بعد الانتخابات الأمريكية.. سباق جديد محموم بين الجمهوريين والديمقراطيين
قبل أن يلتقط العالم أنفاسه، إثر المنافسة حامية الوطيس بين الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن والرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، يخوض الديمقراطيون والجمهوريون سباقا صعبا للسيطرة على الكونجرس الأمريكي، تماما كما كانت الحال بالنسبة للبيت الأبيض.
ويتنافس الفريقان هذا العام على 35 مقعدا من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ، الذي يحتاج أي من الفريقين للسيطرة عليه تأمين أغلبية صريحة بـ 51 مقعدا.
لكن النتيجة النهائية ربما لن يعلمها أحد لبعض الوقت، والسبب هو أن العديد من الأصوات لا تزال قيد العدّ.
ويتزامن سباق السيطرة على الكونجرس مع المنافسة على البيت الأبيض بين دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.
سيطرة الحزب الجمهوري
وبحسب التقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن مجلس الشيوخ، يحظى الجمهوريون فيه بالفعل بأغلبية 53 مقعدا مقابل 47 للديمقراطيين، مما يعني أن الفريق الأخير يحتاج إلى انتزاع أربعة مقاعد لتأمين أغلبية صريحة.
ومن بين الـ 35 مقعدا المتنافس عليها، هناك 23 بحوزة الجمهوريين حاليا، واثني عشر مقعدا بحوزة الديمقراطيين.
وتمتد عضوية مجلس الشيوخ إلى ست سنوات، ويخضع ثلث المقاعد لعملية إعادة انتخابات كل عامين.
عرقلة ترامب
وفي حال جمع الديمقراطيون في قبضتهم مجلسي النواب والشيوخ معا، سيمتلكون بذلك السلطة لعرقلة خطط الرئيس ترامب حال فوزه بفترة رئاسية ثانية؛ أما لو فاز بايدن، فسيكون الطريق ممهدا أمام أجندته في فترته الرئاسية الأولى.
وحتى الآن، يسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب ويتطلعون إلى الحفاظ عليه في قبضتهم.
وعلى صعيد مجلس الشيوخ، تمكن حاكم كولورادو الديمقراطي السابق جون هيكنلوبر من انتزاع مقعد الولاية من الجمهوري كوري جاردنر.
وشغل هيكنلوبر منصب حاكم كولورادو لفترتين منذ 2011 وحتى العام الماضي.. أما منافسه جاردنر فمعروف بولائه للرئيس ترامب.
وفي ولاية أريزونا، تمكن رائد الفضاء السابق مارك كيلي من إلحاق الهزيمة بمنافسته الجمهورية التي تشغل مقعد الولاية مارثا ماكسالي وهي طيارة مقاتلة.
وكان كيلي واثقا من فوزه قبل فرز الأصوات، وقال: "سنحرز نجاحا في هذه المهمة عند عدّ الأصوات".
لكن في المقابل، نجح كل من زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وحليف ترامب ليندسي غراهام في الفوز بفترة جديدة من العضوية عن ولايتي كنتاكي وكارولاينا الجنوبية على الترتيب.
وفي ولاية ألاباما، تمكن المرشح الجمهوري تومي تيوريفيل من انتزاع المقعد من المرشح الديمقراطي دوغ جونز.
وضمت قائمة المرشحين لمجلس الشيوخ هذا العام: قسا، وسائق شاحنة، ومدرب كرة قدم.
ويمكن وصف النتائج بالتاريخية؛ بعد وصول المرشحين الديمقراطيين ريتشي توريز، وموندير جونز، وكلاهما في نيويورك، كأول مثليين من ذوي البشرة السوداء يحرزان عضوية الكونجرس بعد انتخابهما.
وتمكنت الديمقراطيات ألكساندريا أوكاشيو- كورتز، وأيانا بريسلي، وإلهان عمر من تأمين فترة عضوية جديدة في المجلس.
وكون ثلاثتهن جنبا إلى جنب مع رشيدة طليب مجموعة يطلق عليها اسم "الفريق".
ولم يتم الانتهاء بعد من عدّ الأصوات لإعلان الفائز بالمقعد الذي تنافس عليه رشيدة طليب في ميشيجان.
وفي ولاية أوكلاهوما، خسرت العضوة الديمقراطية الوحيدة عن الولاية في المجلس، كندرا هورن، مقعدها لمصلحة منافستها الجمهورية ستيفاني بايس.
وفي ولاية ديلاوير، صنعت المرشحة الديمقراطية سارة ماكبرايد تاريخا كأول عضوة عابرة للجنس في تاريخ مجلس الشيوخ.
وصب الديمقراطيون تركيزهم في حملاتهم الانتخابية على السيطرة على تفشي كوفيد-19 في الولايات المتحدة التي سجلت أعلى معدل وفيات وإصابات في العالم.
أما الجمهوريون فانصب تركيزهم في أغلبه على القضايا الاقتصادية.