رئيس التحرير
عصام كامل

حصاد 2020.. ترامب يغادر البيت الأبيض واتهامات التزوير تلاحق الانتخابات الأمريكية

ترامب وبايدن
ترامب وبايدن
مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر 2020، بين الرئيس دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، توقعت استطلاعات الرأي داخل الولايات المتحدة فوز بايدن، إلا أن العديد من المحللون والمراقبون رجحوا فوز ترامب بولاية ثانية، مبينين أن استطلاعات الرأي ليست مقياسا، واستشهدوا باستطلاعات الانتخابات الرئاسية في عام 2016 بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب والتي رجحت هزيمة ترامب وهو ما لم يحدث.


وبعد أيام قليلة من انطلاق الماراثون الانتخابي، وظهور البيانات الأولية، كانت المفاجأة هي هزيمة الرئيس دونالد ترامب وفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بفارق ليس بالقليل في أصوات المجمع الانتخابي، وبأصوات انتخابية حطمت الأرقام القياسية للرؤساء الأمريكيين السابقين.

نتيجة الانتخابات الأمريكية
وبحسب وكالة «أسوشيتد برس» الإخبارية، استطاع المرشح الديمقراطي جو بايدن الفوز بـ 306 صوت من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 232 صوتا حصل عليهم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.

وينص الدستور الأمريكي على أن الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يجب أن يحصل على أكثر من 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي.



كذلك استطاع جو بايدن الحصول على 81.282.903 صوت من أصوات الناخبين الأمريكيين، ليحطم الرقم القياسي لأكبر عدد من المصوتين لمرشح رئاسي، ويتفوق على رقم الرئيس السابق باراك أوباما الذي حصل على 69.498.516 صوت، فيما فاز ترامب بـ 74.223.030 صوت.



يشار إلى أن التصويت الشعبي لا يضمن الفوز بالانتخابات، ففي عام 2016 فازت هيلاري كلينتون بالتصويت الشعبي بفارق يقترب من 3 ملايين صوت، لكنها مع ذلك خسرت الانتخابات لصالح ترامب، إلا أن أصوات المجمع الانتخابي هي التي حسمت الفوز لبايدن.

بدورها، أعلنت إدارة الخدمات العامة الأمريكية رسمياً فوز جو بايدن بالانتخابات، مؤكدة أنها تسمح ببدء العملية الانتقالية.

تشكيكات واتهامات بالتلاعب في النتائج

وفي واقعة فريدة من نوعها داخل الولايات المتحدة، شكك الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في نتائج الانتخابات الأمريكية ونزاهة العملية الانتخابية، واتهم الديمقراطيين وبايدن بالتورط في تزوير الانتخابات وإخفاء الأصوات الانتخابية لمؤيديه، ورفعت حملته الانتخابية العديد من القضايا في عددا من الولايات الحاسمة إلا أنها خسرت أغلبها.

ولكن عقب إعلان إدارة الخدمات العامة عن فوز بايدن، أعلن ترامب أنه أعطى "إميلي ميرفي" رئيسة إدارة الخدمات العامة الضوء الأخضر للمضي قدما في تسليم السلطة لإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن رغم خططه لمواصلة إقامة دعاوى قانونية.

وقال ترامب: "أود أن أشكر إميلي ميرفي في إدارة الخدمات العامة على التزامها وإخلاصها لبلدنا.. قضيتنا تمضي بقوة وسنواصل المعركة.. وأنا أؤمن أننا سننتصر، لكن لمصلحة بلادنا، أوصى بأن تقوم إميلي وفريقها بما يلزم عمله فيما يتعلق بالبروتوكولات الأولية وأبلغت فريقي بأن يقوم بالشيء ذاته".

ويري المحللون أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، اختلفت كثيرا عن كل الانتخابات السابقة، حيث سادت  الشوارع حالة من الذعر والخوف من اندلاع موجة من العنف والشغب والنهب والسرقة عقب إعلان اسم الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، وهو ما يعد أمرا غريباً علي دولة تصنف علي من أكبر المدافعين عن الحريات.

وكمؤشر على حالة الذعر، زادت عمليات شراء الأسلحة في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال العام الجاري 2020، حيث كشفت إحصائية نشرتها صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، أن الأمريكيين اشتروا نحو 17 مليون قطعة سلاح خلال عام 2020 حتى الآن، أكثر من أي عامٍ آخر.


كما اعتبرت وكالة الأنباء الألمانية، أنه "منذ وقت طويل، تعدّ مبيعات الأسلحة الأكثر من المعتاد سمة مشتركة لأعوام الانتخابات الرئاسية.. حيث انتشرت اللافتات الملونة البراقة وأساليب الدعاية السياسية التي لا تتوقف عبر التلفزيون، ولكنها أشارت إلى أن الإقبال الملحوظ على شراء الأسلحة هذا العام مختلف، وليس فقط لأنه أكبر حجمًا ولكن لأسباب أخرى".


وأضافت الوكالة الألمانية، أنه خلال الأعوام الانتخابية السابقة، "كان يُعتقد أن سبب ارتفاع مبيعات الأسلحة يرجع تقريبًا إلى الأشخاص الذين يمتلكون أسلحة منذ وقت طويل، ويخشون من فرض أي رئيس ديمقراطي قيودًا جديدة على الأسلحة.. ولكن هذا العام يبدو أن ارتفاع مبيعات الأسلحة يرجع إلى المخاوف من عدم الاستقرار الاجتماعي".


ووفقًا للإحصائيات التي نقلتها الوكالة الألمانية، فقد اشترى الأمريكيون ذوو البشرة السوداء أسلحة بنسبة أعلى من الأعوام الماضية تبلغ 58%، فيما تعد أعلى زيادة لأي مجموعة سكانية.   


وجاء هذا وسط مخاوف من أن تؤثر أثار وباء كورونا، والغموض الاقتصادي، والاضطرابات المدنية خلال فصل الصيف على خلفية قتل الشرطة أشخاصًا من ذوي البشرة السوداء غير مسلحين، على الولايات المتحدة.


ووسط هذه المخاوف نشرت بعض الولايات الأمريكية الحرس الوطني في حال اندلاع أعمال عنف.


الجريدة الرسمية