رئيس التحرير
عصام كامل

«المناورات المشتركة».. رسائل ردع الأعداء وطمأنة الأصدقاء.. من «جسر الصداقة» في البحر الأسود إلى «سيف العرب» على أرض «محمد نجيب»

مناورات جسر الصداقة
مناورات جسر الصداقة
«رسائل ردع للأعداء وطمأنة للأصدقاء».. عنوان رئيسي يمكن استخدامه عند الحديث عن المناورات والتدريبات العسكرية التي تشارك فيها القوات المسلحة المصرية، سواء تلك التي تجرى داخل الحدود أو مع الدول الشقيقة والصديقة، وكان أهمها مناورات «جسر الصداقة» عندما خرجت قطع من القوات البحرية إلى مكان التدريبات في البحر الأسود، وتأكيدات الخبراء السياسيين والعسكريين بأن القوات المصرية أضاءت البحر الأسود بشعاع حضارتها الضارب في التاريخ على مدار 7000 عام.


جسر الصداقة

والبعض الآخر وصف هذه الخطوة بأن مصر استردت عافيتها وقوتها العسكرية التاريخية، وأصبحت تستطيع الوصول للصديق قبل العدو في أقاصي الأرض.

سيف العرب

وإلى جانب «جسر الصداقة» كان هناك تدريب «سيف العرب» الذي ضم دول الاعتدال العربي، وشكل نواة لقوة عربية مشتركة تستطيع تحقيق حلم الخليج العربي في ردع أي تهديد يقترب من أي دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط، هذا فضلا عن التدريب الجوي الذي أبهر العالم وشهد عودة التعاون (المصري - السوداني) المشترك «نسور النيل» الذي استخدمت فيه الطائرات المصرية الحديثة لحماية المصالح المشتركة بمصر والسودان في القارة الأفريقية.

وفي هذا السياق قال اللواء دكتور محمد الغباري، الخبير الإستراتيجي والعسكري، مدير كلية الدفاع الوطني سابقًا: ما يحدث على أرض الواقع شيء عظيم كنا نحلم به كعسكريين سافرنا للدراسة في دول كبيرة ومتقدمة، وكنا لا نستطيع امتلاك سلاح هجومي أو دفاعي متطور بسبب الضغط من الدول الكبرى التي لديها مصالح مع أطراف في دائرة الصراع المشترك.

لهذا يمكن القول إن ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الملف معجزة بكل المقاييس، سواء من حيث تنويع مصادر السلاح وشراء الأسلحة التي تناسب طبيعة العمليات الحربية التي نقوم بها، إضافة إلى أسلحة ردع لطبيعة التهديدات التي تواجهنا في المستقبل.

وأضاف «الغباري»: الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما تقلد منصب رئيس الجمهورية قالها صراحة بأن كل علاقات مصر الخارجية ستبني على مبدأ المصلحة إما المصلحة المشتركة أو المصلحة التبادلية، ومثال ذلك صفقة طائرات الـ«رافال» مع شركة داسو الفرنسية، والتي كانت تعتبر رقم 2 في العالم في فترة السبعينيات والثمانينيات في صناعة السلاح، ثم تراجعت إلى المركز 12 عالميًا.

ولأن مصر دولة محورية في العالم كله فبمجرد الإعلان عن صفقة الـ«رافال» بادرت العديد من الدول لشراء الطائرات مثل الهند والإمارات وقطر، رغم أن هذه الدول حصلت على الطائرات ثم وضعتها في المخازن لعدم درايتها بتشغيلها أو استعمالها في تهديد حقيقي، وهذه العقود كافية لتشغيل مصانع شركة داسو الفرنسية لسنوات وعودة تصنيفها في الأرقام المتقدمة للشركات المصنعة للسلاح وكل هذا بفضل وتخطيط الرئيس السيسي ومستشاريه.

حفظ استقرار البلاد

وأوضح «الغباري» أن «المناورات والتدريبات العسكرية التي أجرتها مصر في الأيام القليلة الماضية كانت بمثابة الخوض في حروب حقيقية لحماية أمن واستقرار البلد داخليا وخارجيا، وذلك لأن الحرب نوعان حرب فعلية بقوات بين جوانب الصراع فيها خسائر فادحة ماديا ومعنويا وقد تؤدي إلى مكسب وخسارة طرف مثلما حدث في حرب 56 و67 ونصر أكتوبر المجيد.

وهذا النوع يعرفه الكل العسكريون والمدنيون، أما الحرب الثانية فهى حرب (الردع) بالتهديد وهو ما حدث في الثلاث مناورات والتدريبات التي تمت خلال الأسبوع الماضي، وهي استخدام القوة كلها واستعراضها لردع أي تهديد لمصالحنا داخليا وخارجيا، ويعكس مدى جاهزية القوات المسلحة المصرية للتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة لإدارة أي صراع مسلح، ومثال على ذلك المناورات التي أجرتها مصر مع اليونان في المياه الاقتصادية المشتركة، لأننا بيننا وبين دولة اليونان الصديقة أهداف مشتركة في المياه الاقتصادية بالبحر المتوسط، تتمثل في حماية الاكتشافات البترولية وترسيم الحدود الشمالية في المياه المشتركة وردع التحرش التركي في هذه المنطقة.

تطور كبير

من جانبه قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: المناورات العسكرية والتدريبات التي أجرتها مصر وشاركت فيها خلال الأيام القليلة الماضية تعكس مدى التطور الذي وصلت له مصر خلال الـ 6 أعوام الماضية، ومدى إصرار القيادة السياسية على إمتلاك أحدث الأسلحة والذخيرة لمجابهة التهديدات المحتملة.

وكانت نظرة الرئيس عبد الفتاح السيسي امتلاك سلاح ردع يفوق كل الأسلحة التي تمتلكها الدول التي تناصبنا العداء أهم من التنمية بدون سلاح يحمينا، كما أن التدريبات المشتركة تعكس حجم وضخامة مصر في محيطها الإقليمي والعالمي.

بدوره أكد العميد حاتم صابر، خبير الإرهاب الدولي أن «الحرب النفسية تعتبر من أخطر الحروب على المستوى الإستراتيجي والشعبي، وهذا ما تقدمه المناورات والتدريبات العسكرية وخصوصا سيف العرب لدول الاعتدال العربي التي أجريت على ثالث قاعدة في العالم من حيث المساحة وأماكن التدريب وتنوع الأسلحة المشاركة، وهي قاعدة محمد نجيب البحرية بالتعاون مع الدول العربية الشقيقة لتكون رسالة ردع لإيران التي تستعرض قوتها والتحرش ببعض الدول العربية الشقيقة في منطقة الخليج العربي.

والرئيس عبد الفتاح السيسي وعد الأشقاء منذ 5 أعوام بأن مصر لن تسمح بأى عدو يقترب من أشقائنا في منطقة الخليج وقال وقتها:(مسافة السكة) فكيف تتحقق هذه المعادلة إلا من خلال الاشتراك في تدريبات بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة في أرض مشابهة لمسرح العمليات المنتظر، وهذه التدريبات حققت الهدف منها بالتعاون المشترك والشراكة الحقيقية مع الخبرات المصرية في إدارة الصراع المسلح، بالإضافة إلى إرسال رسالة ردع لأي دولة بمجابهتها بقوات عربية مشتركة لديها الإمكانيات التكنولوجية والمادية لإدارة أي صراع وكسبه بسهولة».

نقلًَا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية