رئيس التحرير
عصام كامل

في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.. أطفال موهوبون تحدوا العجز.. "عبد الله" كفيف حفظ القرآن في 100 يوم.. "محمد" أعمى وأصم يحصد بطولات سباحة

فيتو

صدق إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، عندما قال: "إذا أخذ الله منك ما لم تتوقع ضياعه فسوف يعطيك مالم تتوقع أن تملكه".

يرى الكثيرون أن أصحاب الهمم والإعاقة هم أشخاص مقيدون، مختلفون عن العالم لأنهم محرومون من نعم كثيرة، ولكن بالنظر للواقع نجد أطفالًا من ذوي الاحتياجات الخاصة استطاعوا إبهار العالم بقدرتهم الخارقة، بتحقيق ما لا يستطيع الكبار الأصحاء تحقيقه.


وبالتزامن مع اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة والذي يصادف 3 ديسمبر من كل عام، ترصد «فيتو» مواهب لأطفال تحدوا العجز وحققوا أحلامهم.

كفيف بدون أنف
«محمد».. طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، ولد في محافظة الدقهلية، دون فتحة للأنف ولا يرى بعينه، وقال عنه الأطباء: «إن حالته نادرة، والأولى من نوعها في مصر، والسابعة على مستوى العالم».

حاولت أسرته بكل جهدها أن يعيش ابنها حياة طبيعية بالرغم من ظروفه غير الطبيعية، خاصة أن «أكبر تحدٍ يواجهها هو ضعف المناعة لدى الطفل، خاصة أن التنفس والكلام من فتحة الفم فقط، كما أنها تتابعه خلال نومه بشكل مستمر، حتى لا يغلق فمه بشكل لا إرادي، ما يجعله يتوقف عن التنفس».

ولكن ما أخذ الله شيئا إلا ليعطي الأفضل منه، يتمتع الطفل محمد بعقلية مميزة مكنته من حفظ آيات من القرآن الكريم خلال هذه السن الصغيرة، كما استطاع تحقيق حلمه وهو أن يصبح موديلا، ويقوم بعرض ملابس الأطفال.

قالت سلوى السعدني، والدة الطفل محمد خلال مداخلة هاتفية ببرنامج " 8 الصبح" المذاع على قناة دى إم سي، تقديم الإعلامية داليا أشرف، إنها لم تتوقع أن يصبح ابنها موديلا، ويحقق حلمه، لأنه يعانى من بعض المشكلات، وأشارت إلى أنها تتمنى أن يصبح من المشاهير، وأن يستمر فى مشواره.

عبد الله عمار
عبد الله عمار السيد محمد، طفل لم يتعد عمره 14 سنة، ولد في محافظة الشرقية، استطاع رغم حرمانه من نعمة النظر، أن يكون مثالا للإعجاب والفخر وسط الشيوخ والعلماء، حيث استطاع عبد الله الطفل المعجزة حفظ القرآن الكريم كاملا بقراءاته العشر من طريق الشاطبية والدرة المضية والطيبة للإمام ابن الجزري فى 3 أشهر ونصف أى ما يقرب من 100 يوم، وكان عمره وقت حفظ القرآن 8 سنوات، وترجم سورًا كثيرة من القرآن الكريم باللغة الإنجليزية والفرنسية.

شارك في عدد كبير من المسابقات العالمية والمحلية، وحصل على المركز الأول فيها، منها مسابقة تحدي القراء العرب، وتم ترشيحه للسفر إلى دبي، وحصل على المركز الأول في مسابقة شيخ الأزهر سنة 2016، وتحدي القراء العرب على مستوى الجمهورية، وحصل على المركز الأول في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم عام 2018 ، وعندما أشار بعض شيوخ المسابقة علي وزير الأوقاف" محمد مختار جمعة" بوجود طفل موهوب حافظ للقرأن الكريم، ويترجمه باللغتين الإنجليزية والفرنسية، طلب الوزير لقاءه، الذي استغرق ساعتين بمكتبه، واختبره بنفسه ثم انبهر به، وبعد حصوله على المركز الأول في المسابقة العالمية للقرأن الكريم، وأطلق عليه «المعجزة»، وأثنى عليه إمام الحرم المكي وأعجب به.

محمد حسن
الطفل "محمد محمد حسن" لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، استطاع أن يحصل على المركز الأول في بطولتين في السباحة، وحصد الكثير من الميداليات ذهبية، كما حصل في نفس الفئة البطل «عدي وائل» على ميدالية ذهبية و2 فضية.

بدأت حياة محمد في محافظة الإسماعيلية، عندما أكمل عامه الثاني واكتشفت الأسرة أنه لا يسمع نهائيا، فلجأت لتركيب سماعات له لكن دون جدوى، وفقد حاسة السمع والكلام نهائيا بالإضافة لحاسة البصر حتى أصبح «كفيفا وأصم وأبكم»، تعاملت معه الأسرة عن طريق اللمس، وأكد الكثير من أطباء التخاطب أن حالة محمد نادرة ولن يستطيع أحد التعامل معها سواء في مصر أو خارجها، ونصح الأطباء بعرضه على أخصائى تنمية مهارات حتى يكتشف مواهبه، وبالفعل كان محمد ماهرا في تركيب البازل وعمل أشكال مختلفة من الخرز، واستمر معه الإخصائي عدة سنوات.

وحين وصل محمد إلى عمر 5 سنوات، زرعت الأسرة له قوقعة لكن لم تأت بنتيجة أيضا، وفي يوم ما ذهب محمد وتوءمه وشقيقته إلى نادي 6 أكتوبر لممارسة رياضة السباحة، وكان معهما أخصائى تنمية المهارات، فاقترح على مدرب السباحة في النادي تدريب محمد مع الأطفال ذوى الإعاقة الذين يمارسون السباحة، وبالفعل قبل الكابتن طه خضر مدرب السباحة في النادي تدريب محمد.

واهتم به المدرب لمدة عام كامل، واشترك في بطولتين وكان الوحيد من بين أقرانه المتعدد الإعاقة، حصل خلالهما "محمد" على المركز الأول في البطولتين، وهما بطولة الجمهورية الأولى التي أقيمت في 25 أغسطس 2014 (50 متر حرة)، والثانية بطولة الجمهورية التي أقيمت في 11 نوفمبر 2014 (25 مترا)، وحصل على ميداليتين ذهبيتين، كما حصل على بطولة مهرجان مديرية الشباب والرياضة التي أقيمت في 22 سبتمبر 2014، ومازال رصيد بطولاته في تزايد مستمر.

رحمة البدراوي
رحمة البدراوي ابنة محافظة دمياط، أصيبت بمرض شلل الأطفال؛ ما أثر على ذراعيها، لم يتجاوز عمرها الـ6 سنوات، وأتقنت فن الرسم والموسيقى والعزف على آلة الإكسليفون، بالإضافة إلى ممارستها فن رياضة السباحة والغطس، وتشارك في المسابقات الرياضية، فحصلت على المركز الأول في بطولة تصفيات الأندية، كما التحقت ببطولة الجمهورية للسباحة للإعاقات الحركية، وحصلت على المركز الثالث والميدالية البرونزية.






الجريدة الرسمية