كيف تدير أوروبا معركة استئصال الإسلاميين من القارة العجوز؟
بدأت بعض البلدان الأوروبية توجيه ضربة شاملة إلى تيارات الإسلام السياسي المتواجدة على أراضيها، وضعت يدها على مفاصل القوة في هذه التيارات وخاصة التمويل الخفي القادم من الجمعيات الأهلية التي كانت غطاء طوال سنوات لتصدير الأفكار المتطرفة إلى القارة العجوز وخلق مجتمعات موازية تستطيع الدفاع عن أفكار الإسلاميين في الخارج والداخل.
ساعة الصفر
بدأت فرنسا الصراع الأوروبي بوضع قيود على هذه الجمعيات، والتضييق على هياكلها في جميع أنحاء البلاد، وحظر كل من يشجع على إقامة الخلافة ويحرض المسلمين على التوحد مستقبلا من أجل القتال والكفاح المسلح لاستعادتها.
تبين للدولة أن هناك جمعيات على صلة بتمويل العديد من الجماعات الإسلامية المتطرفة، فضلا عن العلاقات التنظيمية والفكرية وإضفائهم الشرعية على الجهاد المسلح وتأييدهم أيديولوجيات متطرفة على شاكلة تنظيم القاعدة.
دول أخرى مثل كندا والنمسا تكشف لهم أن أغلب الهياكل الإسلامية في أوروبا داعمة لجماعات جهادية بل وأعضاء منهم تورطوا بالأساس في أعمال إرهابية.
استغل الإسلاميون القوانين الأوروبية التي تسمح للجمعيات بالدفاع عن وجهة نظرها أمام القانون، للتذرع بالإسلاموفوبيا والحقوق والحريات، لعبوا على إجراءات مكافحة العنصرية ومساعدة الفقراء وضحايا التمييز من أجل تعزيز اختراقهم للمجتمعات الأوروبية.
اتضح لهم أن الإخوان أكثر من ساهموا في تضخيم هذه الشبكات لدرجة أنها أصبحت تملك ترسانات قانونية وجماعات ضغط تحصل على ملايين الدولارات سنويا من أجل الهجوم على أي إجراء حكومي ضدهم بزعم العنصرية واستهداف المسلمين.
يقول حميد زناز، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن يوسف القرضاوي، نسج علاقات قوية مع إخوان أوروبا وحتى اليوم ولا يزال قائدهم الروحي والسياسي.
يوضح حميد أن القرضاوي هو الذي أسس وطور كل بنيات وهيئات الإخوان والإسلاميين في أوروبا، واصبحوا يسيطرون من خلالها على الكثير من المسلمين في الغرب.
واختتم: الإخوان هي العقل المدبر لكل هذه التنظيمات، ويبقى القرضاوي حتى وهو يناهز الــ92 عاما، مؤسسة قائمة بذاتها وهي أخطر ما في إرث الجماعة الفكري والتنظيمي وخاصة بأوروبا في الوقت الحالي، على حد قوله.