رئيس التحرير
عصام كامل

«نيولوك» للكرة المصرية.. الأهلي يدخل الموسم الجديد منتشيًا بالأميرة الأفريقية.. الزمالك الجريح يخشى الدخول في النفق المظلم

فريق الأهلي
فريق الأهلي
«دوري كورونا».. لن ينسي كل من ينتمي لمنظومة كرة القدم المصرية من جماهير وأندية ولاعبين ومدربين وإعلاميين هذا الوصف الذي أطلق على مسابقة الدوري الممتاز في نسختها الماضية، والتي كانت شاهدة على أطول دوري في تاريخ الكرة المصرية، والذي استمر 405 أيام.


حيث انطلق في 21 من سبتمبر 2019 وانتهى في 31 أكتوبر 2020، حيث شهدت البطولة المحلية فترة توقف هي الأطول في تاريخها امتدت قرابة 5 أشهر بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا، ونجح فريق النادي الأهلي في انتزاع بطولته المحلية المفضلة للمرة الـ42 في تاريخه والخامسة على التوالي، وقبل 7 أسابيع كاملة على انتهاء البطولة، تحت قيادة السويسري رينيه فايلر، الذي رحل رسميًا عن الفريق بعد ضمان التتويج بلقب الدوري، في حين حافظ الزمالك على المركز الثاني في جدول المسابقة، خلف النادي الأهلي بعد منافسة شرسة مع «بيراميدز».

الوافد الجديد الذي سعى جاهدًا لانتزاع الوصافة من الأبيض، وضمان المشاركة في بطولة دوري الأبطال الأفريقي، لكن نجح أبناء ميت عقبة في حسم معركة الوصافة لصالحهم، وحل «بيراميدز» في المرتبة الثالثة ليضمن تمثيل مصر الموسم القادمة في بطولة الكونفدرالية الأفريقية للعام الثاني على التوالي، وحل فريق المقاولون العرب في المركز الرابع بجدول الدوري في نسخته الأخيرة، وهو الذي أهَّله بالفعل للمشاركة في النسخة الجديدة لبطولة الكونفدرالية.

«الذين هبطوا والذين صعدوا»

ثلاثة أندية كانت ضحية «دوري كورونا» ولم تسعفها إمكانياتها للبقاء في دوري الأضواء والشهرة في الموسم المقبل، وهي «حرس الحدود، طنطا، ونادي مصر»، وصعدت بدلًا منها أندية «البنك الأهلي» عن مجموعة الصعيد، و«سيراميكا كليوباترا» عن مجموعة القاهرة و«غزل المحلة» عن مجموعة بحري.

صفقات تشعل المسابقة 

كل الشواهد تؤكد أن جماهير الكرة المصرية ستكون على موعد مع موسم كروي ساخن وممتع مع النسخة 62 من مسابقة الدوري الممتاز التي ستنطلق مبارياتها يوم الجمعة المقبل، بعدما دعمت كل فرق المسابقة صفوفها بالعديد من اللاعبين، كل حسب الهدف الذي يسعى لتحقيقه في الموسم الجديد.

وحرصت جميع أندية الدوري الممتاز على تدعيم صفوفها استعدادًا للموسم الجديد، من خلال تدعيم صفوفها بعدد من اللاعبين القادرين على خوض النزال الشرس لمسابقة الدوري، وكان التدعيم بنسب متفاوتة كل على حسب إمكانياته المادية والهدف الذي يسعى لتحقيقه في الموسم الجديد.

الأهلي «المُنتشي»

«الأهلي» يدخل الموسم الكروي الجديد في حالة انتشاء بعدما نجح في حصد اللقب المحلي للمرة الـ 42 في تاريخه والخامسة على التوالي، إلى جانب استعادة الأميرة الأفريقية التي غابت عن أحضان القلعة الحمراء 7 أعوام كاملة، وهو الإنجاز الأهم لقطاع الكرة في النادي الأهلي في عهد الأسطورة محمود الخطيب رئيس النادي الحالي.

وحرص «الأهلي» على تدعيم صفوفه بعدد قليل من اللاعبين، بحسب الاحتياجات الفنية التي حددها مديره الفني بيتسو موسيماني، فاستقدم الدولي المغربي بدر بانون من صفوف الرجاء المغربي لدعم خطوطه الدفاعية، كما تعاقد مع جناح المنتخب الأولمبي ونادي المقاولون العرب طاهر محمد طاهر لتعويض غياب رمضان صبحي الذي رحل لصفوف بيراميدز، في واحدة من أهم صفقات المارد الأحمر في السنوات الأخيرة، بحسب رأي أغلب خبراء الكرة المصرية.

أما الصفقة الثالثة فكانت التعاقد مع أحمد رمضان بيكهام ابن الأهلي العائد من صفوف وادي دجلة بعد تألق ملفت للاعب مع الفريق الدجلاوي في الموسم المنقضي، كما استعاد الأهلي خمسة من لاعبيه المعارين لأندية الدوري الممتاز، وجميعهم فرضوا أنفسهم مع أنديتهم في النسخة الماضية من مسابقة الدوري، وهم (أحمد ياسر ريان وأكرم توفيق) العائدين من الإعارة في نادي الجونة، و(صلاح محسن وناصر ماهر) العائدين من الإعارة في سموحة وتألقا بشدة مع الفريق السكندري، ومحمد شريف الذي صال وجال مع إنبي في الموسم الماضي وحصد لقب وصيف هدافي الدوري الممتاز برصيد 14 هدفًا.

الزمالك «الجريح»

أما نادي الزمالك، القطب الثاني للكرة المصرية، فيدخل الموسم الكُروي الجديد في حالة يرثى لها، بعد خروجه من الموسم المحلي خالي الوفاض، حيث فشل في استعادة درع الدوري الذي يغيب عن جدران القلعة البيضاء منذ موسم 2015، كما خسر بطولة دوري الأبطال الأفريقي أمام الغريم التقليدي النادي الأهلي في نسخة هذا العام، والتي تغيب عن القلعة البيضاء منذ 18 عامًا، حيث كان آخر عهده بها في عام 2002.

وكانت الصدمة الكبرى لجماهير الفارس الأبيض الخروج من نصف نهائي كأس مصر على يد طلائع الجيش، وهي البطولة التي يحمل لقبها من العام الماضي، ليودع موسم 2019 – 2020 بدون الحصول على أي لقب محلي أو قاري، على الرغم من امتلاكه فريقًا متكاملًا وصفه عدد من الخبراء بأنه الأقوى في قلعة ميت عقبة في العقدين الأخيرين.

وزاد من أوجاع جماهير الزمالك الأحداث التي شهدها النادي في الأيام الماضية، تجميد رئيسه مرتضى منصور وإيقافه أربع سنوات عن ممارسة أي نشاط متعلق بالنادي بقرار من اللجنة الأولمبية المصرية، ثم تبعه قرار ثان بحل مجلس الإدارة بقرار من وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحى، بسبب مخالفات مالية تمت إحالتها للنائب العام للتحقيق فيها، وقام الوزير بتعيين لجنة مؤقتة تضم ثلاثة مستشارين تتولى إدارة شئون النادي لحين انتهاء التحقيقات.

اللجنة الثلاثية التي عيَّنها وزير الشباب والرياضة لإدارة نادي الزمالك، حرصت على تشكيل لجنة كرة من أبناء النادي السابقين ضمت أيمن يونس رئيسا ومعه الثنائي عبد الحليم على وأشرف قاسم، حتى تتولي إدرة شئون قطاع الكرة بالنادي، وحرصت لجنة الكرة بقيادة أيمن يونس، فور تسلمها مهام عملها على عقد جلسة عاجلة مع البرتغالي جايمي باتشيكو المدير الفني للفريق الأول، للوقوف على احتياجاته الفنية لدعم صفوف الفريق استعدادًا للموسم الجديد، الذي يسعى خلاله الفارس الأبيض لملمة جراحة واستعادة كبريائه المحلي والأفريقي، والعودة مجددًا لمنصات التتويج في الموسم الجديد.

كما نجحت لجنة الكرة بالفعل في إتمام التعاقد مع الدولي التونسي حمزة المثلوثي قادمًا من صفوف الصفاقسي التونسي لدعم مركز الظهير الأيمن، وضمت اللاعب الدنماركي صاحب الأصول المصرية أمير عادل قادما من ستراسبورج النرويجي في صفقة انتقال حر، إلى جانب استعادة أحمد أبو الفتوح الظهير الأيسر بعد إنهاء إعارته لنادي سموحة السكندري.

«بيراميدز» وحلم البطولة

لم يختلف الحال كثيرًا داخل نادي بيراميدز عنه في نادي الزمالك، حيث فشل الوافد الجديد على الكرة المصرية في تحقيق أي لقب محلي أو أفريقي، وخرج من الموسم الماضي خالي الوفاض رغم تأهله للمباراة النهائية ببطولة الكونفدرالية، لكنه خسرها أمام فريق نهضة بركان المغربي بهدف دون رد، ليفشل الفريق في تحقيق أول لقب قاري في تاريخه، على الرغم من المبالغ الضخمة التي أهدرها على الصفقات الجديدة على مدى الموسمين الماضيين.

فشل الفريق السماوي في حصد أي ألقاب محلية أو قارية هذا الموسم، دفع إدارة النادي لضخ المزيد من الأموال، وإبرام العديد من الصفقات مع أبرز النجوم في الدوري المصري، سعيًا وراء تحقيق حلم البطولة، حيث تعاقدت إدارة «بيراميدز» مع ثلاثي النادي الأهلي شريف إكرامي وأحمد فتحي ورمضان صبحي، في صفقات وصفت بأنها الأضخم في الدوري المصري، إلى جانب ضم الفلسطيني محمود وادي من المصري البورسعيدي وكريم الطيب من أسوان وأحمد سامي مدافع مصر المقاصة السابق.


«الثلاثي الصاعد»

وتستقبل مسابقة الدوري الممتاز في نسختها القادمة ثلاثة فرق صاعدة من دوري القسم الثاني، يري أغلب خبراء الكرة أن بينهم ضيفان ثقيلان، لن يبرحا دوري الأضواء والشهرة بسهولة، لا سيما وأنهما يتبعان كيانين اقتصاديين من الكيانات الرأسمالية الكبرى في مصر، الأول نادي سيراميكا كليوباترا، الذي يملكه واحد من أكبر رجال الأعمال في مصر، النائب محمد أبو العينين، والذي فتح خزائن النادي على مصراعيها، لاستقدام أفضل اللاعبين في إطار دعم صفوف الفريق والمنافسة على مركز متقدم في الموسم المقبل.

وقد ضم بالفعل عددا كبيرا من الصفقات وصلت إلى20 صفقة أغلبها لنجوم بارزة ولها باع في الدوري المصري، أبرزهم صالح جمعة ومحمد إبراهيم وميدو جابر ورجب بكار ومحمد حسن القادم من الزمالك إلى جانب عدد من لاعبي الأندية الأخرى.

«البنك الأهلي»

فريق البنك الأهلي أحد الثلاثي الصاعد للدوري الممتاز، وهي المرة الأولى في تاريخه التي يشارك فيها في دوري الأضواء والشهرة، شأنه شأن فريق سيراميكا كليوباترا.

وأكد رئيسه اللواء أشرف نصار أن فريقه لن يكون ضيف شرف في بطولة الدوري للموسم القادم، مشيرًا إلى أن الفريق صعد إلى الدوري للاستمرار فيه دائمًا وعدم العودة إلى دوري القسم الثاني مرة أخرى، كما أعلن رئيس نادي البنك الأهلي، تخصيص ميزانية ضخمة قدرت بـ80 مليون جنيه، لدعم صفوف الفريق بلاعبين أصحاب خبرة قادرين على إبقاء الفريق في دوري الأضواء.

كما تعاقد مع جهاز فني على مستوى عالي بقيادة محمد يوسف المدير الفني السابق للنادي الأهلي وعدد من الأندية المصرية، وضم «يوسف» عددا كبيرا من الصفقات اقتربت من 20 لاعبًا من اللاعبين الواعدين في الدوري المصري، أبرزهم شادي رضوان ومحمد فخري من فريق الشباب بالنادي الأهلي، وأحمد شرويدة ومحمد بسيوني ومحمود قاعود من إنبي ومحمود السيد من المقاولون وعاصم صلاح ومحمد أبو المجد من طلائع الجيش وفادي فريد من أسوان.

«غزل المحلة».. الأقل حظًا

ثالث الصاعدين كان فريق غزل المحلة صاحب الباع الكبير في مسابقة الدوري الممتاز، وواحد من بين 7 أندية فقط نجحت في التتويج بلقب الدوري عبر تاريخه، وكانت المرة الوحيدة التي يتوج فيها «زعيم الفلاحين» باللقب المحلي موسم 72/73.

ويعتبر «غزل المحلة» الأقل حظًا بين الأندية الثلاث الصاعدة في مقدرته على الاستمرار في دوري الأضواء الشهرة، على الرغم من امتلاكه قاعدة جماهيرية كبيرة بين أبناء محافظة الغربية بشكل عام وجماهير المحلة بشكل خاص، حيث إن الفريق يعاني أزمات مالية كبيرة منذ سنوات طوال، لذلك في كل مرة يصعد فيها للدوري الممتاز، يفشل في مواجهة سطوة المال التي تتمتع بها أغلب أندية الدوري الممتاز، ليجد نفسه نهاية الموسم عائدا من حيث أتي إلى دوري المظاليم.

ويزيد من هذا الاحتمال في الموسم الجديد، أن إدارة الفريق لم تبرم حتى الآن أي صفقة من العيار الثقيل استعدادا للموسم الجديد، واقتصرت الصفقات القليلة التي دعموا بها الفريق على بعض اللاعبين المغمورين من أندية القسم الثاني.

رئيس جديد للمسابقات

ويشهد الدوري الممتاز في نسخته الجديدة، وجود مدير جديد لإدارة المسابقات باتحاد الكرة وهو مازن مرزوق، الذي أعلنت اللجنة الخماسية تعيينه مديرا لإدارة المسابقات في الموسم المقبل، خلفًا لرئيسها السابق حسام الزناتي، الذي أعلن اعتذاره عن عدم الاستمرار في منصبه في الموسم الجديد، بعد انتقاله لتولي منصب المدير الرياضي لنادي الجونة.

وسيكون «مرزوق» المدير الجديد لمسابقة الدوري في نسختها القادمة رقم 62 حتى إشعار آخر، وتحديدًا حتى الانتهاء من تدشين رابطة الأندية المحترفة للقسم الأول خلال الفترة المقبلة، والتي سيكون في مقدمة مسئولياتها إدارة مسابقة الدوري الممتاز، وتوزيع الحقوق المالية وعوائد البث الفضائي الخاص بها على أندية المسابقة.

لائحة عقوبات

المدير الجديد لإدارة المسابقات باتحاد الكرة مازن مرزوق، شدد في مؤتمر صحفي عقده فور توليه منصبه، أنه صاغ لائحة عقوبات مشددة لمسابقة الدوري الممتاز في نسختها القادمة، الهدف منها إعادة الانضباط لملاعب كرة القدم المصرية، والحفاظ على استقرار مسابقة الدوري وانتظامها، والقضاء على كل مظاهر الفوضى التي شهدتها ملاعب الدوري المصري في الأعوام السابقة.

كما شدد «مرزوق» على أن لائحة العقوبات الجديدة تم عرضها واعتمادها في اجتماع خاص مع مسئولي أندية الدوري الممتاز الأيام الماضية، كما تم اعتمادها من اللجنة المؤقتة في اتحاد الكرة، وسيتم تطبيقها بمنتهى الحزم على أي عنصر من عناصر اللعبة يخرج عن النص خلال مباريات الدوري، كما أعلن عن الموعد المخطط لإنهاء الدوري وهو منتصف أغسطس المقبل.

الإجراءات الاحترازية

مدير المسابقات الجديد في اتحاد الكرة، شدد كذلك على عدم التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا في النسخة القادمة من مسابقة الدوري، وأن أي تهاون من جانب أي فريق في اتباعها سيواجه بعقوبات قاسية، قد تصل للإيقاف وخصم نقاط من الأندية المتهاونة.

كما حدد مدير المسابقات ضوابط انضمام اللاعبين الدوليين لصفوف المنتخبات الوطنية، وأكد على عدم تأجيل مباريات لأي فريق في الدوري بسبب تواجد لاعبيه في المنتخب الأولمبي، وأن مسابقة الدوري لن تتوقف أثناء مشاركة الأخير في أولمبياد طوكيو، ولن يسمح لأى منتخب وطني بإقامة أي معسكرات خارج الأجندة الدولية للفيفا للحفاظ على انتظام مسابقة الدوري وعدم الدخول في دوامة التأجيلات التي من شأنها أن تفسد المسابقة المحلية وتهدد بإلغائها.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية