براءة ثم توبة فسجن مشدد.. محطات في حياة فضل شاكر الفنية والسياسية
تصدر اسم الفنان والمطرب اللبناني فضل شاكر محركات البحث، وذلك بعدما أصدرت المحكمة اللبنانية أحكامًا على الفنان فضل شاكر، بالسجن 22 عامًا مع الأشغال الشاقة؛ لاقتران اسمه بجماعة أحمد الأسير لفترة، حيث قضى الحكم الأول بسجن شاكر 15 عامًا، مع الأشغال الشاقة، وتجريده من حقوقه المدنية بعد إدانته بتهمة "التدخل في أعمال الإرهاب الجنائية التي اقترفها إرهابيون، مع علمه بالأمر عن طريق تقديم خدمات لوجستية لهم".
كما قضى الحكم الثاني بسجن فضل شاكر سبع سنوات بجانب الأشغال الشاقة مع التجريد من حقوقه المدنية، وتغريمه خمسة ملايين ليرة لبنانية، بتهمة تمويله "مجموعة الأسير" المسلحة، والإنفاق على أفرادها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر حربية.
مولده وحياته الشخصية
الاسم بالكامل فضل عبد الرحمن شمندر شاكر الشهير، وعرف فيما بعد فنيًّا باسم فضل شاكر، وُلد في 1 أبريل 1969، بمدينة صيدا في لبنان، ولديه من الأبناء ولد وبنت هما محمد وألحان، وفي 11 نوفمبر 2013 أنجبت ألحان أول أبنائها واسمته فضل تيمنًا باسم والدها، ولم يكن اختيار اسم فضل شاكر مجرد اختيار فني، ولكن كان للاسم قصة، فعندما غيَّر عمه اسم عائلته، نهج فضل شاكر نفس الطريق ورفع دعوى لتغيير اسم عائلته، وبالفعل ربح القضية وأصبح اسمه رسميًا فضل شاكر.
هواياته
ولم يكن الغناء والطرب فقط الموهبة والهواية الوحيدة لدى المطرب فضل شاكر، فكان يحب صيد السمك على مركبِه في شواطئ مدينة صيدا، علاوة إلى الألعاب الرياضية، بالإضافة لهواياته الفنية كعزف البيانو.
بدايته الفنية
بدأ فضل شاكر حياته الفنية مبكرًا وهو في سن الـ15 من عمره من خلال المشاركة في الحفلات الصغيرة والأعراس والتي كان يغني فيها الأغاني الطربية القديمة، وبعد ذلك اقتحم مجال الغناء كمحترف وصدر له 11 ألبوما غنائيا و21 أغنية منفردة.
اعتزاله الفن
في بدايات عام 2012 بدأت الأنباء والأخبار تتواتر عن اعتزام المطرب فضل شاكر اعتزال الفن والغناء نهائيًا، ولكنها ظلت مجرد أقاويل وتكهنات، حتى حسم الجدل بظهوره على قناة الرحمة من مدينة صيدا في لبنان ليعلن اعتزاله للغناء بسبب عدد من الأمور منها ما هو ديني ومنها ما هو سياسي والتي أرجعها إلى الأحداث في سوريا، ومنها ما يتعلق بما وصفه فضل شاكر –على حد قوله- بتدني مستوى الفن بسبب غياب النقابات والمؤسسات الفنية، ولاحق إعلان فضل شاكر قراره بالاعتزال الكثير من تداول المعلومات عنه بأنه من أصل فلسطيني، إلا أنه نفى ذلك.
وأكد أنه "لبناني أبًا عن جَد"، ولكنه تربى في المخيمات الفلسطينية في تعمير عين الحلوة وغنى على أسطحها وبين ناسها وأنه متزوج من فلسطينية، وقد حصل على جواز سفر فلسطيني بناءً على طلبه من الرئيس محمود عباس.
عودته عن الاعتزال
وبعد 6 سنوات من إعلان فضل شاكر اعتزاله الفن، ظهر في 2018، في مقابلة على قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال اللبنانية حليق الذقن، وكانت المقابلة في منزله، وأعلن شاكر في المقابلة، أنه لم يشارك في معارك عبرا، قائلًا: "أتمنى أن أعود إلى الحياة الطبيعية"، نافيًا أن يكون قد حرض على الجيش.
ولفت إلى أن علاقته كانت سيئة جدًا بالشيخ أحمد الأسير قبل حوادث عبرا، وفي 30 مارس 2018 أطل عبر الشاشة من خلال برنامج وثائقي بعنوان "حكاية طويلة" على قناة الجديد معلنًا عودته للفن مطلقًا أغنية "ليه الجرح" من كلمات هاني عبد الكريم وألحان وليد سعد وتوزيع عادل عايش.
وأوضح أنه سيبدأ صفحة جديدة من حياته، وأنه لن يتعاطى الشأن السياسي، ولن يغني في لبنان، بل هو يطمح للعيش بعيدًا ولو في الأمازون، مضيفا بأنه من الصعب أن يتقبله الناس في بلده، بعد تلك الصورة الذهنية التي صدرت لجمهوره وأهل بلدته بأنه إرهابي.
وفي مايو 2018 اختارت شركة العدل جروب فضل شاكر لغناء تتر مسلسل لدينا أقوال أخرى للفنانة يسرا ودار الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد لعودة فضل شاكر إلى الغناء وقبول ما وصفوه "بتوبته" واعتذاره، وما بين رافض لهذه العودة باعتبار أنه أنه انضم إلى جماعة مسلحة وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما في 2015 للتحريض ضد الجيش اللبناني، لتقرر الشركة المنتجة للمسلسل إزالة صوت فضل شاكر من مقدمة المسلسل، وأصدرت الشركة بيان اعتذار للرافضين من الشعب اللبناني لهذه العودة الفنية له.
وبعدها أطلق 4 أغانٍ تباعًا ابتداءً من ليه الجرح واختتم عامه بأغنية "مع السلامة" التي لقيت صدى إيجابيًا عند محبيه ومتابعيه، وأخيرًا أطلق أحدث أغنياته "ابقي قابلني" باللهجة المصرية، وذلك بعد أيام من إطلاقه أغنية "للحين عايش" باللهجة الخليجية، والتي حققت نجاحًا كبيرًا.
موقفه من الثورة السورية
عدد من المواقف السياسية لم يخفيها فضل شاكر أو يتحفظ في الإعلان عنها أبرزها موقفه من الثورة السورية في 2011، فأعلن فضل شاكر عن موقفه المؤيد للثورة والمضاد للرئيس السوري بشار الأسد.
محاكمته مع أحمد الأسير وبراءته
في 28 سبتمبر 2017 قضت المحكمة العسكرية اللبنانية على فضل شاكر بالسجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة، وتجريده من حقوقه المدنية، في قضية الشيخ أحمد الأسير التي حُكم فيها على الأسير بالإعدام، وفي 13 مايو 2018 صدر حكم ببراءة الفنان اللبناني فضل شاكر من تهمة قتل أفراد من الجيش والصادر عن المحكمة العسكرية اللبنانية، وأخيرًا أصدرت المحكمة اللبنانية أحكامًا على الفنان فضل شاكر، بالسجن 22 عامًا مع الأشغال الشاقة.