رئيس التحرير
عصام كامل

"المواطن الغلبان" يلجأ إلى تحليل نفسيته.. "فرويز" شخصية "صامدة".. يلعب دور المشاهد وبداخله صدمة نفسية.. يسيطر عليه الخوف.. مشهد الطوابير "يفرحه" ويبحث عنه لتعوده عليه

 الدكتور جمال فرويز
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي

"المواطن المصري" أصبح لغزا يحير الجميع، كيف استطاع أن يصمد في وجه الظلم سنوات طوال، واليوم أضحت أيام حياته متشابهة تحاصره الأزمات من كل اتجاه، يتحمل طوابير البنزين والغاز والخبز وضياع الأمن والأمان ومشاهد الدم المتكررة.


يضع الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي له رؤية نفسية تحليلية تعمق فيها إلى داخل المواطن المصري البسيط، قائلا: "إن المواطن المصري البسيط شخصيته في علم النفس تقع تحت إطار الشخصية "الازدواجية" وهي الشخصية التي تتسم بتلذذ تعذيب الذات أي أنها باتت تتلذذ بكل ما يعذبها من حولها وإذا غاب عنها ما "يعكنن" عليها شعرت بأن هناك شيئا ينقصها".

موضحا أن المواطن المصري أصبح تنتابه حالة من الفرح عندما يشاهد الطوابير والأزمات المتتالية بل وبات يبحث عنها في بعض الأحيان، مما يجعله يتلذذ بالأزمات لأن هناك أكثر من 25 % من الشعب يعاني هذه الحالة.

وأضاف "فرويز" أن هذا المواطن يلعب الآن دور المشاهد فهو يراقب من بعيد، لسيطرة حالة عليه من فقدان القدرة على اتخاذ القرار، فهو الآن يقع تحت طائلة الأزمات التي تحاصره عندما ينظر هناك يجد أنه لا مياه وهناك لا كهرباء ولا غاز ولا بنزين فعجز عن التفكير.

وكشف "فرويز" أن المواطن البسيط سيطرت عليه حالة من التردد جعلته ينظر إلى الأحداث بحيرة فهل سيعارض للنظام أم سيتضامن معه هل يذهب للمشاركة في 30 يونيو أم يتقاعس عن المشاركة فيها فهو الآن يترقب المشهد السياسي بحالة من الحيرة.

وأكد "فرويز" أن المواطن يعاني الآن صدمة نفسية شديدة تولد بداخله حالة من الانهيار الذي ينقسم إلى شقين أحدهما داخلي والآخر خارجي، الانهيار الداخلي ينتج منه أمراض عضوية كالضغط أو السكر أو الصداع أو القلب أو الالآم الرقبة والظهر، اما الانهيار الخارجي يتمثل في حالات العنف إما اللفظي عن طريق بعض الألفاظ السيئة أو الحركي عن طريق تكسير بعض الأشياء أو تفجيرها.

وأشار "فرويز" إلى أن المواطن ينتابه الآن شعور من الخوف تترواح نسبته من شخص لآخر، والخوف يسيطر على الجميع بنسبة 100 % لكن تتفاوت بدرجات مختلفة، وأرجح "فرويز" أسباب خوف المواطن إلى الخوف على مصر أو الخوف على أبنائها أو على "لقمة عيشه" أو على حياته.
الجريدة الرسمية