رئيس التحرير
عصام كامل

بلطجة وأسلحة بيضاء في «مدارس الحكومة».. ولى أمر يعتدي على مدرس إعدادي بـ«كتر».. ومعلم يروى لحظات الفزع داخل مدرسة

أرشيفية
أرشيفية
«عملية جراحية لنقل عظام من الحوض وتركيب شرائح ومسامير».. المريض الذي خضع للإجراءات السابقة لم يتعرض إلى حادث، لكنه كان ضحية لاعتداء ولى أمر طالب في مدرسة سمنود الإعدادية بنين، بمحافظة الغربية، وذلك على خلفية استدعاء إدارة المدرسة له، بعدما تشاجر ابنه مع أحد زملائه واعتدائه عليه وعلى معلمة في المدرسة.


بلطجة

تم نقل المصاب للمستشفى وتمكنت إدارة المدرسة من احتجاز المتهم والاتصال بالشرطة، وتم القبض عليه ليتحرك وكيل وزارة التعليم بالغربية، ويشكل لجنة من الشئون القانونية لفتح تحقيق موسع في الواقعة واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لحفظ كرامة كافة المعلمين على مستوى المدارس بالإدارات التعليمية العشر، وسط مطالب المدرسين بوضع حل لمهزلة الاعتداء عليهم.

المدرس المعتدى عليه «عبد المنعم سعد» عليه بآلة حادة «كتر» من ولي الأمر، كشف تفاصيل الواقعة لـ«فيتو» قائلا: تم استدعاء ولي الأمر بعد أن تشاجر نجله مع أحد زملائه، واعتدى على زميله ومعلمته بالضرب، وتسبب في حالة من الهرج والمرج، وعند وصول الأب إلى المدرسة بعد استدعائه ثانى يوم الواقعة، كان في حالة هياج شديدة، وهدد بقتلي ووجه لى طعنات في البطن بآلة حادة، وأصبت بقطع في وتر أحد الأصابع في اليد اليسرى وتركيب شرائح ومسامير.

إجراءات قانونية

وأكد المدرس أنه اتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لإثبات حقه من تحرير محضر ضد ولي أمر الطالب تمهيدًا للتقاضي الرادع وذلك ليكون عبره لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أي معلم تحت أي ظرف، مشددًا على تمسكه بحقه وعدم التصالح مع المتهم والسير في شتى السبل القانونية التي تحمى كرامة المعلم.

واقعة «سمنود الإعدادية» لم تكن الوحيدة في نطاق محافظة الغربية التي شهدت واقعة اعتداء صارخة على مدرس داخل مدرسة جلال الدين الابتدائية بمدينة المحلة الكبرى، عندما اقتحم ولى أمر طالب وصديق له المدرسة، وأثارا حالة من الفزع والذعر بين الطلاب، وتطور الوضع إلى تشابك بالأيدى مع أحد المدرسين.

وانتهى الأمر بإصابة المدرس بإصابات بالغة في الوجه، عندما تدخل لحماية التلاميذ الصغار من ولى الأمر وصديقه.

مدرس يروي لحظات الفزع

كمال مصطفى الشناوي، مدرس الرياضيات، الذي تعرض لاعتداء من ولى أمر التلميذ وصديقه داخل المدرسة، روى تفاصيل الواقعة قائلا: «مدرسة جلال الدين الابتدائية، من أكبر المدارس الموجودة في المحلة الكبرى، ويدرس بها نحو 4 آلاف تلميذ يحضرون على فترتين.. يوم الحادث وأثناء خروج تلاميذ الفترة المسائية، اقتحم ولى أمر أحد التلاميذ يرافقه شخص آخر، المدرسة وتوجها إلى مكتب المدير، وهما في حالة هياج شديد.

وحطما أثاث المكتب، مما أثار الفزع والذعر في نفوس التلاميذ الصغار، ثم حاولا الاعتداء بالضرب على تلميذ انتقاما منه، لأنه ضرب نجله في اليوم السابق».

وأضاف المدرس أنه وبعض زملائه حاولوا التدخل وتهدئة ولى الأمر ومرافقه إلا أنهم فشلوا، وازداد إصرار المعتدين على ضرب الطفل الصغير، وأضاف: حاولت منع الرجلين من ضرب الطفل وتصديت للمعتدين، فما كان منهما إلا أن اعتديا عليه بالقول.

وقال ولى الأمر «أنا اضربه واضرب اللى يتشدد له»..ودارت بعض المشادات الكلامية بينى وبينه، وخلال هذه المشادات ألقى صديق ولى الأمر قطعة زجاج على وجهى وأصابتى بجرح قطعي.

وكشف مدرس الرياضيات أن مدير المدرسة احتجز ولى الأمر وصديقه داخل إحدى الغرف لمنعهم من الاستمرار في الاعتداء على وزملائى المدرسين، قبل أن يتطور الموقف، حينها فوجئنا باقتحام شخصين وبحوزتهم سنجة ومطواة المدرسة، وقاموا بتهديد وترويع جميع العاملين والمدرسين والتلاميذ وحطموا باب الغرفة، والأجهزة الأمنية تدخلت وسيطرت على الموقف، وتم ضبط المتهمين من قبل مباحث قسم ثالث المحلة، وتحررت ضدهم المحاضر اللازمة وشدد المدرس في نهاية كلامه على أنه لن يتنازل عن حقه القانوني.

الصعيد

ومن محافظة الدلتا إلى الصعيد، شهدت إحدى مدارس التعليم الفني الزراعي بمركز نجع حمادي،شمال محافظة قنا، واقعة اعتداء مشابهة للواقعتين السابقتين.

وبدأت الواقعة بعدما قام الطالب «م.ن» 17 عاما بالتدخين داخل الفصل الدراسي، وعند دخول مدرس الفصل «م.م» فوجئ بالطالب يشعل سيجارة في الفصل فطلب منه إطفاءها، لكنه وجد عدم قبول من الطالب، وفوجئ برد الفعل غير المتوقع منه حيث قام بضرب مدرسه، وهو ما كان يعتبر إهانة لهيئة التدريس بالكامل.

ولذا طلبت إدارة المدرسة قوات النجدة وحررت محضر وتم فصل الطالب 15 يوما. وفى هذا السياق قال مصدر في إدارة المدرسة، رفض ذكر اسمه: ما حدث يعتبر إهانة لجميع أعضاء هيئة التدريس، وعندما كنا نشاهد مسرحية مدرسة المشاغبين ونضحك عليها لم يخطر ببالنا أن يكون بيننا في يوم من الأيام طلاب بهذا الحال.

وللأسف أخلاقيات الطلاب اختلفت تماما، فنحن كنا نشاهد المدرس على بعد أمتار نجري احتراما وتبجيلا له أما اليوم فنجد للأسف طلابا يضربون الأساتذة وهذا نابع من سلوك الأهل الذين يقوم بعضهم بنفس السلوك.

من جانبه قال صابر محمود على، أحد أولياء الأمور بمركز نجع حمادي: الواقعة سقطت كالصاعقة علينا، وللأسف هنا في الصعيد تكون هناك تصرفات من بعض أولياء الأمور والطلاب ونقوم يإنهائها من خلال جلسات صلح، وهذا أري فيه أزمة كبيرة ويحتاج إلى وقفة تحرير محضر وعمل أزمة للطالب وولي الأمر يجعل الكثير بعد ذلك يفكر في ارتكاب مثل هذه الأفعال الحمقاء ويكون مهذبا لسلوك الطلاب.

وقال سليمان على، أحد أولياء الأمور: الطلاب للأسف بعضهم يدخن مع المعلمين وأمام أولياء الأمور خصوصا الأب الذي تخلى عن دوره في تأديب وتهذيب نجله، وهذا الأمر مرفوض تماما ولابد من وقفة من جانب الأسرة، وللأسف هناك بعض المدرسين يتشاركون مع الطلاب شرب السجائر، وهذا أمر مرفوض تماما ويكون سببا في رفع الحدود بينهم، وبالتالي يكون أمر الضرب مباحا كما شاهدنا في هذه الواقعة المؤسفة.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية