رئيس التحرير
عصام كامل

3 مليارات جنيه فاتورة استهلاك المصريين لـ«أدوية الحموضة».. الأسعار الرخيصة أبرز الأسباب.. وتحذيرات: تزيد الإصابة بـ«هشاشة العظام»

هالة زايد وزيرة الصحة
هالة زايد وزيرة الصحة
«3 مليارات جنيه فاتورة الاستهلاك».. رقم كارثي كشفه عدد من الصيادلة والأطباء وخبراء سوق الدواء المصري، فيما يتعلق بمعدلات استهلاك المصريين لأدوية الحموضة بمختلف أنواعها، والتي تصل إلى أكثر من ٢٠ صنفا في السوق، ويجرى طرحها في السوق بأسعار متفاوتة، مؤكدين في الوقت ذاته على أن انخفاض سعر هذه النوعية من العقاقير، واعتياد بعض الصيادلة على صرفها دون «روشتة» طبية في مقدمة الأسباب التي أدت إلى تزايد معدلات الاستهلاك، ووفقا لتقرير(ims) الخاص بحجم مبيعات الأدوية في السوق، فإن هناك زيادة في استهلاك أدوية علاج الحموضة.


الأسباب

وفى تعقيبه على هذا الارتفاع، قال الدكتور على عبد الله، مدير مركز الدراسات الدوائية: «الحموضة» في مصر لها أسباب متعددة منها ما له علاقة بأسلوب الحياة وطبيعة الأكل الحار والكشري والفول والقهوة والشاي والمشروبات الغازية والأكل والنوم والضغط العصبي والاستخدام المفرط السيئ للمسكنات.

كما أن كثيرا من أدوية الضغط والسكر يجب تناولها بطريقة صحيحة حتى لا تسبب ألما بالمعدة، والتدخين سواء السجائر أو الشيشة والموالح والمسبكات والمقليات، تسبب زيادة إفراز الحامض في المعدة مما يسبب ألما شديدا وفقدان وزن وصعوبة أكل وبلع، وهذه الشكاوى دفعت إلى ارتفاع استهلاك أدوية الحموضة عامة.

كما ترتفع نسبة الإصابة بجرثومة المعدة بين المصريين، هذا إلى جانب تجاهل تشخيص الإصابة بـ«جرثومة المعدة» وعدم علاجها والتناول الخاطئ لأدوية الحموضة التي تقدم بيئة جيدة لـ«الجرثومة» داخل جسد المريض.

وأضاف: «الحموضة» خطأ من ضمن أخطاء تجاهل الجرثومة التي تمثل ٦٠% من التهابات وقرح المعدة، وكثير من المرضى يحصلون على مسكنات وفوار حموضة، وعلى المدى البعيد من الاستخدام لها آثار جانبية من ضمنها الضعف الجنسي والأورام السرطانية، هذا إلى جانب تزايد معدلات الإصابة بالأزمات القلبية.

كما أن هذه النوعية من العقاقير تقلل مستوى الماغنسيوم وفيتامين ب ١٢ وتمنع امتصاص الكالسيوم وتسبب هشاشة عظام والتهاب بنكرياس وتقلل وظائف الكبد، كما تسبب تفاعلات مع أدوية أخرى في تقليل مفعولها وتسبب إسهالا وإمساكا وارتفاع درجة حرارة.

الحلول

مدير مركز الدراسات الدوائية، شدد على أن الحل الأمثل للقضاء على هذه الظاهرة السيئة والخطيرة في آن واحد، يتمثل في تغيير عادات الطعام وتجنب التدخين والقهوة والشاي والمسكنات، هذا فضلا عن العمل على تعديل نمط الحياة ولا يحصل عليها المريض إلا بالتشخيص للمرض الصحيح ولا يجب وصفها إلا بعد إجراء تحاليل للمعدة.

بدوره.. قال الدكتور حاتم البدوي، سكرتير شعبة أصحاب الصيدليات باتحاد الغرف التجارية: معدلات صرف أدوية الحموضة من الصيدليات مرتفعة نتيجة أن المصريين باستمرار لديهم حموضة بسبب الأكلات الجاهزة، وعدم وجود نظام غذائي صحي للمصريين تسبب زيادة حمض المعدة، وأسهل شيء للمريض شراء مضادات الحموضة من الصيدلية.

وهناك أنواع متعددة منها، وجميعها لها آثار جانبية، فهناك عقار يؤدى إلى زيادة الهرمونات في الجسم على المدى البعيد، وآخر يتعارض مع أدوية القلب والضغط، وتابع: في مصر يتم شراء كميات بإفراط من أدوية الحموضة وتصرف جميعها دون وصفة طبية، ولها أشكال صيدلية مختلفة منها الشراب والحقن والأقراص.

الأسعار

وأسعار أدوية الحموضة تتراوح بين ١.٥ إلى ٣ جنيهات، وهناك دواء حموضة للمعدة بـ ١٢٠ جنيها، وكل منهم يختلف في آلية عمل الدواء في الجسم، ولهذا أرى أنه من الواجب على أي صيدلى يلحظ شراء مواطن لأدوية حموضة بمعدل كبير أن يوجهه إلى طبيب باطنة.

من جانبه قال الدكتور حسني سلامة، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، كلية الطب، جامعة القاهرة: ارتفاع نسبة الحموضة بين المصريين يرجع لعدة أسباب، منها انتشار العدوى بالبكتيريا الحلزونية التي تصيب من ٦٠ إلى ٧٠% من البشر، هذا إلا جانب الاستهلاك المفرط للمسكنات وأدوية الروماتيزم دون استشارة طبيب وكثرة التوتر وارتجاع المريء، ومع كل ألم في المعدة يلجأ المريض لتناول دواء الحموضة.

وأكمل: البكتيريا الحلزونية لها نظام علاجي إلى أن تختفي، إلا أن الغالبية لا ينتظم في تناول العلاج، كما أن تناول أدوية الروماتيزم على معدة فارغة والأكلات الحارة تزيد من الحموضة، وأخذ الدواء بدون تشخيص يزيد منها، ويجب التحذير هنا من أن استخدام هذه النوعية من الأدوية على المدى البعيد يسبب هشاشة العظام وكسر عظام الفخذ لكبار السن، كما يمكن أن تفقد المعدة الحمض الخاص بها، وتصبح معرضة لأى أنواع بكتيريا وأورام المعدة.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية