«رُبع ساعة للسنجل».. «طلوع برج القاهرة» بشروط
في نهاية شهر نوفمبر الماضي، نشر أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشورًا طويلًا يسرد فيه تفاصيل موقف تعرض له إثر عقده العزم على الذهاب لأحد أهم المعالم السياحية في مربع القاهرة الكبرى المكتظ بمثل تلك المعالم المصرية الأكثر شهرةً وزخمًا ومحبةً لدى المصريين.. "برج القاهرة" الذي تحتضنه منطقة الجزيرة بالقرب من النادي الأهلي في محافظة الجيزة، ولكن كانت الصدمة أكبر من قدرته على الاستمتاع بمشاهدة هذا الصرح إيطالي التصميم عن قُرب، فقد باغته أحد أفراد الأمن المتواجدين أمام مدخل البرج الرئيسي بجملة: "التعليمات تمنعنا من السماح لأحد بالدخول إلى البرج وحده.. لابد من وجود مُرافق حتى ما فكر الشخص الزائر في الانتحار يجد من يمنعه".
لاحظ الزائر لافتة عند مدخل البرج تشير إلى أن نادي "وادي دجلة" أصبح هو المسئول الآن عن إدارة البرج، وبما أن هذا الزائر ضمن أعضاء النادي الدائمين قرر التواصل مع خدمة عملاء نادي وادي دجلة للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء منع "السناجل" من صعود البرج وحدهم، وكأن الأمر بات "وصاية" على حياة كل من يصعد إلى بانوراما البرج، ويقضي وقته في رحابها!، فلم تثمر المكالمة عن شيء لأن موظفة خدمة عملاء النادي أخبرت الزائر الذي مُنع من دخول البرج وحده أنه يتوجب عليه قطع تذكرة، ولا علم لها بأي شيء آخر!
حاولتُ بدوري أن أجري زيارة للبرج.. سرتُ من خلف سور النادي الأهلي حتى وصلت للبوابة الرئيسية للبرج، الحركة شبه هادئة والجميع يدخلون في أفواج وجماعات، عبرتُ البوابة الإلكترونية واطمأن قلب أفراد الأمن أن الحقيبة لم تحمل أي نوع من المواد التي قد تهدد أمن المكان!، سألوني هل أنا وحدي أم معي أحد، أخبرتهم أني وحدي وجئت لأصعد إلى البرج لمشاهدة القاهرة من أعلى، يقولون دائمًا إنها تبدو أجمل من أعلى، أخبرني بأنه لا يمكنني البقاء في البانوراما أكثر من ربع ساعة ما دمت وحدي، وإذا أصررت على البقاء بعد المدة المحددة سيتم إجباري على النزول كرهًا، وكأن اتخاذ قرار الانتحار يحتاج ربع ساعة لحسمه من عدمه أو ربما بعد مرور ربع ساعة سأعزف عن قرار الانتحار!، "يا فندم ممنوع تقعدي فوق لوحدك إلا ربع ساعة، لو معاكي حد تقعدي براحتك".
أحد الزائرين بعد أن عبر البوابة في طريقه لقطع التذكرة، استمع إلى حديثي المقتضب مع أحد أفراد الأمن وتعسفه ورفضه القاطع صعودي للبرج والبقاء مدة تزيد عن الربع ساعة المُحددة حتى لا أقدم على القفز من بانوراما البرج!، "يعني إيه حضرتك مسموح بربع ساعة.. طول عمري باجي وأقعد براحتي"، اعترض الزائر ملقيًا هذا السؤال على رجل الأمن ذاته، ليخبره الآخر قائلًا: "والله يا افندم دي تعليمات جاية لنا من الإدارة"، فلم يملك الزائر إلا أن امتثل للتعليمات ودلف البوابة متجهًا ناحية شباك التذاكر لقطع التذكرة والاستعداد لنزهة مع نفسه في الطابق الأخير للبرج مدتها ربع ساعة فقط!.
يعبر الجميع البوابة الإلكترونية اثنين فما أكثر.
يتراجع الزائر "السنجل" ثم يقرر أخيرا الصعود والاكتفاء بربع الساعة في البانوراما ثم الجلوس في كافيتيريا البرج.
كان لابد من الوقوف على الأسباب الحقيقية التي دفعت إدارة البرج لاتخاذ هذا القرار، وبالسؤال عن أحد أفراد طاقم الإدارة في النادي تم توجيهي لموظف خدمة العملاء، الجالس خلف الصندوق الزجاجي والقناع الطبي، وبسؤاله عن تخصيص ربع ساعة فقط بقاء في البانوراما لمن يصعد قمة البرج وحده، أكد أن هذا القرار يعود لأكثر من عام، وسببه زيادة حالات الانتحار من أعلى البرج: "لو حضرتك طالعة لوحدك تقدري تقعدي ربع ساعة فقط ثم تنتقلي للجلوس في الكافيه أو ما شابه، لكن للسنجل مسموح بربع ساعة فقط في البانوراما، ولو معك شخص أو أكثر يمكنك البقاء زي ما تحبي، ويمكن استخدام بقية برامج التنزه في البرج بكل حرية".
لاحظ الزائر لافتة عند مدخل البرج تشير إلى أن نادي "وادي دجلة" أصبح هو المسئول الآن عن إدارة البرج، وبما أن هذا الزائر ضمن أعضاء النادي الدائمين قرر التواصل مع خدمة عملاء نادي وادي دجلة للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء منع "السناجل" من صعود البرج وحدهم، وكأن الأمر بات "وصاية" على حياة كل من يصعد إلى بانوراما البرج، ويقضي وقته في رحابها!، فلم تثمر المكالمة عن شيء لأن موظفة خدمة عملاء النادي أخبرت الزائر الذي مُنع من دخول البرج وحده أنه يتوجب عليه قطع تذكرة، ولا علم لها بأي شيء آخر!
حاولتُ بدوري أن أجري زيارة للبرج.. سرتُ من خلف سور النادي الأهلي حتى وصلت للبوابة الرئيسية للبرج، الحركة شبه هادئة والجميع يدخلون في أفواج وجماعات، عبرتُ البوابة الإلكترونية واطمأن قلب أفراد الأمن أن الحقيبة لم تحمل أي نوع من المواد التي قد تهدد أمن المكان!، سألوني هل أنا وحدي أم معي أحد، أخبرتهم أني وحدي وجئت لأصعد إلى البرج لمشاهدة القاهرة من أعلى، يقولون دائمًا إنها تبدو أجمل من أعلى، أخبرني بأنه لا يمكنني البقاء في البانوراما أكثر من ربع ساعة ما دمت وحدي، وإذا أصررت على البقاء بعد المدة المحددة سيتم إجباري على النزول كرهًا، وكأن اتخاذ قرار الانتحار يحتاج ربع ساعة لحسمه من عدمه أو ربما بعد مرور ربع ساعة سأعزف عن قرار الانتحار!، "يا فندم ممنوع تقعدي فوق لوحدك إلا ربع ساعة، لو معاكي حد تقعدي براحتك".
أحد الزائرين بعد أن عبر البوابة في طريقه لقطع التذكرة، استمع إلى حديثي المقتضب مع أحد أفراد الأمن وتعسفه ورفضه القاطع صعودي للبرج والبقاء مدة تزيد عن الربع ساعة المُحددة حتى لا أقدم على القفز من بانوراما البرج!، "يعني إيه حضرتك مسموح بربع ساعة.. طول عمري باجي وأقعد براحتي"، اعترض الزائر ملقيًا هذا السؤال على رجل الأمن ذاته، ليخبره الآخر قائلًا: "والله يا افندم دي تعليمات جاية لنا من الإدارة"، فلم يملك الزائر إلا أن امتثل للتعليمات ودلف البوابة متجهًا ناحية شباك التذاكر لقطع التذكرة والاستعداد لنزهة مع نفسه في الطابق الأخير للبرج مدتها ربع ساعة فقط!.
يعبر الجميع البوابة الإلكترونية اثنين فما أكثر.
يتراجع الزائر "السنجل" ثم يقرر أخيرا الصعود والاكتفاء بربع الساعة في البانوراما ثم الجلوس في كافيتيريا البرج.
كان لابد من الوقوف على الأسباب الحقيقية التي دفعت إدارة البرج لاتخاذ هذا القرار، وبالسؤال عن أحد أفراد طاقم الإدارة في النادي تم توجيهي لموظف خدمة العملاء، الجالس خلف الصندوق الزجاجي والقناع الطبي، وبسؤاله عن تخصيص ربع ساعة فقط بقاء في البانوراما لمن يصعد قمة البرج وحده، أكد أن هذا القرار يعود لأكثر من عام، وسببه زيادة حالات الانتحار من أعلى البرج: "لو حضرتك طالعة لوحدك تقدري تقعدي ربع ساعة فقط ثم تنتقلي للجلوس في الكافيه أو ما شابه، لكن للسنجل مسموح بربع ساعة فقط في البانوراما، ولو معك شخص أو أكثر يمكنك البقاء زي ما تحبي، ويمكن استخدام بقية برامج التنزه في البرج بكل حرية".