رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إيران وتركيا من الوفاق إلى الصدام.. تفاصيل الحرب الباردة بين الدولتين

رئيس المنتدى العربي
رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "أفايب"
بدأ الصراع المستور خلف المصالح الاقتصادية بين إيران وتركيا يطفو على السطح من جديد مرة أخري بعد أن ألقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  قصيدة  خلال حضور عرض عسكري في أذربيجان أثارت غضب إيران، فتلك القصيدة تعتبرها  طهران "انفصالية"، مؤكدة رفضها حديثه عن "أطماع توسعية".


كما فتحت تلك القصيدة جروح علاقة  تاريخية اتسمت بالتنافس منذ اليوم الأول للثورة السورية والتي ازدادت يومًا تلو الأخر بين الطرفين وعرفت باسم "الحرب الباردة"، فلكل من إيران وتركيا أجندتهما ومشروعهما الإقليمي، وطموحهما نحو السيادة والسيطرة.

"قصيدة مغضبة"
وعلي غرار تلك القصيدة أعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير التركي وتسليمه مذكرة احتجاج على تصريحات أردوغان "التدخلية وغير المقبولة" في شؤون إيران.

وتعود أبيات الشعر التي ألقاها أردوغان  إلي قصيدة للشاعر الأذربيجاني محمد إبراهيموف، تراها إيران دعوة انفصالية، كونها تتحدث عن أهمية نهر أرس للشعب الأذربيجاني، والذي يقطع الحدود بين إيران وأذربيجان، وتعيش على إحدى ضفتيه أقلية أذرية تركية في شمال إيران.  

ودفعت تلك القصيدة وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، الجمعة الماضية، للقول  عبر حسابه في "تويتر": "لم يُخبر أردوغان أن القصيدة التي تلاها بشكل غير صحيح في باكو تتعلق بالفصل القسري لمناطق أرس الشمالية عن موطنها الأصلي إيران، متسائلًا : "ألم يفهم أنه تحدث ضد سيادة جمهورية أذربيجان؟، لا أحد يستطيع أن يتحدث عن أذربيجاننا العزيزة".

"استدعاء سفراء متبادل "
 وعلي غرار تلك الأزمة التي أشعلتها قصيدة أردوغان قررت  تركيا سفير طهران لديها ردا على إجراء مماثل من إيران، للاحتجاج على "ادعاءات لا أساس لها" وجهتها طهران بحق الرئيس  أردوغان، فالخطوة الإيرانية جاءت للاحتجاج رسميا على تصريحات أردوغان  والتي اعتبرتها  "تدخلا" في شؤونها، وجاءت خلال زيارة لأذربيجان، للاحتفال بما حققته من بعد 6 أسابيع من القتال حول منطقة ناجورني قره باج المتنازع عليها.

اتهامات بالتجسس
ومن ناحية أخري للتعبير عن غضبها أوقفت السلطات التركية، أمس الاثنين  11 شخصا، بتهمة التجسس لصالح إيران، واختطاف المعارض الإيراني حبيب شعب، اثناء زيارة إسطنبول، زاعمه أن المقبوض عليهم تورطوا في اختفاء المعارض الإيراني، الذي يعيش في السويد، أثناء زيارته إلى مدينة إسطنبول التركية أكتوبر الماضي. 

وأضافت الشرطة، في بيان لها: "خلال التحقيق الذي أجري بالتعاون مع الاستخبارات، ثبت أن أشخاصا متورطين في اختفاء منشق إيراني كانوا يقومون أيضا بنشاطات تجسس ضد بلدنا". 

 علاقة تعرف بـ"الحرب الباردة "
فمن المتعارف عليه أن  العلاقة بين الطرفين  بـ "الحرب الباردة" نظرًا لأن  التنافس المتزايد بين الطرفين والرغبة  في استغلال التطورات الجيوبوليتيكية بالمنطقة، أوجد فرصاً للتعاون والتنسيق في ما بينهما، من دون أن يعنى ذلك اختفاء التنافس الإقليمي بينهما، والناجم عن طبيعة كل نظام وطموحه، لكن تدهور الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط  أعطي فرصة لتنامي طموحات الدولتين، وسمح انهيار بعض الدول وتزايد الإرهاب وانتشار الميليشيات المسلحة، وتزايد ولاءاتها لدول مثل تركيا وإيران، إلي المساهمة في انطلاق التنافس التركي الإيراني من جديد بشكل أقوي .

ويمكن القول إن العامل الاقتصادي هو المحدد الأهم في محاولة تركيا وإيران الحفاظ على علاقتهما ما بين التنسيق والتنافس أو تحجيم نفوذ الآخر من دون الوصول للصدام، فحاجات الطاقة التركية وموارد النفط والغاز الطبيعي الهائلة في إيران كانت محركاً مهماً، وإيران هي ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي لتركيا بعد روسيا. كما أن طهران مصدر مهم للنفط الخام، ولكن تسببت العقوبات الأمريكية في خفض حجم التجارة الثنائية بين تركيا وإيران.

وبدوره قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدي العربي لتحليل السياسات الإيرانية "أفايب" أن العلاقات  الإيرانية التركية  متوترة في كافة الأوقات ومنذ قديم  الأزل في كافة الملفات بلا استثناء ، فعلي سبيل المثال في  العراق والملف الليبي تركيا تدعم جماعات الإخوان الإرهابية بينما تدعم إيران المشيرة خليفة حفتر وسبق وأن كرمت الجيش الليبي في الثمانيات  ، وكذلك في ملف الأكراد  تختلف طهران مع أنقرة أيضًا  وهناك تناقض بشأن الأكراد المتواجدين في ايران  والمعروفين بأكراد البيجاك  بينما في تركيا معروفين بأكراد "بي كي كيه " وكذلك في سوريا تركيا  لا تريد أن يكون بشار الأسد  جزء من مستقبل سوريا وأن يكون هناك بديلا لبشار الاسد الأسد لكن إيران تصر عليه كجزء من مستقبل  التسوية السياسية ، وكذلك في مصر علاقة تركيا بمصر علاقة عداء شديدة لكن ايران تتود لمصر ، وفي إسرائيل تركيا لها علاقات متبادلة  مع اسرائيل لكن ايران علي عكسها.

 وأشار محمد محسن أبو النور ، إلي أن هذا التناقض والتوتر لم يظهر بوضوح الا بعد أزمة ناجورونو كاراباخ، التي فجرت الأزمة بين الطرفين ، فتركيا   التي تدعم أذربيجان شعرت انها رابحه من الازمة علي عكس إيران التي تحالف أرمينيا والتي خسرت بعدما سيطرت أذربيجان علي ناجورو كارباخ، كما أن  أردوغان رأي أن هناك تضخمًا إيرانيًا  في الملفات المختلفة التي بها تنافس وتحديدًا سوريا والعراق ،  لذا أراد أن يستخدم أزمة ناجورنو كاراباخ للخصم من رصيد ايران المتنامي في الفترة الاخيرة خاصة مع سقوط الانتخابات الأمريكية لصالح بايدن والذي من المحتمل أن يعيد العلاقات مع ايران ، خاصة أن هناك عداءً تركيًا أوروبيا متزايدًا في الفترة الأخيرة، لذا تركيا ترغب في تعويض الخسارة الكبير لها في الساحة الأوربية  ومكاسب إيران من خلال افتعال تلك الأزمات  وشغل ايران بساحة صراع مختلفة وتحديدا صراع أذربيجان وأرمينيا.
Advertisements
الجريدة الرسمية