رئيس التحرير
عصام كامل

الفائز بجائزة أحمد فؤاد نجم: لا أعرف إلى أين سأذهب بمشروعي الإبداعي.. وربما أكتب رواية أو سيناريو العام المقبل (حوار)

الشاعر الشاب عمرو
الشاعر الشاب عمرو العزالي ( أرشيفية )

ما يحركني شغفي بالأفكار والأطروحات المختلفة وأذهب دائما إلى ما يشعرني بالسعادة والاستمتاع

ارتضينا العامية كأداة لتدوين الإبداع فلماذا لا تكون أداة لتدوين النقد المرتبط به


شعراء العامية الحاليين لديهم إمكانيات وأدوات تكنولوجية وآليات انتشار جديدة لم تكن موجودة عند سابقيهم

الشعر يضفى على روح التمرد بحيث لا أقبل بأي أفكار نقدية مستهلكة وأتصرف بروح الشاعر 


برغم صغر سنه إلا أنه يمتلك موهبة متفردة، حفر اسمه في عالم العامية المصرية بحروف ذهبية، تارة بدواوين شعرية وأخرى بدراسات نقدية، رصيده الإبداعي 7 أعمال، جنى خلالهم 5 جوائز.. 2020 كانت وش السعد عليه.. إنه الشاعر الشاب عمرو العزالي الفائز بجائزتي عبد الرحمن الأبنودى وأحمد فؤاد نجم – فرع الدراسات النقدية - الذى يكشف جانبًا من رحلته الإبداعية عبر هذا الحوار لـ "فيتو".

*حصدت جائزة أحمد فؤاد نجم مرتين الأولى عن ديوان "قصيدة النثر" 2018، والثانية عن كتاب " آليات الكتابة السينمائية في شعر العامية المصرية" 2020.. فما الفرق بين الفوز الأول والثانى؟

ليس هناك فرق بين طعم الفوز الأول والثانى، فقيمة الجوائز مهمة بالنسبة للمبدع سواء على المستوى المعنوى أو المادى، فهي تعطيه دفعة تحفيزية لاستكمال مشروعه الإبداعي سواء في الشعر أو الرواية أو شتى الفنون الإبداعية الأخرى، ولكن فوزى بجائزة نجم هذا العام في فرع الدراسات النقدية يمثل مكافأة بالنسبة لي على المجهود المبذول والرؤية المطروحة وأيضا الموهبة، لأن العمل النقدى يحتاج إلى جهد أكبر ومثابرة عن كتابة الدواوين الشعرية.

فالشعر أمتع وأسهل على مستوى الكتابة، لأنه حالة تتلبس الشاعر، ولكن النقد يحتاج إلى بحث أكثر وتدقيق وتنقيح للفكرة المطروحة والتي يتناولها الناقد، حيث استغرقت وقتا طويلا للوصول إلى المعلومات التي تتناسب وطبيعة الدراسة ويحتوى الكتاب على 110 مراجع بخلاف الدواوين التي قرأتها لأناقش آليات الكتابة السينمائية في شعر العامية المصرية من أول جيل في شعر العامية المصرية وحتى الجيل الحالي.

*شهد عام 2020 فوزك بجائزتين في فرع الدراسات النقدية الأولى عبد الرحمن الأبنودى والثانية أحمد فؤاد نجم.. فهل هذا يعنى أنك تغير جلدك من شاعر إلى ناقد أدبى أم ليس هناك تعارض؟

الحمد لله 2020 وش السعد على، والعمل النقدى لا يتعارض مع كوني شاعر عامية، وأظن أنني أكتب في النقد كشاعر بحيث دائما ما يشغلني البحث عن فكرة جديدة لم يتحدث عنها أحد من قبل، وتطرح رؤية جديدة تكون بشكل من الأشكال لها قيمة إبداعية وليست مجرد أداة نقد أكاديمى يستخدم فيها مناهج النقد المتفق عليها وفقط.

ففكرة الكتاب الحائز على جائزة أحمد فؤاد نجم " آليات الكتابة السينمائية في شعر العامية المصرية " تطرح لأول مرة ودراستى التي قدمتها وفزت بجائزة عبد الرحمن الأبنودى كان بها ملامح تطرح أيضا لأول مرة مثل آليات الكتابة السينمائية عند الأبنودى ، والإنسان والأرض والمرأة عنده، وأظن أن كل هذا لم يتم تناوله بشكل نقدى من قبل، فالشعر يضفى على روح التمرد بحيث لا أقبل بأي أفكار نقدية مستهلكة، وأتصرف بروح الشاعر في اختيار الموضوعات النقدية وليس في آليات التناول والتنفيذ.

*ولماذا اتجهت إلى العمل النقدى؟

ببساطة أنا شخص مخلص للملل جدا، فعندما أشعر بالملل من أي شيء أتركه وارحل، فربما العام المقبل قد أكتب رواية أو سيناريو، ولا أعرف إلى أين أذهب بمشروعي الإبداعي، ولكن ما يحركني شغفي بالأفكار والأطروحات المختلفة، وأذهب دائما إلى ما يشعرني بالسعادة والاستمتاع.

*بصفتك شاعرا.. لماذا يكون شعر العامية أقرب إلى قلوب الجمهور ؟

لسبب بسيط أن شعر العامية موجود على الأرض وسط الجمهور، فشعراء العامية في الوقت الحالى لديهم إمكانيات وأدوات تكنولوجية وآليات انتشار جديدة لم تكن موجودة عند آباء شعراء العامية، من وجود منظمين لحفلات الشعر يصاحبها فرق موسيقية في بعض الأحيان، والقرب هنا قرب تواجدى وليس نصا مكتوبا، فنص العامية الذي يكتب اليوم من الشعراء الناجحين هو قديم في آليات كتابته ، جديد في طريقة عرضه للجمهور والوصول إليه.

*أعلنت أنك كنت تنوي تدوين كتاب "آليات الكتابة السينمائية في شعر العامية المصرية " باللغة العامية ولكن تراجعت عن ذلك.. فما الأسباب ؟

ضاحكا قال : "عشان كنت جبان ".. فالكتاب دراسة نقدية، وشعرت بالخوف ألا يستسيغ الجمهور طريقة كتابته، ولكن راودتنى فكرة كتابه دراسة نقدية بلغة عامية حتى تكون سهلة على المتلقى، وذلك لسبب بسيط وهو بما أننا ارتضينا العامية كأداة لتدوين الإبداع فلماذا لا تكون أداة لتدوين النقد المرتبط به.

*وهل من الممكن أن نرى دراسة نقدية باللغة العامية لـ عمرو العزالي.. قريبا ؟

إن شاء الله، سأحاول تنفيذها وأحقق رهانى على قوة اللغة العامية في الجزء الثانى من الكتاب والذي سيأتى بعنوان " ع عامية " ويتناول الفن التشكيلي والمسرح والصور الفوتوغرافية ومواقع التواصل الاجتماعي وآثارها في قصيدة العامية المصرية، بحيث يعمل على التجليات البصرية الأخرى غير السينمائية في شعر العامية ويقدم رؤية مختلفة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"
الجريدة الرسمية