رئيس التحرير
عصام كامل

زلزال الدراما!

أكتوبر 1992.. زلزال عنيف يهز مصر من أقصاها إلي أقصاها.. الرئيس مبارك في الصين يقطع زيارته ويعود.. حجم الدمار هائل.. الضحايا بالمئات بين شهداء وجرحي.. إنما من فقدوا منازلهم وصاروا في العراء بالآلاف.. آلاف الأسر أي عشرات الألوف من المواطنين.. لم يكن فائض المساكن الحكومية كاليوم قادرا علي استيعاب الجميع.. ولم تكن حتي - وهذا أسوأ- البيروقراطية والروتين مثل اليوم يمكن تجاوز إجراءات كثيرة من أجل الناس.. إنما ورق وورق وإثبات ودليل ..


وبينما هو علي ذمة إحدي القضايا التي لفقت له.. يرسل إلي شقيقه يطلب منه أن يفتح الشقق المغلقة بالدور الأرضي بعمارتهم للجيران.. الشقة الأولي لأسرة السيدة فلانة.. لا يمكن تركها وأولادها في العراء.. والشقة الأخري لفلان وأسرته.. يقاطعه شقيقه قبل أن تنتهي الزيارة إن الحكومة تحصر المتضررين لمنحهم وحدات سكنية.. يقاطعه هو ويقول: "وماله لما نشيل ونتحمل مع الحكومة.. المهم لا نترك جيراننا هكذا"! وقد كان !!

حذاء الكرامة الطائرة في العراق!

ما سبق جزء من مشهد مسلسل أرابيسك للراحل العظيم أسامة أنور عكاشة وأخرجها إسماعيل عبد الحافظ المبدع الراحل أيضا !
أرابيسك.. ككل الدراما صراع ببن الخير والشر يتصاعد ويتصاعد حتي تبدو بشائر الحل.. ولكنه في العمل.. كما في كل الأعمال.. يرسي قيم أصيلة ومهمة.. رسائل للمجتمع حتي لو غابت عنه قيم كثيرة أو تراجعت! 
القانون السائد هو أن الدراما تؤثر في المجتمع وليست ناقلة له حرفيا!

ماذا لو عولج الأمر اليوم؟ كم شخص سيطمع في أرض المباني التي تأثرت ودمرت؟ وكم شخص سيتحول إلي ذئب لنهش أعراض الضحايا ويبتزهن؟
الدراما عندنا تحتاج إلي زلزال.. يعصف بالغث.. ويبقي علي السمين.. أو الثمين.. دون جدال في تفاصيل اللغة العربية.. المهم المعني والقيمة!
الجريدة الرسمية