رئيس التحرير
عصام كامل

زى النهاردة.. بريطانيا تعزل الخديوي عباس حلمي الثانى وتنصب حسين كامل

السلطان حسين كامل
السلطان حسين كامل
تحل اليوم السبت الموافق 19 ديسمبر الجاري، ذكرى عزل بريطانيا للخديوي عباس حلمي الثاني آخر خديوي لمصر، وتنصيب عمه حسين كامل "سلطانا"، تزامنا مع بداية الحرب العالمية الأولى، وإعلان إنجلترا فرض الحماية على مصر، وإنهاء السيادة العثمانية عليها.


السلطان حسين كامل هو الابن الأوسط  للخديوي إسماعيل، ووالدته نور فلك هانم، حيث تولى حكم البلاد سلطانا على مصر بعدما عزل الإنجليز ابن أخيه الخديوي عباس حلمي الثاني.

تولى السلطان حسين كامل فى مثل هذا اليوم 19 ديسمبر 1914، حكم البلاد بعد ان كان خلال حكم ابن اخيه، يدير نظارة الأشغال العمومية، ويرجع اليه الفضل فى انشاء سكة حديد القاهرة - حلوان، ثم تولى نظارة المالية، وبعدها رئاسة مجلس شورى القوانين.

لاقى تنصيب حسين كامل رفضا شعبيا واسعا بالرغم من انه كان مشهورا بلقب "صديق الفلاح"، حيث كان سلفه الخديوي عباس حلمي الثاني يتمتع بحب المصريين، وبعد ثلاث سنوات من الحكم اشتد عليه المرض حتى رحل ودفن بمقابر الاسرة العلوية بمسجد الرفاعى بالقاهرة.

وكان السلطان حسين كامل عرض قبل وفاته على نجله الوحيد الامير كمال الدين حسين عرش مصر ليخلفه من بعده الا ان الامير اعتذر عن عدم قبول العرش قبل وفاة السلطان.


فارتقى فؤاد الأول شقيق السلطان حسين العرش وارسل اليه السير رجنلد ونجت المندوب السامى البريطانى خطاب تهنئة بريطانيا الذى بدا منه فى طريقة ولاية "فؤاد كما بدا لسلفه "حسين" مبلغ التدخل البريطانى فى أعظم المهام الداخلية شأنا فى مصر.


"زي النهاردة".. الملك فؤاد الأول يتولى حكم مصر


ونشر الدكتور خليل صابات أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة في كتابه (حرية الصحافة في مصر من 1798 ــ 1924 ) عن موقف الصحفيين من خلع الخديوعباس الثانى والاتجاه الى تنصيب عمه حسين كامل سلطانا على البلاد فقال: "في 19 ديسمبر 1914 كتبت جريدة "المقطم" الموالية للإنجليز تقول بين الحماية والسلطنة سقوط الإمارة وتجديد الوزارة.. تبدي سعادتها وامتنانها لسقوط عباس الثاني".

 
ويدلي السلطان حسين كامل بحديث في الجريدة عن طريق سكرتيره الخاص حول مصر والحماية البريطانية واصفا ايها انها ستكون مصدر تقدم البلاد.


كما نشرت الجريدة في نفس العدد مقالًا افتتاحيًّا كتبه يوسف البستاني بعنوان (الآمال السلطانية) وكتب محمد التفتازاني قصيدة بعنوان (لله من ملك.. ولله من سلطان)، أما جريدة "الأهالي" فقد حرصت كل الحرص على عدم إبداء رأيها. وصدر في نفس اليوم مرسوم بتأجيل دور انعقاد الجمعية التشريعية دون تدخل أو تعليق من الصحف.


وأرجع صابات هذا التحمس للإنجليز من جانب "المقطم" إلى العلاقة الودية والمصلحية التي تربطها بهم منذ إنشائها، وأيضًا إلى العداء المستحكم بينها وبين عباس حلمى الثاني.. إضافة إلى أن صروف وفارس نمر ومكاريوس أصحاب "المقطم" جاءوا من بيروت إلى القاهرة حيث نقلوا معهم مجلة "المقتطف"، واستأنفوا إصدارها ثم أنشأوا المقطم لتدعو للحكم البريطاني في مصر، وتدافع عنه ضد الصحف المعادية للإنجليز.

الجريدة الرسمية