رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة لسيدة الكرم.. اتهامات بتمزيق 3 رجال ملابس سعاد ثابت.. عمدة القرية نفى الواقعة.. وبراءة المتهمين بعد حكم حبسهم 10 سنوات

سيدة الكرم
سيدة الكرم
4 سنوات مرت على قضية سعاد ثابت 70 سنة، المعروفة إعلاميا بسيدة الكرم، إذ انتشرت أخبار بأن 3 رجال قاموا بتعريتها بعد تمزيق كامل ملابسها وضربها أمام منزلها وحرق المنزل، إثر ذيوع شائعة عن علاقة عاطفية بين ابن المجني عليها، قبطي متزوج، وربة منزل متزوجة.. آنذاك.


وقع الحادث في مايو 2016، داخل قرية الكرم بأبوقرقاص في محافظة المنيا، وأثار غضب أهالي القرية والقرى المجاورة، والذين  طالبوا بوقفة احتجاجية اعتراضا علي ما حدث ومطالبة بمحاكمة المتهمين، ولكن عمر راغب عمدة القرية، قدم آنذاك رواية مغيرة لكل ذلك إذ قال إن السيدة لم تتعرض لنزع ملابسها ولم يكشف جسدها، والواقعة بعيدة عن الصحة تمامًا.

وأضاف «راغب» أن ما حدث هو تعرض ربة المنزل لمشاجرة مع سيدتين، خلالها تبادلن تمزيق الملابس، وقد تدخل الحاج مجاهد صلاح وزوجته ومجدي زناتي وزوجته بإلقاء عباءة عليها وستر جسدها وأدخلوها إلى منزلهما لأنه لا توجد مسافة بين منزل السيدة سعاد والمسلمين الذين ستروها، ومساحة الشارع لا تتجاوز 5 أمتار، مؤكدًا أن تمزيق ملابس السيدة سعاد لم يستغرق لحظات، وتم سترها بعيدا عن المارة، ومع ذلك تم اتهام من قام بسترها وحبسهم على ذمة التحقيقات.

اعتذار السيسي
وعلّق الرئيس عبدالفتاح السيسي على واقعة الاعتداء على «سيدة الكرم»، وقال: «من فضلكم، لا يليق أن اللى حصل ده يحصل في مصر، أو يتكرر مرة تانية، أي حد هايغلط هايتحاسب، أرجو أن السيدة المصرية (متاخدش على خاطرها)، ولا هي ولا كل سيدات مصر، تأكدوا أن إحنا في مصر نكنّ لكم التقدير والاحترام، ولا نقبل يتكشف سترنا بأي شكل ولأي سبب، محدش يفرق بين المصريين وبعضهم، والقانون هياخد مجراه، كلنا هانتحاسب، اللى يغلط يتحاسب».

وقدم الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لمطرانية المنيا، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي بعد اعتذاره للسيدة سعاد ثابت وكل سيدات مصر، قائلاً: «إن تأكيده على سيادة القانون أثلج صدورنا ففيه رد للاعتبار ورد على كل من حاول الاستخفاف بالأمر».

تحقيقات النيابة
وجاء في تحقيقات النيابة، أقوال المتهم الرئيسي، «نظير إ.»، 35 سنة، حاصل على دبلوم تجارة، والذي قال: «عرفت أن فيه علاقه بين أشرف دانيال ومراتي (ن. ر. ف.)»، ونفي المتهم الثاني، «رمضان م.»، 56 سنه، فني خراطة بالوحده المحلية، جميع تهم الحرق والتعدي والإصابة الموجهة إليه، وقال: «كنت نايم في البيت، وجم خبطوا على وفتحت وخدوني للمركز وده كل اللي حصل»، «مفيش خلافات بيني والمجني عليهم، بس فيه خلافات بين نظير ابن أختي وبين أشرف دانيال بسبب موضوع مرات نظير وأشرف».

كما نفى المتهم «مجدي م.»، 51 سنة، مصرفي أول ببنك، ابن عنايات أحمد، شاهد واقعة التعري، جميع الاتهامات المنسوبة إليه، وقال: «أنا كنت قاعد في البيت لقيت الضابط دخل عليا البيت، وقالي تعالي معانا وخدني على المركز أنا وابني محمد وبعدها جابونا على النيابة».

وأضاف: «أنا محرقتش بيوت حد.. أنا كنت باطفي معاهم الحريق، ومفيش خلافات بيني والمتهمين، لكنني من فترة عملت محضر لدانيال عطية بسبب نزاع على شجرة كانت في الشارع».

إخلاء سبيل
وفي يوليو 2016، قررت محكمة جنح مستأنف المنيا، إخلاء سبيل نظير إسحق، المتهم بحرق منازل أقباط قرية الكرم وتعرية سيدة قبطية، على خلفية ترديد إشاعات بوجود علاقة بين زوجته ونجل السيدة القبطية، وذلك بكفالة 10 آلاف جنيه، وذلك بعد الاستئناف على قرار حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.

حفظ التحقيقات والتظلم
وبحلول أغسطس 2017، استأنفت نيابة المنيا التحقيق في الواقعة، وفي يناير 2017 قرر المحامي العام لنيابات جنوب المنيا حفظ التحقيقات في القضية لعدم كفاية الأدلة، وتضمن قرار رئيس نيابة أبوقرقاص أنه لا وجه لإقامة الدعوى لعدم كفاية الأدلة، في القضية رقم 23668 لسنة 2016 جنح أبوقرقاص، والمقيدة ضد 3 متهمين.

فيما أعلن الدكتور إيهاب رمزي، عضو هيئة الدفاع عن قضية سيدة الكرم، أنه يتم التحرك في الإجراء القانوني الأخير والوحيد في القضية، عبر التقدم بتظلم لمكتب النائب العام وإعادة فتح ملف التحقيقات.

وبعد إرسال التظلم إلى مكتب النائب العام، تم حفظ القضية، الأمر الذي أغضب أهالي القرية، وقالت السيدة حينها: «فين حق بهدلتى وتعريتى 8 أمتار في الشارع ملط؟»، وتابعت: «إحنا مشردين في البلاد ولم نستطع العودة لمنازلنا، ونعيش في منزل زوج ابنتى وحاولنا بناء منزل بجوارهم ولكن لا نملك مالا لاستكماله».

طعن جديد
وفي فبراير 2017، تقدم سامح عاشور  نقيب المحامين رئيس هيئة الدفاع عن سيدة الكرم، بطعن لمحكمة جنايات المنيا، على قرار نيابة أبوقرقاص حفظ القضية رقم 23668 لسنة 2016 جنح أبوقرقاص، وفي الشهر نفسه قررت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات المنيا، الموافقة على التظلم وإلغاء قرار المحامي العام لنيابات المنيا بحفظ التحقيق في القضية لعدم كفاية الأدلة.

حبس 10 سنوات
وبعد أشهر من التأجيل، قضت محكمة جنايات المنيا، في جلستها المنعقدة في يناير 2020، بالحبس 10 سنوات غيابيا على 3 متهمين، وفي أول تعليق لها على الحكم، قالت سعاد ثابت: «النهاردة رجع حق بهدلتي وتعريتي 8 أمتار في الشارع، ربنا عادل وبعت لي قضاء عادل، بعد ما ناس كتير شككوا في كلامي، وعشنا سنين مطرودين ومشردين في البلاد».

البراءة
وأعادت محكمة جنايات المنيا الستار محاكمتهم، وأصدرت حكما أمس ببراءة المتهمين الثلاثة، وشمل الحكم الذي صدر برئاسة المستشار أشرف محمد علي، وعضوية المستشارين صلاح الدين محمد، وأحمد عزت، وأمانة سر علي حسن، ومحمد هارون، كلا من: نظير إسحاق، وشقيقه عبدالمنعم، ووالدهما إسحاق، بعد 12 شهرا من صدور حكم غيابي بمعاقبتهم بالسجن لمدة 10 سنوات.
الجريدة الرسمية