رئيس التحرير
عصام كامل

زاهي حواس في حواره لـ حسن راتب: ما يفعله الرئيس في ملف الآثار "هيقلب العالم"

زاهي حواس في استضافة
زاهي حواس في استضافة الدكتور حسن راتب
- راتب يتساءل عن "لعنة الفراعنة"؟ وحواس يرد: "خرافة"، وقررنا تدريس الحضارة الفرعونية لكليات الطب والصيدلة.

- حسن راتب يستفسر عن كواليس زيارة أوباما؟ وزاهي حواس: "اشترطت على أوباما أن يرتدي "الجينز والبرنيطة"، ومنعته من ركوب الجمل.


- راتب يسأل حواس عن بداياته.. والأخير يرد: تأثرت بكمال الشناوي فى دور المحامي.. وعمر الشريف كان بارعا فى تقليد الشيخ الشعراوى وكان يحبه جدا

يواصل الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء، استضافته لرموز الفكر والثقافة والفن والتعليم، عبر برنامجه الشهير "شخصيات فى حياتي"، والذى يعرض أسبوعيا على شاشة قناة المحور، وفى حلقة خاصة جدا من البرنامج يحل الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، ضيفا على حسن راتب، فى حلقة مدهشة مليئة بالأسرار الخاصة والتفاصيل عن حياة الفرعون زاهى حواس، وقبل بدء الحلقة تحدث الدكتور حسن راتب عن الشخصيات التى أثرت فى حياته، موضحا أنه اتخذ من مقولة عباس العقاد: "إن الدرجة التي تلي البطولة هى الإعجاب بالبطولة" فى "العبقريات"، منهجا فى حياته.

واستهل الدكتور حسن راتب الحلقة بالحديث عن صديقه زاهى حواس، مؤكدا أنه شخصية موسوعية تملك من الأسرار والمعارف والمعانى مساحات واسعة جدا، ليس فى التاريخ القديم فحسب، بل الحديث أيضا، قائلا من الصعب أن تجد شخصية فيها الاحترام ودماثة الخلق وعلاقتها منتشرة ومتعددة على المستوى المحلى والإقليمى، وكل الرؤساء والملوك يشاورون إليه بالبنان، وأضاف: "عندما نتحدث عن زاهى حواس فنحن أمام خزينة أسرار التاريخ كله، وكل بلد فيه ما يميزه، ألمانيا مثلا تميزها الصناعات الثقيلة، وعندما تذكر مصر فإن أول ما يخرج من ذهنك الحضارة القديمة"، واصفا زاهى حواس بأنه ظاهرة من الظواهر، وعلق: "محدش صادف زاهى حواس إلا ارتبط به وحبه، فهو إنسان يعرف يحب ويتحب".

وبدأ الدكتور حسن راتب الحوار موجها سؤاله للدكتور زاهى حواس كيف وأنت الشاب الريفى البسيط تخرج إلى العالمية، وتصبح علما شهيرا بهذا الشكل؟ ليرد زاهى حواس قائلا: "أنا من قرية صغيرة بالقرب من دمياط، ووالدى كان فلاحا، ودائما كان يقول لى إوعى تبقى فلاح زيى، لما كنت أروح أزوره يقولى إوعى تحط إيدك فى المية ولا فى الطين، وقال لى نصيحة ما زلت أضعها أمام عينى، وهى: "إوعى تحط صابعك تحت ضرس حد"، وأضاف حواس للدكتور حسن راتب: "يمكن النصيحة دى أنقذتنى فى حياتى كتير، وأتذكر وأنا طفل صغير قرأت كتب كثيرة جدا، وكنت أدخر من مصروفى لشراء الكتب العالمية والمترجمة وأدخل سينما، والآثار لم تكن فى دماغى، وكان نفسى أبقى محامى، وتأثرت بكمال الشناوى فى دور المحامى، وقولت نفسى أبقى زى كمال الشناوى، ولا أنكر أننى كنت طالب فاشل وبنجح بالعافية، وعندما دخلت كلية الحقوق فى السنة الأولى، رأيت زبيدة ثروت وانبسطت جدا أنى فى نفس الكلية التى تدرس بها زبيدة ثروت"، وأضاف زاهى حواس خلال حديثه مع الدكتور حسن راتب: "ذات مرة عمر الشريف قالى بحب الشعراوى، وقعد يقلد الشعراوى بالضبط، وقلت له: أنت لازم تقوم بدور الشعراوى، وأبلغته أن الدكتور حسن راتب بيحب الشعراوى، ومن الممكن أن ينفذ عملا دراميا عنه"، واستكمل زاهى حديثه: "لم أتركه يوما واحدا طوال فترة مرضه، ماكانش بيعرفنى غير اسم زاهى حواس، والسنة دى ليس لها مثيل فى حياتى ولما ابنه طارق أخذه إلى المستشفى الدكتورة قالت بقاله 5 أيام لا يأكل ولا يشرب، وكان يعرف ربنا جدا".

وخلال الحوار أكد الدكتور حسن راتب أنه مؤمنا بما يفعله الرئيس السيسى فى إعادة صياغة العلاقة المختلفة بين المكان والسكان، وأن هذا الرجل يبدع ذاته الآن، والإعلام لا يعرف التسويق للإنجازات التى يصنعها الرئيس، وأن الرئيس ينشئ مدنا حقيقية مثل مدينة الجلالة والعلمين الجديدة والعاصمة الإدارية، ويحل الخريطة السكنية من جديد وسيسجل التاريخ أن هذا الرجل أبدع فى هذه النقطة فى مصر ببناء العواصم الكبيرة كل مدينة عمل لها عمق جغرافى ببناء مدن جديدة للقضاء على الكثافة السكنية التى تشل الحركة كلها، مؤكدا أنه يقوم ببناء جامعة فى العاصمة الإدارية  الجديدة باسم "جامعة العاصمة"، ورد الدكتور زاهى حواس قائلا: "الرئيس مهتم بالآثار والمتحف المصرى الكبير ومتحف الحضارة اللى هيقلب العالم كله، ومفيش دولة فى العالم يحصلها ما حدث فى مصر وتقوم وتنهض والحمد لله رجعنا دولة قوية عندنا رجال يخافوا على البلد ودائما ينقذوا مصر من الظلام، ومنذ عصر الفراعنة وإلى الآن الجيش دائما ينقذ مصر"،  وأضاف: "لن ينصلح حال البلد إلا إذا قضينا على أعوان الإله "ست" وهو إله الشر عند الفراعنة الذى قتل شقيقه".

ووجه حسن راتب سؤالا لزاهى حواس عن حقيقة لعنة الفراعنة قائلا هل فعلا الفراعنة لهم لعنة؟ ليؤكد حواس له إن هذه إشاعة انتشرت عندما تم الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون عن طريق واحد لورد مليونير إنجليزى، أوصى بالحفر فى وادى الملوك، وأيضا الزئبق الأحمر كذبة ليس لها أى أساس، وأضاف: "عندما أجرينا أشعة مقطعية لمومياء توت عنخ آمون بناخد ألف صورة للمومياء، كل ما يخص المومياء يطلع فى الأشعة المقطعية، وحصل وقتها مصادفات غريبة، فالسائق كان سيصطدم بطفل وشقيقتى هاتفتنى وأبلغتنى أن زوجها توفى، وسكرتير الدكتور فاروق حسنى قال لى الوزير أصيب بأزمة، ثم قام فيضان ضخم علينا، والكل وقتها قال لعنة توت عنخ آمون".

وتحدث زاهى مع راتب عن زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمصر، وقال أبلغونى وقتها أن الرئيس مبارك اختارنى لمقابلته، فاشترطت على مستشاره الصحفي أن يحضره بالجينز والبرنيطة، وأبلغته أننى لن أرتدى ملابس رسمية، وحدث بالفعل وارتدى الجينز والبرنيطة، وقال لى عايز أدخل الهرم، وسألنى عن مدفن الملكات، وأثناء الزيارة أحضروا له جملا، قلت له: "لا تركب الجمل"، واندهش وسألنى لماذا؟ قلت له: "لو ركبت الجمل صورتك هتطلع للعالم كله وأنت راكب الجمل"، وأضاف: "من خلال مناقشتي معه اكتشفت أنه ليس على مستوى رئاسة أمريكا، واللي بيحكم أمريكا مؤسسات وليس أفرادا"، ووجه حسن راتب سؤالا آخر لحواس قائلا لهك احك لنا كيف جاءت فكرة اكتشافك للهرم؟ فرد قائلا: "اللى حصل كنت بشتغل فى الهرم وجبت واحد ألمانى معاه إنسان آلى، وقولت له الهرم جواه نسبة الرطوبة عالية عايز أوقفها، وفوجئت أثناء البحث بعبقرية المصرى القديم، وكيف أنه يعمل الحجارة بطريقة العاشق والمعشوق، ولما وجهنا الآلى فى الحفرة الشمالية بعد 20 مترا الآلى معرفش يحود، وفى الناحية التانية متفتحش والدنيا اتقلبت، وأتذكر أثناء عملى مؤتمرا وقف صحفى قال لى أنت بتعمل برنامج فى يوم عيد اليهود، فوقفت النجمة نادية لطفى وقلعت الشبشب وقالت له: يعنى بتضيع فرحة مصر كلها!"، وأكد زاهى حواس خلال لقائه مع الدكتور حسن راتب أن هناك قرارا بتدريس الحضارة الفرعونية لإعدادى طب وصيدلة، وطالب راتب بتطبيقها فى جامعة سيناء، ووافق على الفور، وعلق راتب قائلا: "هذه ثقافة غايبة ومحتاجين ندعمها، الأطفال يستحقوا برنامجا، هيكون لينا صفحة جديدة فى الآثار".
الجريدة الرسمية