رئيس التحرير
عصام كامل

أصغر محترف في لعبة العصا بقنا: والدي أول من أصابني.. وقتيل التحطيب ملوش دية | فيديو وصور

تحطيب
تحطيب
"عند الغروب يخرج العديد من الرجال مرتدين الجلباب الصعيدي واضعين الشال والعمامة على الرأس، بيدهم الشوم والعصا، ينادي الشباب يلا يا مينا يلا محمود، اطلع يا صابر أنت وبطرس، كله على الساحة يا شباب نبدأ السهرايه".



علي ضفاف النيل بإحدى قرى مركز نقادة جنوب محافظة قنا، يفترش الصغار والكبار، وبأيديهم العصا لتعلن ببدء مبارزة الأقوياء على أنغام الربابة والعود وموسيقى "ذئاب الجبل".

ونظرا لشهرة هذه اللعبة ويطلق عليها "التحطيب" التقت "فيتو" أصغر محترف بفرق الثقافة، اللاعب سيد حلمي صادق الشهير بــ "سيد بنزر" صاحب الـــ"35 " عاما.



وراثة

"ورثناها أبا عن جد".. بتلك الكلمات تحدث سيد بنزر، لــ "فيتو" ليكشف لنا تمسك أهل الصعيد بتلك الساحرة المجنونة التي تظل المعشوقة الأولى لأهالي الصعيد في مختلف الألعاب، قائلا: "نحن توارثنا تلك اللعبة كابر عن كابر من أجل الدفاع عن النفس ،وهي مرغوبة منذ القدم".

وأشار  إلى أن اللعبة لها مدارس مختلفة، وكل واحدة منهم لها شكل وطبيعة مختلفة عن الأخرى.



الوالد المعلم

وعن أول مرة يحمل فيها العصا للمبارزة قال: "كانت بعد مشاهدة مبارزة بين والدي وعمي، ومنذ تلك اللحظة طلبت من والدي تعلمها حتى وصلت فيها إلى مرحلة الاحتراف".

وتابع: "تعلم اللعبة كان حلم بالنسبة لي، وكنت دائم التدريب من خلال حضور كافة الفاعليات في مختلف قرى ومراكز المحافظة والمحافظات المجاورة أيضا".

واستكمل "بنزر": "دخلت عدة مهرجانات وحصلت على عدة جوائز لاحترافي اللعبة".



أصعب موقف

وعن أصعب ما واجه أثناء المبارزة قال "بنزر": "كنت أنازل مع والدي وفوجئت به يخلع ظافر أحد أصابع يدي، ومرة أخرى أصبت بضربة على رأسي واخدت 5 غرز وكان الغرض من هذا هو أن يقسي قلبي وأن يكون لديه خبرة في فنون اللعبة".


انواع العصا

وعن العصا التي تناسب لعبة "التحطيب" أضاف: "العصا تكون 9 قبضات لحماية للاعب من الخصم الذي أمامه حيث يكون بها فتحة السدة والخزنة، فعندما يبدأ الخصم في مسك الخزنة تستطيع أن تعرف أن الخصم الذي أمامك هو غادر فعندما يفتح سد فهو لاعب فقط".

وأشار إلى أن اللاعب الغادر يتضح منذ مسك العصا والنزول إلى ساحة المبارزة وخاصة عندما يوجد مشكلات سابقة، مردفا: "عند رؤية مسكة العصا وعدم فتح السدة بين قبضات العصا فهذا يكون مقصده الغدر والضرب بقوة وهذا يحدث كثيرا خاصة عندما يكون اللاعبين بينهم خصومة مثلا".

واستطرد "بنزر": "عند الإشارة بثاني صوابع اليد تعلم أن اللاعب الذي أمامك لاعب فرايحي وهو ما يشير إلى عدم وجود نية الغدر، أما إذا أشار بعلامة النصر فهذا دليل على الإخوة والمحبة" .



ملوش دية

وعن مصير من يقتل في المبارزة قال: "عند سقوط أحد الخصوم في المبارزة لا يكون لهم دية أو تار خاصة أن هذا يسمى لعب ولا يسدد ثأره إلا من خلال اللعب أيضا لكن لا يكون ثأر بين عائلتي المبارزين".

وأشار "بنزر" إلى أن هناك لعبا على الحصان ومن يسدد له ضربة بالزانة على الرأس وسقط ينتهي أمره، ومن يسعى إلى الحصول على ثأر يكون من خلال اللعب بنفس الطريقة ولكن دون نية ليكون هذا الأمر خصومة ثأرية بين العائلتين والتسديد عن طريق استخدام السلاح الناري.


أمنية

وعن أمنيته لهذه اللعبة قال: "أتمنى أن أصبح لاعب عصا محترف وألف كل دول العالم ليعرف الجميع تراث تلك اللعبة".






الجريدة الرسمية