رئيس التحرير
عصام كامل

اتكلم عربي وحديث المؤامرة!

انتهت الحروب القديمة بشكلها التقليدي وأصبح اللجوء إليها في حالات محددة أو عند جني ثمار المؤامرة التي قد تستمر طويلا.. خلالها يتم تدمير كل شيء.. منظومة القيم.. منظومة القوانين.. منظومة الأخلاق.. الدين.. التعليم..  يصبح في بلادنا القانون لا قيمة له.. قضاء مستقل وقوانين ومحاكم وكل شيء لكن تصدر الأحكام ولا تنفذ.. فضلا عن استهانة بعض المتنفذين بالقانون علنا بزعم منحط وهو "إنهم فوق القانون"!


التعليم يتغير ويتبدل.. تعليم بكل لغات لعالم. وهذا يعني مجتمعات تنشأ تتحدث كل لغات العالم.. وهذا يعني أن تعرف هذه الفئات أدب وأغاني ومطربي هذه اللغات ويكون ذلك على حساب اللغة الأم.. التي هي جسر التفاهم والمعرفة والوصول إلى كل ما سبق. قيم وأخلاق وقوانين ودين.. كان الهدف ضربها في مقتل.. طبقات تتحدث الأجنبية.. أسماء في كل مكان أجنبية..  سخرية من التمسك بها.. إبعاد الإعلاميين المتمسكين بلغتهم وتقليل مساحاتهم وإلغاء برامجهم فلا يصح أن نذكر الناس بأداة التفاهم والتواصل بين الناس وبين القديم والجديد..  

الصعيد.. حوادث طرق ام معارك حربية؟!

لم يستطيعوا تقسيم الوطن طائفيا.. ولا قوميا. ولا جهويا إلى صعايدة وبحاروة.. حتي النكت فشلت.. فلنجرب التفكيك بالتعليم. والتعليم يعني اللغة.. الهوية! التعليم الأجنبي مطلوب.. وكان موجودا دائما.. لكن خرج عن سيطرة الدولة وهيمنتها لسنوات طويلة وأدى إلى ما أدى!

ولذلك تزامن ذلك مع تراجع وإهمال تحية العلم والعلم نفسه الذي تلقى في رمزيته إهانات وراء إهانات!!
كل ذلك جرى ضد شعبنا.. أربعين عاما بالتمام والكمال حتي عادت مصر  إلى شعبها في 30 يونيو..  واليوم نقف أمام أهم مبادرة قدمها الرئيس السيسي.. تعظيم سلام لكل مبادرات الصحة وتخفيف الآلام والأوجاع ومليون سلام لكل مبادرات محاربة الفقر.. ولكن نقف وينبغي أن نقف طويلا أمام مبادرة اتكلم عربي التي لا ينبغي أن توجه للخارج فقط. إنما للداخل أيضا وربما قبل الخارج!

اتكلم عربي.. مبادرة في وقتها. لا ينبغي أن ترتبط بيوم اللغة العربية.. ولا أن تبدأ قبله وتنتهي بعده.. ينبغي أن تستمر ..  للرد على تخريب جرى.. ومؤامرة مستمرة! كل التحية لصاحب المبادرة..  كل التقدير لمديرتها الميدانية السفيرة نبيلة مكرم.. وكل 18 ديسمبر وأمتنا بخير وهويتنا بخير ولغتنا العربية على لسان الجميع!
الجريدة الرسمية