رئيس التحرير
عصام كامل

كورسات اللغات أون لاين تبيع الوهم للشباب.. ادعاءات بالانتماءات لكيانات معروفة.. تعهدات رد قيمة التأمين "نصباية".. والضحايا بالآلاف

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
"منحة مجانية 100٪ بادر بالحجز وادفع نص المبلغ وفي نهاية المنحة تستردهم تاني" أحد الشعارات التي تروج لها  بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يدعي القائمون عليه أنهم يقدمون كورسات بأسعار مخفضة أو مجانا، لمساعدة الشباب والطلبة.


ويستطيع الطالب الحصول على أمواله مرة أخرى بعد النجاح وانتهاء مستويات الكورسات، وفي النهاية يكتشف أنه ضحية عملية نصب كبيرة وأنه كان ضحية هؤلاء.

البداية ببوست جذاب علي صفحات غير معلوم مصدرها، تعلن عن منحة مجانية لتعليم اللغات وبالأخص اللغة الانجليزية والبعض يدعي أنها تابعة لمؤسسات موثوق فيها كوزارة الخارجية، فيزداد الإقبال عليها كثيرا، ويدفع الطلاب والمهتمون بتحسين مستوى تعلمهم اللغة مبالغ من المال تتراوح ما بين 300: 1000 وأكثر، خاصة بعد التأكيد على استيراد المبلغ مرة أخرى بعد الانتهاء من مستويات الكورسات، وأنه فقط يدفع التأمين ومن السهل استيرادها مرة أخرى.

ولكن يكتشفون بعد ذلك أن القائمين علي تلك صفحات لم يكونوا سوى نصابين يجمعون الأموال ولا يستطيعون الوصول إليهم مرة أخرى.

صفحات تلك الكورسات تدعي أنها لا تعتمد على حفظ الكلمات وقواعد اللغة "جرامر"، ولكن على طريقة التحدث والاستماع وذلك بسماع جمل إنجليزية بنطق سليم محكومة بالقواعد الأساسية للغة والصحيحة فى سياق قصة، ما يسهل على الطالب إتقان اللغة مثل أهلها.
وقال أحد ضحايا تلك الكورسات لفيتو إنه: "بعد استقباله وسداد تكلفة الدورة (اللغة الإنجليزية) لم يستكمل الدورة على الإطلاق، حيث قام المركز بتأجيل المستويات الأخيرة من الدورات مرة بعد الأخرى إلى أن مل وطالب بإنهاء الدورة والحصول على الرسوم التي دفعها، إلا أن الشركة رفضت ذلك".

وتابع قائلا: إن ما حدث له يحدث مع العشرات، بل المئات من الطلاب أو الخريجين ممن يلتحق بهذه المراكز، مشيرا إلى أن المركز كان يستقبل يوميا عشرات الطلاب الذين يطالبون باسترداد أموالهم، إلا أن المركز كان يحدد لهم مواعيد أخرى، وتفرض الإدارة خصومات وترفع أسعار المستويات وفى النهاية لا يحصل الطالب على المبالغ التي دفعها.

بينما قال آخر: "أنا محروق دمي جدا اتنصب عليا في فلوس كورس أون لاين، المفروض أن مكانهم في العباسية، ولما روحت لقيت في المكان دا الأبلكشن اللي قدمته بالبيانات بتاعتنا لاستيفاء شروط التقديم، موضوعه في شوالات تحت السلم، وأضاف  طلعوا نصبين على أعداد كبيرة جدا.

فيما قالت إسراء.م انا دفعت ثمن levels 4 منذ شهر مارس، بعد تفشي كورونا وكل شويه يقولو هنبدأ بعد اسبوع بعد اسبوعين من شهر 3 بياجلو لحد 7/7 طلبت اسحب فلوسي، بدأوا يماطلوا معايا وفي الآخر عملولي بلوك، الموضوع بالنسبالي مش فلوس علي قد ما أن ده حقي مش أكتر.

كما كانت هاجر.ع ضمن ضحايا تلك الكورسات حيث تقول  تعلم اللغة أمر هام للدخول في مجال عملي، فبحثت على مواقع التواصل الإجتماعي عن كورسات فظهر لي منشور  يتضمن وجود منحة مجانية من وزارة الخارجية بشرط دفع مبلغ تأميني 350 جنيه يسترد بعد انتهائه، بدون تفكير بدأت فى التواصل معهم.

وتابعت "لم يمر الكثير من الوقت، تفاجأت بتأجيل الكورس مرة تلو الآخر، ومطالبتهم بدفع أموال إضافية بحجة سعر الكتاب والانتقال من مستوى لآخر، بخلاف دفع رسوم عند إجراء الامتحان وعند ظهور نتائجه، وغيرها من الحجج المختلفة، وظل الأمر كذلك واكتشفت أنه غير تابعة لوزارة الخارجية طلبت منهم استيراد اموالي ولكنهم رفضوا.

فيما تقول عبير: بيتعمدوا يسقطونا، فقد رسبت في المستوى الواحد أكثر من مرة دون أن يعطوني ورقة الامتحان لأعرف أخطائي، وبالرسوب لم أستطع الحصول على فلوس التأمين أو اصعد للمستوي اللاحق، وظلت كذلك ولم أستطع استكمال الكورسات أو استيراد أموالي.

وعلى الجانب الآخر، قالت أسماء: قدمت في كورس إنجليزي أون لاين، بس المواعيد والدنيا اتلخبطت والكورس مبقاش يتقدم عرفت بعد كده أنهم خسروا علشان فترة كورونا، طلبت أخرج وفلوسي أخدتها كامله الصراحة. 

وتعقيبا على ذلك يقول حسام لطفي خبير قانون الإنترنت ومستشار سابق بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن وقائع النصب تلك مجرمة طبقا لقانون العقوبات وقانون حماية المستهلك، وتكون عقوباتها وفق لتلك القوانين غرامة.

ونصح "لطفي" الطلاب الذين وقعوا ضحية تلك الصفحات بالتوجه لجهاز حماية المستهلك وتقديم بلاغات ضد تلك الصفحات، وسيقوم جهاز حماية المستهلك بمهمته في التواصل لتلك الصفحات وتقديم بلاغات ضدهم، ومن ثم معاقبتهم على تلك المخالفات طبقا لنوع المخالفة، مطالبا الطلاب والمهتمين بتعليم اللغة من خلال كورسات بعدم التعامل مع أي جهة غير موثوق فيها، والتركيز على المراكز الموثوق فيها التابعة للمؤسسات التعليمية الرسمية.






الجريدة الرسمية