بديل الشيطان.. ما هو الصاروخ "سارمات" الباليستي الروسي العابر للقارات
تواصل روسيا طوال الوقت منافسة واشنطن والتقدم عليها في شتى المجالات، والتي كان آخرها مجال الصواريخ الباليستية، والذي أعلنت أنه سيدخل المناوبة القتالية في 2022.. فما هو الصاروخ الروسي "سارمات" الباليستي العابر للقارات؟.
بديل الشيطان
صاروخ "سارمات" أو "إر إس-28" هو الصاروخ الذي من المقرر أن يستبدل الصاروخ "فويفودا" ("الشيطان" أو "إر إس-20" حسب تصنيف الناتو)، وبدأت أعمال تصميم الصاروخ الجديد في عام 2011، وقد تم إنجاز المرحلة الأولى من تجارب إطلاقه في مطار "بليسيتسك" الفضائي بشمال روسيا.
وسيكون الصاروخ الجديد قادرا على ضرب الأهداف عبر القطبين الشمالي والجنوبي على حد سواء، وسيكون بمقدوره اختراق أي منظومة للدفاع الصاروخي. ويصل مداه إلى 18 ألف كلم، ووزنه عند الإطلاق 208.1 طن وطول الصاروخ 35.5 متر وقطره 3 أمتار. ويحمل الصاروخ رؤوسا قتالية منشطرة ذات نظام تصويب خاص لكل واحد منها.
الصواريخ الاعتراضية
ويستطيع صاروخ "سارمات" الذي تستعد روسيا لتسليمه إلى قواتها المسلحة هو وحده أن يختبر قدرات الصواريخ الاعتراضية، مع العلم بأن هذا الصاروخ يمكنه اختراق الشبكات المخصصة لاصطياد الصواريخ، ويستطيع أن ينأى بنفسه عن الصواريخ الاعتراضية.
وأعلن قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، الفريق أول سيرجي كاراكاييف، أن صاروخ "سارمات" البالستي العابر للقارات سيدخل المناوبة القتالية في عام 2022.
وأشار الجنرال في تصريح لصحيفة "النجم الأحمر" التابعة لوزارة الدفاع الروسية إلى أن مؤسسات الصناعات الدفاعية الروسية تواصل تحضير أنظمة "سارمات" للتحليقات التجريبية.
وكان نائب وزير الدفاع الروسي أليكسي كريفوروتشكو قد أعلن في فبراير الماضي أن تسليم صواريخ "سارمات" للقوات المسلحة الروسية سيبدأ في عام 2021 ليتم حاليا تغيير الموعد لـ 2022.
عابر للقارات
وبدوره أعلن جهاز الإعلام التابع لوكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية عن نجاح تجربة الصاروخ Block-IIA، وهو نسخة جديدة من صاروخ SM-3 المضاد للصواريخ، مشيرا إلى أن هذا الصاروخ أصاب صاروخا باليستيا عابرا للقارات وأسقطه.
ووفق وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تمكنت لأول مرة في التاريخ من اعتراض صاروخ بالستي عابر للقارات بواسطة صاروخ مضاد تم إطلاقه من المنصة الأرضية.
إلا أن الخبير العسكري الروسي العقيد كونستانتين سيفكوف لم ير مبررا لإعلان تجربة الصاروخ الأمريكي الجديد إنجازا مشهودا.
وقال الخبير في تصريحات صحفية: إن الصاروخ مخصص للتعامل مع أهداف أقل سرعة، أي أنه مخصص لاعتراض الصواريخ التكتيكية.
وقد يستطيع الصاروخ، مع ذلك، اعتراض صاروخ باليستي، ولكن لا يمكنه أن يفعل ذلك إلا بعد أن يخفض الصاروخ الباليستي سرعته إلى حد كبير على مقربة من الهدف المزمع تدميره.
ولا يمكن أن يحقق الصاروخ في هذه الحالة النجاح الكامل إلا إذا تم تدمير ما يحمله الصاروخ المستهدف من رؤوس مدمرة.
ومن أجل ذلك يجب أن يحمل الصاروخ الاعتراضي الرأس المدمر المناسب.
وأشار الخبير إلى أن الصاروخ الباليستي يحقق المهمة المطروحة عليه عندما تصبح المسافة الفاصلة بينه وبين الهدف المطلوب تدميره مئات الكيلومترات في حين لا يزيد مدى الصاروخ على 200 كيلومتر.