عماد عبد الحافظ: "الحكم" القضية المركزية الحقيقية في مشروع الإسلام السياسي
قال عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث، إن الحكم قضية مركزيتها في عقل الحركة الإسلامية، وتمثل هدفًا رئيسيًا لدى الجميع.
وأضاف: يبدو ذلك بوضوح في أدبيات تلك الحركات وفي واقعها العملي، ومن أبرز الأدبيات التي أسست لذلك كانت كتابات حسن البنا خاصة في العشر سنوات التالية لنشأة الجماعة، والتي تظهر من خلال كتاباته عن واقع الدول الإسلامية وعن الحكام الذين لا يطبقون الشريعة وعن الواجب المتمثل في استخلاص الحكم من أيديهم.
وتابع: تبلور ذلك في الأهداف التي وضعها والتي تنتهي بالحكومة والدولة الإسلامية وأستاذية العالم، لكن الأمر بدا أكثر وضوحًا من خلال كتابات المودودي وسيد قطب اللذين أسسا لفكرة الحاكمية التي صارت بمثابة دستورًا للحركات الإسلامية الجهادية التي نشأت فيما بعد.
واستكمل: تأتي أهمية الحكم في نظر الحركة الإسلامية نتيجة أمرين؛ الأول أنه السبيل الوحيد في نظرهم لإقامة الدين، والثاني أنه الحل الذي يمثل العصا السحرية لحل مشكلات المجتمع والأمة.
وأشار عبد الحافظ، إلى أن هذا التصور ينتج عنه ثلاثة أسباب، أولها التشخيص الخاطئ لواقع المجتمع، والثاني في عدم استيعاب الدولة الحديثة والثالثة، والثالث هو الفهم الضيق لمفهوم للشريعة، لافتا إلى أن حركات الإسلام السياسي تقوم بتشخيص أزمة المجتمعات الإسلامية بشكل عام على أنها مشكلة سياسية تتمثل في وجود أنظمة حكم غير صالحة.
وأضاف: هذا التشخيص يحمل الكثير من القصور والخلل وعدم الدقة، فالباحث في عمق المشكلة يدرك أنها أزمة اجتماعية بالأساس ترجع لأسباب تتعلق بثقافة المجتمع وأفكاره الرئيسية، وهي مظاهر لن يحلها بشكل جذري مجرد تغير سلطة سياسية أو نظام حكم طالما كان مبنيًا على نفس الأسس المجتمعية القائمة.