رئيس التحرير
عصام كامل

والدة ضحية الطعن بطوخ ترثي ابنها: "علي وعمر وعثمان اتغدر بيهم.. وانت مع النبيين والشهداء"

ضياء ضحية قرية السيفا
ضياء ضحية قرية السيفا
رثت والدة الطبيب ضياء سلامة ضحية حادث الطعن بقرية السيفا بطوخ بمحافظة القليوبية على يد مريض نفسي، بكلمات مؤثرة بعد مقتله في الحادث.

وقالت في مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "يا ابني أنا استودعتك الله، يا ابني الإمام علي غدروا به وسيدنا عمر مات شهيدا، وسيدنا عثمان مات شهيدا، يا ابني أنت مع النبيين والصديقين والشهداء".

 
وتابعت: "يا رب أنت اديتني هدية وأنا برد لك الهدية وأنا صابرة، يا ابني أنت كان روحك فيا وأنا كان روحي فيك، يا ولدي ربي وقلبي راضيين عليك ليوم الدين، يارب أنت اديتني هدية وانا قبلتها وبردها لك وعارفة إنك هتقبلها".

كانت النيابة العامة بطوخ بإشراف المستشار علي حسن، المحامي العام لنيابات شمال بنها أمرت بحبس أحمد جمال "24 سنة" المتهم بطعن 6 أشخاص في الشارع في قرية السيفا مركز طوخ مما أسفر عن مصرع طالب طب وموظف بالمعاش وإصابة 4 آخرين، 4 أيام على ذمة التحقيقات وتحريز "سكينتين" اللتين كانتا في حوزته وإرسالهما للمعمل الجنائي واستعجال تقرير الطب الشرعي حول تشريح جثتي ضحيتي الحادث والاستعلام عن حالة المصابين لسؤالهم.

وشكك الأهالي وشهود العيان وأسر الضحايا في أن المتهم مريض نفسي، بينما دفعت أجهزة الأمن بقوة أمنية لملاحظة حالة القرية خوفا من أي مشكلات أو تصادم بين أسر الضحايا وأسرة المتهم.

وطالب الأهالي بالقصاص العادل من المتهم ونشروا على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجا بعنوان "أحمد جمال عاقل مش مجنون" مؤكدين أنه كان يقصد قتل طالب الطب ضياء وظل يطارده مسافة طويلة حتى أجهز عليه بعدة طعنات في كافة أنحاء الجسم بينما أصاب كل من حاول منعه. 

وقال الأهالي إن المتهم طبيعي ولكنه كان صديقا للمجني عليه وأنهم فوجئوا به يطارده بـ"سكينتين" وبعد ذلك أجهز عليه وعلى كل من تدخل وأولهم الضحية الثانية محمد عبد العليم بركات.
 
وشيع المئات من أهالي القرية فجر أمس ضحيتا الحادث وهما الطبيب ضياء سلامة والموظف محمد عبد العليم إلى مثواهما الأخير بعد الدفن بمقابر القرية وسط انهيار ودموع الأهالي وسط حالة من الحزن والبكاء الشديد بين الأهالي داعين الله لهما بالرحمة والمغفرة.

فيما روج أهالي القرية عبر صفحات التواصل الاجتماعي آخر منشور للضحية الطبيب ضياء دون فيه "سأقبل يا خالقي من جديد". 

وكشفت التحريات والتحقيقات أن المتهم لم يخرج من منزله منذ نحو عامين وكان لا يخرج إلا نادرًا، لكنه دائمًا يقف على سطح منزله وأشارت التحريات إلى أن القاتل خريج كلية علوم وأدى فترة الخدمة العسكرية التي انتهت قريبا وأجمع المقربون من المجني عليه أنهم لم يروا منه أي شيء من قبل لكنه دائمًا لا يتحدث مع أحد وأن والده يعمل بإحدى الدول العربية وأن والدته هي التي ترعاه وتتولى شئونه.

كشفت التحقيقات أن المتهم في منتصف العقد الثالث من العمر يعاني مرضا نفسيا وسبق حجزه داخل مستشفى للأمراض النفسية، ولم يسبق اتهامه في أي قضايا، أو تحررت ضده محاضر بالاعتداء من قبل.

وأشارت التحقيقات إلى أنه تخرج في الكلية والتحق بالعمل في عدة أماكن لكنه لم يستمر بسبب مرضه النفسي.

واستمعت النيابة إلى أقوال أسرة المتهم، الذين أكدوا أن نجلهم كان يجلس في منزله ويتحدث مع نفسه بكلام غير مفهوم، وقبل الجريمة بدقائق دخل إلى المطبخ، واستولى على سكين خلسة، وأخفاها في ملابسه، ثم خرج بها إلى الشارع، قبل أن يسمعوا صوت استغاثات الأهالي "الحقوا ابنكم بيقتل الناس في الشارع".

وأشاروا إلى أنهم أسرعوا إلى مكان الحادث وشاهدوا بركة دماء و6 من الأهالي مطعونين وأمعائهم ظاهرة موضحين أن ابنهم أصيب بحالة نفسية منذ فترة وأنهم حاولوا علاجه لكن دون جدوى.

وقررت النيابة العامة التصريح بدفن الجثتين، لبيان سبب الوفاة، كما أمرت بالاستعلام عن المصابين الأربعة وإمكانية الاستماع إلى روايتهم من عدمه واستمعت إلى أقوال شهود العيان وجار الاستماع إلى أقوال المتهم، وسيتم عرضه على الطب الشرعي للتأكد من تعاطيه مواد مخدرة من عدمه.

الجريدة الرسمية