رئيس التحرير
عصام كامل

خالد سالم يكتب: الندرة والوفرة.. وراء اختفاء وعودة التليفزيون

خالد سالم
خالد سالم
الألماس والأحجار الكريمة والذهب والمعادن المشعة والبترول والغاز.. ندرتها والطلب المستمر والمُلح عليها هو سبب ارتفاع أثمانها وقوتها في الأسواق العالمية.


كان للتليفزيون لوقت قريب وحتى ظهور الوسائط المتعددة على تطبيقات الهاتف المحمول، مكانة وقدرة على السيطرة والهيمنة على العقول والقلوب، وله عظيم الأثر على المشاهد، وتعلقه وارتباطه بالشاشة الصغيرة، حيث كانت تجتمع الأسرة أمامه من المساء إلى السهرة، في حالة من الشغف والانبهار بالبيوت والمقاهي.. ويأتي كبطل للمناقشات في اليوم التالي بين الناس فيما ناقشه برنامج كذا وأحداث مسلسل كذا وفيلم السهرة بالأمس وخطاب سياسي مهم، وحتى الإعلانات كان لها عظيم الأثر على الأطفال.

 ومع ظهور الأعمال التليفزيونية على شاشات الهواتف المحمولة فقد التلفزيون ما له من هيبة وسيطرة، وكان له شريك بنسبة أكبر بكثير في المشاهدة والتأثير والمكسب والحرية وكذلك الإباحية ومشاركة أذرع في محاولة إعادة تشكيل الوجدان العام استباحت عقول وقلوب الشباب، وأظهرت موجات من التمثيل والغناء والبحث عن المال والشهرة، وأصبح الترند هو ملاذ الهواة والنجوم معًا، وضاعت ثوابت ومفاهيم حميدة يتمسك بها المجتمع، ولكن أجدها لا تنتصر أمام أعمال جيدة وطنية، مثل: فيلم الممر ومسلسل الاختيار، ولا أمام النقل الحي للأحداث السياسية الفنية والاجتماعية التي يغطيها التليفزيون المصري وتتلقفها منه باقي القنوات الفضائية.

ومن ثَمَّ أتمنى أن يتم دعم التليفزيون المصري ماديا ومعنويا لأنه هو قاطرة الإعلام الوطني المتزن الواعي بقضايا وطنه وأمته.
الجريدة الرسمية