رئيس التحرير
عصام كامل

المغرب والجزائر.. غضب معلن وحرب رمال جديدة تلوح فى الأفق

الجيش الجزائري
الجيش الجزائري
"بخصوص الأوضاع السياسية في المنطقة، فالجزائر أقوى مما يظنه البعض وما يجري اليوم كنا في انتظاره ولن يزعزع الجزائر".. سطر عابر ورد  في كلمة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى شعبه بهدف طمأنته على حالته الصحية وتعافيه من فيروس كورونا وقرب عودته لممارسة مهام منصبه.


الجملة السابقة أغفلتها وسائل الإعلام بسبب تركيزها على أول ظهور رسمي للرئيس الجزائرى الذي لاحقته شائعات الوفاة، بالرغم من إهمالها تعد الأخطر فى سياق كلمته إلى شعبه كونها تمثل تعليقا رسميا من رأس الدولة على اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل بالرغم من تعمد تبون عدم تسمية الطرفين.

تلويح الرئيس الجزائري بقوة بلاده عبرت عن الغضب المكتوم بين المغرب والجزائر، ومؤشر على توتر وشيك فوق الرمال المتحركة لقضية الصحراء فى ظل دعم الجزائر لجبهة البليساريو الأمر الذي خلق عداء تاريخى بين الشقيقيتن ودفعها لسباق تسليح استعدادا لحرب مرتقبة زادت مع قلق الجارة من جلب إسرائيل إلى حدوده .

وقالت الجزائر أمس السبت، إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء الغربية "ليس له أي أثر قانوني"، مُجددة دعمها لجبهة البوليساريو "ضد منطق القوة والصفقات المشبوهة".

وأكدت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، في بيان، أن "النزاع في الصحراء الغربية هو مسألة تصفية استعمار لا يمكن حله إلا من خلال تطبيق القانون الدولي والعقيدة الراسخة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بهذا الخصوص".

وأوضح بيان الخارجية الجزائرية أن هذا يعني "الممارسة الحقيقية من قبل الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وفقا لأحكام اللائحة الأممية رقم 1514 المتضمنة منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة".

وشدد البيان على أن اعتراف ترامب "يتعارض مع جميع قرارات الأمم المتحدة، خاصة قرارات مجلس الأمن بشأن مسألة الصحراء الغربية، وآخرها القرار رقم 2548 الصادر بتاريخ 30 أكتوبر 2020، الذي صاغه ودافع عنه الجانب الأمريكي".

رغم مساندة المغرب لجبهة التحرير الجزائرية خلال حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، إلا أن التوترات ظلت حتى اليوم منذ أواسط عام 1962 حين نشر المغرب قواته في منطقة تقع خارج خط الحدود التي رسمتها فرنسا البلدين.

اندلعت حرب الرمال بين البلدين خلال عامي 1963 و1964 وتوقفت بعد تدخل الجامعة العربية والاتحاد الافريقي بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

وحرب الرمال اندلعت بين المغرب والجزائر في أكتوبر من عام 1963 بسبب مشاكل حدودية، بعد عام تقريبا من استقلال الجزائر وعدة شهور من المناوشات على الحدود بين البلدين.

اندلعت الحرب المفتوحة في ضواحي منطقة تندوف و حاسي البيضاء، ثم انتشرت إلى فكيك المغربية واستمرت لأيام معدودة. توقفت المعارك في 5 نوفمبر حيث انتهت بوساطة الجامعة العربية و ومنظمة الوحدة الأفريقية، قامت المنظمة الإفريقية بإرساء اتفاقية لوقف نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير 1964 في مدينة باماكو عاصمة دولة مالي، ولكنها خلّفت توترا مزمنا في العلاقات المغربية الجزائرية ما زالت آثارها موجودة إلى الآن.

عادت العلاقات خلال فترة الرئيس بومدين، إلا أنها توترت مرة أخرى بعد تنظيم المغرب ما يعرف بـ "المسيرة الخضراء" عام 1975.

وأغلقت الحدود البالغ طولها 1559 كم بين البلدين بعد وقوع تفجيرات في مدينة مراكش المغربية عام 1994، حيث فرض الملك الراحل الحسن الثاني على الجزائريين التأشيرة لدخول المغرب وردت عليه الجزائر بغلق الحدود البرية.
الجريدة الرسمية