علي جمعة يوضح: أسباب وأركان وسنن الغسل
حرص الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على توضيح الأحكام الشرعية المتعلقة بالغسل وذلك على النحول التالي:
تعريف الغسل
الغُسل: وهو ما يعرف عندنا «بالاستحمام» والغسل في اللغة: سيلان الماء على الشيء مطلقاً. ومعناه عند الفقهاء زائد عن معناه المعروف وعن معناه في اللغة فيعرفونه بأنه سيلان الماء على جميع بدن الإنسان بنية مخصوصة.
وقد شرع الله الغسل (الاستحمام) للتأكيد على معنى النظافة والطهارة، فإنه سبحانه وتعالى يحب الطهارة والمتطهرين كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالغسل وجوباً في حال خاص، وأما ندباً، فلا يرتبط بحال، حيث يندب للمسلم أن يفعله لكل اجتماع للناس تنظفاً وتطهراً، وأما أمر الله به في حال الوجوب فيدل عليه قوله تعالى : ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾.
موجبات الغسل
والغسل واجب من الجنابة، وواجب كذلك على المرأة بعد ارتفاع دم الحيض والنفاس، وواجب على المسلمين إذا مات أحدهم أن يغسلوه.ولتفصيل ما سبق نقول إن الذي يوجب الغسل ستة أشياء، ثلاثة منها تشترك فيها الرجال والنساء وهي:
1) التقاء الختاتنين: وإن لم يحدث إنزال للمني، فيجب الغسل لمجرد التقاء الختاتنين. وذلك لقول السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: «إذا التقى الختانان وجب الغسل فعلته أنا ورسول الله ﷺ فاغتسلنا» [أحمد وابن ماجة]
2) إنزال المني: أي خروج المني من المسلم أو من المسلمة وهو يسمى بماء المرأة، فإن خرج المني أو ماء المرأة (وعلامته فراغ الشهوة) وإن كان يقظة بغير جماع، أو أثناء النوم فيجب الغسل حينئذ، ودليل ذلك قوله ﷺ: «إنما الماء من الماء» [رواه مسلم].
حكم تغسيل الميت
3) الموت: ما عدا الشهيد، فإنه لا يغسل ويكفن في ثيابه لعظم شأنه عند الله، ولطيب ريح دمه عند الله، فيشفع في أهله، ولا يحتاج إليهم في شفاعة بعد أن جاد بنفسه إلى الله، وكذلك السقط الذي لم يستهل صارخاً، أما غير الشهيد والسقط فيجب على المسلمين تغسيله إذا مات.
حالات غسل المرأة
والثلاثة التي تختص بها النساء هي:
1- ارتفاع دم الحيض: والحيض هو الدم الخارج من المرأة، بغير مرض أو ولادة، على أن تكون المرأة مؤهلة للحيض (بمعنى أنها لا تكون صغيرة السن)، وهو رحمة من الله حيث لو بقي هذا الدم المؤذي في جسد المرأة لتألمت آلاماً شديدة، ويقول الله سبحانه فيه: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ﴾. فهذا الدم الخارج يمكث عند المرأة أياماً معتادة، ثم يرتفع بعد ذلك، فإذا ارتفع وجب على المرأة أن تغتسل.
2- ارتفاع دم النفاس: والنفاس هو الدم الخارج من المرأة عقب الولادة، ويستمر مدة أطول من دم الحيض، وبارتفاعه يجب على المرأة التطهر بالغسل.
3- الولادة: بمعنى أن الولادة وإن لم يتبعها دم نفاس هي في نفسها توجب الغسل، كارتفاع دم الحيض والنفاس.
أركان الغسل
وأركان الغسل ثلاثة أشياء:
1- النية: فينوي الجنب رفع الجنابة أو رفع الحدث الأكبر أو الغسل الواجب، وكذلك تنوي المرأة رفع حدث الحيض والنفاس، وتكون النية مقرونة بأول العمل يعني مع غسل أول جزء من الجسم، وينبغي على المسلم أن ينوي لقول النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، وإن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [متفق عليه].
2- إزالة النجاسة العينية: وهي التي تدرك بالعين وتسمى النجاسة الحسية، والمقصود إزالتها من على البدن قبل أن يغتسل. أما النجاسة التي لا تدرك بالعين المجردة تسمى «نجاسة حكمية».
3- إيصال الماء إلى جميع أجزاء الجسم: بما في ذلك من شعر وأماكن خفية، وهو المقصود من الغسل.
بهذا نكون قد انتهينا من أركان الغسل، فإذا أتى المسلم بهذه الأركان الثلاثة صح غسله، ورفع الحدث الذي يغتسل منه (جنابة، أو حيض، نفاس). ويستطيع بعد ذلك الدخول في الصلاة، وقراءة القرآن أن يؤدي جميع العبادات التي تشترط التطهر.
سنن الغسل
هي الأعمال التي تكمل الغسل وتحسنه، فالأولى للمسلم أن يأتي بها حتى يكتمل غسله، ويكون قد امتثل لسنة النبي ﷺ، وإن لم يأت بها فلا إثم عليه وهذه السنن نجملها في عشرة أشياء:
1- التسمية: في أول الوضوء قبل غسل الكفين، بأن يقول: بسم الله، والأفضل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم، كما يسن الاستعاذة قبل التسمية، وهي أن يقول المسلم قبل البدء في الوضوء أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
2 - الوضوء كاملاً: أي قبل الاغتسال يتوضأ المسلم، وينوي بهذا الوضوء سنة الغسل، إن كان متوضئاً قبل الجنابة، وإن لم يكن ينوي به رفع الحدث الأصغر.
حكم الوضوء في الغسل
3- إمرار اليد على ما تمكن منه من الجسد: ويسمى هذا الدلك.
4- الموالاة: وهي تتابع الأعمال بغير توقف طويل في العادة.
5- تقديم الأيمن من جانب الجسد على الأيسر: وهو ما يسمى بالتيامن، وذلك ما صح عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كان النبي ﷺ يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله» [متفق عليه].
مندوبات الغسل
6- الاغتسال ثلاثا: أي يريق الماء على جسده ثلاث مرات، وذلك للاتباع.
7- تخليل الشعر: وهو أبلغ في وصول الماء إلى جميع بشرة الجسد.
حكم طهارة ماء الغسل
8- الابتعاد عن ماء الغسل: بمعنى أن الإنسان لا يزيل النجاسة في حوض مثلا مملوء بالماء ويغتسل وهو ما زال في هذا الماء، فينبغي عليه أن يفرغ ذلك الحوض ولا يسده حتى يتأكد من تطهر جميع جسده، ثم بعد ذلك يفعل ما يشاء بعد تمام الاغتسال.
9- استقبال القبلة: وهذا إن أمكنه، للاتباع وللتبرك بتلك الجهة الشريفة.
10- تعهد الأماكن الخفية: وذلك لضمان وصول الماء إلى جميع أجزاء الجسد.
تعريف الغسل
الغُسل: وهو ما يعرف عندنا «بالاستحمام» والغسل في اللغة: سيلان الماء على الشيء مطلقاً. ومعناه عند الفقهاء زائد عن معناه المعروف وعن معناه في اللغة فيعرفونه بأنه سيلان الماء على جميع بدن الإنسان بنية مخصوصة.
وقد شرع الله الغسل (الاستحمام) للتأكيد على معنى النظافة والطهارة، فإنه سبحانه وتعالى يحب الطهارة والمتطهرين كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالغسل وجوباً في حال خاص، وأما ندباً، فلا يرتبط بحال، حيث يندب للمسلم أن يفعله لكل اجتماع للناس تنظفاً وتطهراً، وأما أمر الله به في حال الوجوب فيدل عليه قوله تعالى : ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾.
موجبات الغسل
والغسل واجب من الجنابة، وواجب كذلك على المرأة بعد ارتفاع دم الحيض والنفاس، وواجب على المسلمين إذا مات أحدهم أن يغسلوه.ولتفصيل ما سبق نقول إن الذي يوجب الغسل ستة أشياء، ثلاثة منها تشترك فيها الرجال والنساء وهي:
1) التقاء الختاتنين: وإن لم يحدث إنزال للمني، فيجب الغسل لمجرد التقاء الختاتنين. وذلك لقول السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: «إذا التقى الختانان وجب الغسل فعلته أنا ورسول الله ﷺ فاغتسلنا» [أحمد وابن ماجة]
2) إنزال المني: أي خروج المني من المسلم أو من المسلمة وهو يسمى بماء المرأة، فإن خرج المني أو ماء المرأة (وعلامته فراغ الشهوة) وإن كان يقظة بغير جماع، أو أثناء النوم فيجب الغسل حينئذ، ودليل ذلك قوله ﷺ: «إنما الماء من الماء» [رواه مسلم].
حكم تغسيل الميت
3) الموت: ما عدا الشهيد، فإنه لا يغسل ويكفن في ثيابه لعظم شأنه عند الله، ولطيب ريح دمه عند الله، فيشفع في أهله، ولا يحتاج إليهم في شفاعة بعد أن جاد بنفسه إلى الله، وكذلك السقط الذي لم يستهل صارخاً، أما غير الشهيد والسقط فيجب على المسلمين تغسيله إذا مات.
حالات غسل المرأة
والثلاثة التي تختص بها النساء هي:
1- ارتفاع دم الحيض: والحيض هو الدم الخارج من المرأة، بغير مرض أو ولادة، على أن تكون المرأة مؤهلة للحيض (بمعنى أنها لا تكون صغيرة السن)، وهو رحمة من الله حيث لو بقي هذا الدم المؤذي في جسد المرأة لتألمت آلاماً شديدة، ويقول الله سبحانه فيه: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ﴾. فهذا الدم الخارج يمكث عند المرأة أياماً معتادة، ثم يرتفع بعد ذلك، فإذا ارتفع وجب على المرأة أن تغتسل.
2- ارتفاع دم النفاس: والنفاس هو الدم الخارج من المرأة عقب الولادة، ويستمر مدة أطول من دم الحيض، وبارتفاعه يجب على المرأة التطهر بالغسل.
3- الولادة: بمعنى أن الولادة وإن لم يتبعها دم نفاس هي في نفسها توجب الغسل، كارتفاع دم الحيض والنفاس.
أركان الغسل
وأركان الغسل ثلاثة أشياء:
1- النية: فينوي الجنب رفع الجنابة أو رفع الحدث الأكبر أو الغسل الواجب، وكذلك تنوي المرأة رفع حدث الحيض والنفاس، وتكون النية مقرونة بأول العمل يعني مع غسل أول جزء من الجسم، وينبغي على المسلم أن ينوي لقول النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، وإن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [متفق عليه].
2- إزالة النجاسة العينية: وهي التي تدرك بالعين وتسمى النجاسة الحسية، والمقصود إزالتها من على البدن قبل أن يغتسل. أما النجاسة التي لا تدرك بالعين المجردة تسمى «نجاسة حكمية».
3- إيصال الماء إلى جميع أجزاء الجسم: بما في ذلك من شعر وأماكن خفية، وهو المقصود من الغسل.
بهذا نكون قد انتهينا من أركان الغسل، فإذا أتى المسلم بهذه الأركان الثلاثة صح غسله، ورفع الحدث الذي يغتسل منه (جنابة، أو حيض، نفاس). ويستطيع بعد ذلك الدخول في الصلاة، وقراءة القرآن أن يؤدي جميع العبادات التي تشترط التطهر.
سنن الغسل
هي الأعمال التي تكمل الغسل وتحسنه، فالأولى للمسلم أن يأتي بها حتى يكتمل غسله، ويكون قد امتثل لسنة النبي ﷺ، وإن لم يأت بها فلا إثم عليه وهذه السنن نجملها في عشرة أشياء:
1- التسمية: في أول الوضوء قبل غسل الكفين، بأن يقول: بسم الله، والأفضل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم، كما يسن الاستعاذة قبل التسمية، وهي أن يقول المسلم قبل البدء في الوضوء أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
2 - الوضوء كاملاً: أي قبل الاغتسال يتوضأ المسلم، وينوي بهذا الوضوء سنة الغسل، إن كان متوضئاً قبل الجنابة، وإن لم يكن ينوي به رفع الحدث الأصغر.
حكم الوضوء في الغسل
3- إمرار اليد على ما تمكن منه من الجسد: ويسمى هذا الدلك.
4- الموالاة: وهي تتابع الأعمال بغير توقف طويل في العادة.
5- تقديم الأيمن من جانب الجسد على الأيسر: وهو ما يسمى بالتيامن، وذلك ما صح عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كان النبي ﷺ يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله» [متفق عليه].
مندوبات الغسل
6- الاغتسال ثلاثا: أي يريق الماء على جسده ثلاث مرات، وذلك للاتباع.
7- تخليل الشعر: وهو أبلغ في وصول الماء إلى جميع بشرة الجسد.
حكم طهارة ماء الغسل
8- الابتعاد عن ماء الغسل: بمعنى أن الإنسان لا يزيل النجاسة في حوض مثلا مملوء بالماء ويغتسل وهو ما زال في هذا الماء، فينبغي عليه أن يفرغ ذلك الحوض ولا يسده حتى يتأكد من تطهر جميع جسده، ثم بعد ذلك يفعل ما يشاء بعد تمام الاغتسال.
9- استقبال القبلة: وهذا إن أمكنه، للاتباع وللتبرك بتلك الجهة الشريفة.
10- تعهد الأماكن الخفية: وذلك لضمان وصول الماء إلى جميع أجزاء الجسد.