"سيدة الصبر" تسرد مأساة أبنائها الـ4 المكفوفين.. طالب الجامعة "محدش بيرافقه غيري".. و"سندي راح تحت عجلات قطار" | فيديو
عند الدخول إلى عمق المنزل تجد سيدة خمسينية العمر ترتدي جلبابها الصعيدي. إلي جوارها نجلها الكفيف صاحب الواحد والثلاثين عاما.. ما هي إلا دقائق وتصل فتاة مرتدية زيا حديثا تتحسس جدران المنزل لتنادي الأم "خلي بالك عندنا ضيوف" فتخرج الفتاة مسرعة .
"فيتو" التقت سيدة الصبر أم الأربعة المكفوفين، في قرية القصاصة التابعة لمركز نقادة ، جنوب محافظة قنا.
الرحايا
تروي نجاة أحمد عبدالرحمن ، مأساتها قائلة " أنا الأب والأم ، فوالدهم لا يستطيع عمل شيء وهو يعمل في الزراعات بجنوب سيناء، وظروفي لا تسمح ، لدي سبع أبناء بينهم أربعة مكفوفين ".
وأشارت إلى أن الأربعة أصيبوا بمرض في العين وهم في سن صغيرة جدا رغم أنهم عندما ولدوا كانوا مبصرين وقالت: لدي ثلاثة آخرين مبصرين ، ذهبت بهم إلى الأطباء وبينهم من يحتاج إلى عمليات جراحية كي يستعدوا أبصارهم ، ولكن لا حول لي ولا قوة . لا أملك شيئا من الدنيا إلا حطامها .
قطار القصب
وبعيون تملؤها الدموع قالت نجاة "ودعت نجلي الكبير الذي كان سندي وأشقائه ، أثناء عمله بزراعات القصب عندما استقل قطار القصب وفوجيء بجلبابه يلف حول أحد عجلات القطار وأحضر لي وهو غارق في الدماء ".
وأضافت "هذا اليوم كان الحزن في حياتي ، فقدت أعز وأغلى صديق وأخ وابن وصاحب في الدنيا وحمدت الله وشكرته ".
وأكدت نجاة أن لديها نجل بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي وهو مكفوف أيضا قائلة "محدش غيري بيساعده ، فأرافقه في الذهاب والعودة إلي الكلية والبيت وغير ذلك.. لا أحد يأتي به إلي وهذا أمر صعب علي جدا ولكن سوف أظل بخدمة أبنائي مهما حدث".
وتابعت: هو مجتهد وكان حلمه الالتحاق بالكلية واستكمال دراسته ولم يكن بيدي إلا مساعدته حتي يصل إلي حلمه.
واستطردت ، في حديثها إلي أن نجلها يأمل في أن يكون شيئا يوما ما ويصل إلي مكانة كبيرة .
ديون متراكمة
وأكملت نجاة حديثها ، أن الديون تراكمت عليها بشدة وأصبحت مثقلة بهموم لا حصر لها وهو الأمر الذي يعد أزمة كبرى بالنسبة لي .
ونوهت إلي أنها استدانت من أجل بناء هذا المنزل خاصة أن بئر الصرف تطفح وتصيبهم بالأمراض وتقع الكثير من المشاجرات بينهم وبين جيرانهم .
ملناش غيرك يارب
وبصوت مليء بالحزن رفع ناصر الابن الأوسط للسيدة نجاة يده إلي السماء قائلا "هو الأحن علينا ، مفيش غيره نلجأ إليه".
وقال: لا عم ولا خال ولا أخ كبير والأب تركنا ورحل لجلب الرزق دون فائدة .
"منين الرحم"
وأشار إلي أن طعامهم أصبح مما يجمعونه من العطايا التي توزع في المقابر التي يذهب إليها يوميا ، لافتا إلى أن الفترة الأخيرة لم يعد هناك رغيف خبز بالمنزل.
وأكد أن والدته هي سيدة صبورة وتحملت كثيرا وتستحق كل خير قائلا " أمي ست الدنيا ، ويارب أرجع أشوف تاني عشان خاطر أساعدها في تربية أشقائي ويجب أن تكرم " .
علاج
وطالبت نجاة بعلاج أبنائها الأربعة وإجراء الجراحات اللازمة لهم حتي يستعيدوا نظرهم فضلا عن توفير علاج لنجلها الذي يعاني من أمراض في القلب .
