا أدرى الحكمة من ذلك.
واختتم أنيس منصور مقاله قائلا: "يتهيأ الكاتب بالقلم والورقة والقهوة والعشيقة ثم لا يجد ما يقوله، لأن الكاتب ليس آلة، وإنما لحم وشحم وأعصاب ومزاج".
وقال أنيس منصور: "إن العقل الإنسانى جهاز دقيق شديد التعقيد وهو من أعظم الأدلة على عظمة الله، وكل واحد يستخدم عقله على طريقته واستعداده وعاداته.. وكل مفكر له طريقة فى إعداد عقله لكى يعمل.. لكى يفكر.. لكى يدير حياته أو يرتب أفكاره، أى أن الكاتب بلغة كرة القدم يقوم بتسخين نفسه.. أو بعملية (إحماء قبل الكتابة)".
وتابع: "الكاتب الفرنسى استندال يقرأ صفحة من الدستور الفرنسى قبل الكتابة، أى أنه يدرب نفسه على كتابة ما هو موجز وضرورى ودقيق ، والأديبة الأمريكية ويلا كاثر تقرأ صفحة من الإنجيل قبل أن تكتب".
وأضاف: "همنجواى يمسك السكين ويبرى عدداً من الأقلام الرصاص ، وقد رأيت مكتبه فى بمدينة هافانا بكوبا عشرات الأقلام على المكتب وعشرات الأحذية تحته، فهو يكتب كثيراً ويمشى كثيراً ، يتحرك من مكتبه او المكان الذى يكتب فيه ذهابا وإيابا.. والشاعر الأمريكى إدجار ألن بو يضع قطة على كتفه ويحاول ألا تقع ويظل طول الوقت يتحرك إلى الأمام وإلى الخلف والقطة تحاول أن تتوازن وهو يحاول أن يزن كلامه".
وأوضح: "الكاتب الفرنسى بلزاك يشرب عشرات من فناجين القهوة السادة، وتكون فى الغرفة المجاورة إحدى عشيقاته وينتقل بين العشيقة والقهوة .. ويكتب.. الشاعر الإنجليزى والتر اسكوب والساخر الأمريكى مارك توين من الأدباء الأفقيين أى الذين يكتبون منبطحين على الأرض.. وهناك الكاتب الرأسى الذى يكتب واقفاً الشاعر الألمانى جيته وهمنجواى والكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف".
أنيس منصور يكتب: فائدة اليقظة المبكرة
وأشار إلى أنه اذا كانت هذه طقوس الاجانب فى الكتابة فإن للعرب طقوس أغرب فالعقاد كان يكتب جالساً إلى جوار المكتب، فالمكتب صغير ولا يستطيع أن يدخل ساقيه تحته فلم ينتبه ويشترى مكتباً أكبرطوال حياته، وأمير الشعراء أحمد شوقى يتمشى ثم يبحث عن أية ورقة ليكتب أبياتاً من الشعر، وكثيراً ما كتب الشعر على بطن يده وعلى علب الكبريت اوالسجائر".
كما أن العقاد والحكيم وإحسان عبد القدوس وأحمد حسن الزيات ومحمد التابعى يكتبون على ورق فى حجم الكف ومن أول مليمتر فى الصفحة إلى آخر مليمتر ،وكلماتهم صغيرة ومتراصة لا يدخل بينها الهواء لدرجة انك تشعر ان صاحب الكتابة فقير لايجد ما يكتب عليه ولا أدرى الحكمة من ذلك.
واختتم أنيس منصور مقاله قائلا: "يتهيأ الكاتب بالقلم والورقة والقهوة والعشيقة ثم لا يجد ما يقوله، لأن الكاتب ليس آلة، وإنما لحم وشحم وأعصاب ومزاج".