محلل سياسي: تصرفات قطر تنسف حديثهم الاستهلاكي عن المصالحة
قال سعيد الحمد، الكاتب والباحث، إن قطر كممت أفواه مواطنيها، وصادرت حرية التعبير على شبابها، ولاحقت الكلمة، وقمعت التفكير، وطردت العائلات المغضوب عليها من الحكم وحرمتهم من المواطنة، وشردت أسرًا، وحرمت الأطفال من طفولتهم.
وأضاف: احتكرت الصحف ووسائل الإعلام وراقبت المنصات الإلكترونية، وأقامت محاكم تفتيش الضمائر والنوايا، طوت ملفها السيئ في حقوق الإنسان ورمت به في ساحتنا عبر أبواق جزيرتها، وأصوات المرتزقة من مذيعيها ومذيعاتها بتهم لا أساس لها من الصحة بحق بلادنا.
وتابع: تلعب الدوحة على الحبلين وتتراقص بأسلوب مثيرٍ للسخرية، فهي من جانب تستعدي على بلادنا مؤسسات ودكاكين حقوق وتشوه سمعتنا عبر منابرها، ومن جانب آخر تتحدث كالحمل الوديع عن ما يسمى في قاموس الدوحة بالمصالحة، وهي مصالحة خادعة نواياها الغدر والتنكر لكل ما يحمله مفهوم المصالحة من معان ومن أهدافٍ وغايات، لنعمل على العكس منه ونقوم بكل ما يقوض بوادر المصالحة الحقيقية والجادة القائمة على حسن النوايا والطوايا.
وأضاف: نوايا الدوحة واضحة جلية من خلال تناقضات ممارساتها ومسلكياتها وتصرفاتها معنا، فهي تحمل المصالحة شعارًا فارعًا من مضمونه وترتكب في أقوالها وسلوكها كل ما يهدم وكل ما يخرب وكل ما يعطل ويفضي على المصالحة المطلوبة.
وأردف: تخصص حملات للتشويه وتتحدث عن المصالحة، مردفا: كيف نثق نحن المواطنين بهكذا نظام مزدوج يعيش حالة شيزوفرنيا وانفصام في سلوكه وخطابه وممارساته، فهل هذه نوايا وبدايات ومؤشرات مصالحة حقيقية وأصيلة، أم أنها مجرد خدعة من نظام اعتمد الخديعة طوال تجاربنا معه، فنقض كل عهوده وتنكر لكل وعهوده.
واختتم: المقدمات تقود إلى النتائج، ولهذا فالمقدمات التي تابعناها وعايشناها وشاهدنا وسمعناها من نظام الدوحة ومن أبواقه تنسف من الأساس حديثهم الاستهلاكي عن «المصالحة» التي يزعمون.