رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب حوادث التحرش الجماعي.. فتاة ميت غمر أحدث الضحايا.. المتحرشون يعتدون على الفتيات أمام المارة.. طبيب نفسي: ظاهرة القطيع.. ومطالبات بتكثيف تواجد الشرطة النسائية

أرشيفية
أرشيفية


حوادث التحرش الجماعي من أبشع الجرائم غير الأخلاقية التي يتم ارتكابها في الشارع، من قبل أصحاب نفوس ضعيفة.. سمحت لهم ضمائرهم بارتكاب مضايقات جنسية لضحاياهم في العلن وأمام الجميع دون أن يخشوا الله عز وجل أو القانون أو حتى الناس.


بسنت
بسنت إحدى ضحايا التحرش في ميت غمر.. تبلغ من العمر 23 عاما وفي عامها الدراسي الثالث جامعيا، تعرضت لحادث تحرش أثناء سيرها في شارع بورسعيد بمدينة ميت غمر.

قالت بسنت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «كلمة أخيرة»، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة «ON»، مساء الثلاثاء: «7 اتحرشوا بيا، عملوا عليا دائرة ومسكوا كل حتة في جسمي وماعرفتش أقاومهم وحد من الناس روحني.. وتاني يوم عملت المحضر.. اتشجعت لما الناس دعمتني والأمن ساندني والنيابة شجعتني وأنا بشكرهم».

واصلت: «بس أنا دلوقتي خايفة أروح البلد، بيهددوني بالقتل وإلقاء مياه النار على وجهي، بيراقبوني في كل مكان تحت بيتي وعارفين كل تحركاتي والمحامي بتاعهم عمل فيديو لايف وطعن في شرفي وحدد مكاني اللي كنت فيه وده دليل أنهم بيراقبوني».

مدينة نصر
لم تكن تلك الواقعة الأولى من نوعها، في سبتمبر الماضي انتشر فيديو لمجموعة من الشباب يتحرشون بفتاة أفريقية بمنطقة زهراء مدينة نصر، ومحاولة إجبارها على استقلال "توك توك" خاص بالمتهمين، وعندما رفضت تحرشوا بها.

وبناء عليه تشكل فريق بحث جنائي توصلت جهوده من خلال البحث والتحري وفحص الكاميرات واستخدام التقنيات الفنية الحديثة، إلى تحديد الجناة مرتكبي الواقعة، وعددهم 6 أشخاص.

وبتكثيف الجهود تم تحديد المجني عليها، وتبين أنها مقيمة بمنطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر، وبمناقشتها اتهمتهم بالتحرش بها حال عودتها من عملها، وأدلت بأسماء بعضهم، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم وضبطهم جميعاً، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة.


الشرقية
 كما شهدت مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، مشهدا مثيرا للغضب بمطاردة عشرات الشباب لفتاة، مرتدية ملابس مثيرة ولافتة للانتباه بمنطقة القومية، وتحرشوا بها لفظيا وجسديا، وحاول الكثيرون إبعادهم عنها ولكنهم فشلوا.


وعندما تلقت الشرطة بلاغا بالواقعة، تحركت لإنقاذ الفتاة، وأطلقت رصاصات تحذيرية لتفريق المتجمهرين، واحتواء الموقف، وتم إخراج الفتاة واقتيادها لقسم الشرطة قبل تعرضها للاعتداء.

التفسير النفسي
وتعقيبا على ذلك، يقول جمال فرويز، أستاذ علم النفس، إن تلك الوقائع يطلق عليها ظاهرة القطيع، موضحا أن تلك الظاهرة ولدت نتيجة الانحدار الثقافي الذي أسفر أيضا عن انحدار قيمي وأخلاقي وسلوكي واجتماعي والازدواجية الدينية، فضلا عن غياب العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع بصفة عامة بين أفراد الأسرة بصفة خاصة.

وتابع قائلا: من أمن العقاب أساء الأدب، فيتشجع أصدقاء السوء بعدهم لارتكاب مثل تلك الجرائم، معتقدين أن ذلك أمر مألوف وأنهم بعيدون كل البعد عن طائلة القانون.

التفسير الاجتماعي
وفي نفس السياق، تقول "إنشاد عز الدين" أستاذة علم الاجتماع في جامعة المنوفية: إن ظاهرة التحرش وصلت في المجتمع لمرحلة خطرة، مشيرة  إلى أنه لتجفيف منابع الجريمة لابد من منع تفاقم الأزمة، وما يحدث على أرض الواقع هو خروج المتهم بعد 4 أيام من القبض عليه، وهو يجعل نهاية الظاهرة مستحيلة.


واستكملت قائلة: «البنت تجبر الجميع على احترامها أو عدم احترامها، دور الأسرة لابد وأن يكون مثاليا وفعالا في مراقبة البنت وتصرفاتها وملابسها»، كما طالبت بزيادة أعداد الشرطة النسائية، وتكثيف تواجدها في الشارع.
الجريدة الرسمية