رئيس التحرير
عصام كامل

سر زيارة طلاب وخريجى الأزهر قبر الفنانة "شادية".. الفنانة الراحلة قدمت مساعدات للطلاب المغتربين .. وأوصت بالاستمرار بعد وفاتها

الفنانة الراحلة شادية
الفنانة الراحلة شادية
رغم مرور ثلاث سنوات بالتمام والكمال على رحيلها، وابتعادها عن الوسط الفنى منذ ثمانينيات القرن الماضى، إلا أن الفنانة الكبيرة شادية "1931-2017" لا تزال حاضرة بقوة في أذهان الكثيرين بأعمالها الفنية المختلفة التي لا تخلو من خفة ظل وبهجة ومرح، وأغانيها التي تتنوع بين الرومانسى والدينى والوطنى.


غير أن هناك وجهًا آخر للفنانة الراحلة يكاد يكون مجهولًا لمحبيها ومن لا يزالون يحتفلون بذكراها حتى اليوم، ربما لأنها كانت تصر على أن يبقى مجهولًا؛ تقربًا لله، وتجنبًا للرياء.

مساعدة الطلاب

حرصت "شادية" قبل وفاتها بسنوات طويلة على تقديم يد العون والمساعدة والدعم لفئة كبيرة من طلاب الأزهر، من الفقراء والمعدمين، ولا سيما الوافدين والمغتربين، حيث كانت تنيب عنها من يقدم لهم المساعدات الشهرية السخية بانتظام ودون انقطاع، منذ أن تطأ أقدامهم أرض المحروسة وحتى ينجزوا مهمتهم التي حضروا من أجلها، ودون أن تظهر في الصورة من قريب أو بعيد.

وشاع بين طلاب الأزهر الشريف أن كل من تتقطع به السبل يسعى إلى التواصل مع مندوب "الحاجة شادية"، كما كانوا يسمونها، بغرض الحصول على مساعدة شهرية منتظمة تساعده على الوفاء باحتياجاته ومصاريف دراسته. ولم تكن هذه المساعدات محدودة أو تشمل عددًا قليلًا من الطلاب، بل كانت لا تصد أحدًا، رغم اعتزالها الفن مبكرًا.

وعندما كان أحدهم بعد التخرج أو تحسن أحواله رد جزء من "هذا الدين"، كان المندوب يبلغه بأن "الحاجة شادية" تنصحه بتوجيه هذا المال، إذا كان فائضًا عن حاجته، إلى آخرين يبدءون رحلتهم التعليمية في الأزهر ويحتاجون من يدعمهم ماليًا.

تواصل مستمر

اللافت أنه بعد رحيلها عن الحياة قبل 3 سنوات، اكتملت في الثامن والعشرين من الشهر الماضى، إلا أن مندوب الفنانة الكبيرة لا يزال على تواصل مع هؤلاء الطلاب وغيرهم؛ لمنحهم المساعدات دون نقصان أو تأخير، كما أوصت بذلك قبل وفاتها، وهو ما يفسر تردد عدد من طلاب الأزهر، خاصة الأفارقة والآسيويين، على زيارة قبرها، سواء في ذكراها، أو فترات متقطعة، لقراءة الفاتحة على روحها؛ ترحمًا وعرفانًا وامتنانًا.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية