رئيس التحرير
عصام كامل

مدير "البرامج" بالصحة العالمية: لدينا 10 لقاحات لكورونا بمرحلة التجارب على البشر.. ونتوقع وباءً جديدًا خلال سنوات (حوار)

الدكتورة رنا الحجة
الدكتورة رنا الحجة
اللقاح ليس الحل السحري للخلاص من الجائحة

لم نصل بعد لعلاج شاف لكوفيد 19 وهناك علاجات تخفيفية

لا يمكن تحديد موعد الوصول إلى «صفر إصابات»


«الصحة العالمية» تضمن الوصول العادل للقاحات لكل الدول

المنظمة أوصت الدول منتجة اللقاح بعدم أخذ كل الكميات المنتجة لنفسها وكل دولة ستحصل على لقاح لـ٢٠ % من سكانها 

اللقاح وحدة ليس حلا سحريا ولا بد من استمرار إجراءات الوقاية

التجارب أثبتت أن أدوية «كلوروكوين» و«ريمديسفير» ليس لها أثر علاجي مفيد 

تزامنًا مع بدء الموجة الثانية لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في العديد من دول العالم، ومصر من ضمنهم، ومع اقتراب انتهاء عام 2020 الذي شهد وفاة ١.٤٣ مليون مواطن وإصابة ٦١ مليون شخص جراء الجائحة، أكدت منظمة الصحة العالمية أن ٢٠٢١ هو عام الوصول للقاح ضد فيروس كورونا وتوزيعه على الدول وتحقيق مزيد من الوقاية، وفى هذا الإطار.

وبحثًا عن مزيد من التفاصيل، حاورت «فيتو» الدكتورة رنا الحجة، مدير إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط، التي تضم ٢٢ دولة منهم مصر، وكشفت عن أمور كثيرة فيما يتعلق باللقاح ومن سيفوز في سباق اللقاحات وكذلك كيف سيتم توزيعه على الدول ونصيب كل دولة منه.
 
«د. رنا» تحدثت أيضًا عن مجريات الأمور فيما يتعلق بخط سير «اللقاحات»، مؤكدة أن هناك ٢١٠ لقاحات منها ٤٨ في مرحلة التجارب السريرية و١٠ في المرحلة الثالثة للتجارب على البشر.

وشددت على أن «الصحة العالمية» تضمن الوصول العادل للقاحات لكل الدول، إلى جانب توصيات المنظمة للدول منتجة اللقاح بعدم أخذ كل الكميات المنتجة لنفسها وكل دولة ستحصل على لقاح لـ٢٠ % من سكانها.. وعن تفاصيل توزيع اللقاح وأحدث الخطوات التي اتخذتها المنظمة فيما يتعلق بـ«التوزيع العادل» له وأمور أخرى كان الحوار التالى لـ "فيتو": 


*بداية.. «الصيني» «الروسي» أم «الأمريكي».. أي لقاح من الثلاثة تتوقع منظمة الصحة العالمية فوزه في سباق لقاحات فيروس كورونا لإنقاذ البشرية؟

التسابق من أجل تطوير لقاح مضاد لـ«كوفيد-19» لا يعني أن لقاحًا واحدًا هو الذي سيتم تصنيعه وتوزيعه في العالم كله، فالعالم لديه الآن خط إنتاج قوي جدًا، يمكن أن يؤدي إلى عدة لقاحات مأمونة وفعالة، ونقصد بخط الإنتاج عدد اللقاحات المرشحة التي تقدمت بها الشركات والهيئات والبلدان لإخضاعها للتجارب التي تثبت فاعليتها ودرجة أمانها.

*كم يبلغ عدد اللقاحات الموجودة تحت التجارب حالياً؟ وكيف سيتم توزيعها للدول ونصيب دول إقليم شرق المتوسط منها خاصة الدول الفقيرة ومتى يمكن أن تتوفر؟

بلغ عدد تلك اللقاحات أكثر من 210 لقاحات منها 48 لقاحًا وصل لمرحلة التجارب السريرية، و10 لقاحات وصلت للأطوار الأخيرة من المرحلة الثالثة الخاصة بالتجارب على البشر، ومعلوم أن نسبة اللقاحات المطورة تبلغ 10% من اللقاحات المرشحة، أما عن توزيع اللقاحات بعد الانتهاء من تصنيعها وإتاحتها للاستخدام، فإن منظمة الصحة العالمية وشركاءها يعملون من خلال مرفق «كوفاكس» على ضمان الوصول العادل لكميات كافية من اللقاحات لكل البلدان بما فيها البلدان الأكثر احتياجا وأقل قدرة على تمويل شراء احتياجاتها من اللقاح.

*هل يمكن أن تحدثينا أكثر تفصيلًا عن مرفق «كوفاكس» وما الغرض منه؟

مرفق (كوفاكس COVAX) هو آلية مصممة لضمان الوصول السريع والعادل والمنصف للقاحات كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، وبالفعل سوف تستفيد 187 دولة واقتصاد من التسهيلات التي يضمنها المرفق، بما في ذلك 92 دولة ذات دخل منخفض واقتصاد مؤهل للحصول على المساعدة من خلال التزامات السوق المسبقة.

وبالنسبة لإقليم شرق المتوسط فإن جميع بلدانه البالغ عددها 22 دولة مشاركة في مرفق كوفاكس منها 11 دولة ستحصل على احتياجاتها بالدفع المباشر و11 دول مؤهلة لتلقي المساعدة في الحصول على حصة من اللقاح.

وأريد أن أشير هنا إلى أن المنظمة بينما تنسق جهود تطوير اللقاح، فإنها تدفع في اتجاه التوسع في تصنيعه للاستجابة للطلب العالمي عليه، وفي الوقت نفسه تضع مع الشركاء المعنيين معايير تحديد الفئات ذات الأولوية للحصول على اللقاح مثل العاملين الصحيين والمرضى بأمراض مزمنة والحوامل وكبار السن، كما توصي البلدان ذات الدخل المرتفع والمنتجة للقاحات بعدم الاستئثار بالكميات المنتجة في البداية والاكتفاء بنسبة 20% لكل بلد.

*هل هناك موعد محدد للتخلص من فيروس كورونا وتسجيل «صفر إصابات»؟

لا يمكن تحديد موعد دقيق للتخلص من جائحة كوفيد-19 أو الوصول لصفر إصابات عالميًا، والعام 2021 هو عام الوصول للقاح وتوزيعه ومن ثم تحقيق قدر لا بأس به من الوقاية، لكن علينا أن نعلم أن اللقاح ليس الحل السحري للخلاص من الجائحة، فاللقاح له دور كبير وفعال لكنه وحده غير كافٍ، ولا بد أن يترافق مع الاستمرار في تطبيق كافة التدابير الوقائية من تباعد بدني وارتداء الكمامات وغسل الأيدي واتباع آداب السعال والعطس وتجنب الأماكن المزدحمة وعدم مخالطة المرضى.

*وافقت هيئة الدواء الأمريكية مؤخرا على عقار جديد bamlanivimab لعلاج الحالات البسيطة والمتوسطة من الفيروس، هل يقضي العلاج على الفيروس ومع وجود عقار الريميدسفير للمراحل الشديدة هل بذلك نكون تخلصنا من عبء فيروس كورونا وهل يوجد أي أدوية أخرى تحت التجارب؟

الجهود المبذولة للوصول لعلاج لمرض كوفيد-19 ما زالت تتواصل ولم نصل بعد لعلاج شاف لهذا المرض، وهناك علاجات تخفيفية أي تحد من الأعراض المصاحبة لكوفيد-19، والمنظمة نسقت وشركاؤها تجارب التضامن لاختبار فعالية ونجاعة أربعة أدوية كانت تستخدم كعلاج لأمراض أخرى، ولوحظ أن البلدان المختلفة تتوسع في استخدامها لعلاج كوفيد-19، منها كلوروكوين وريمديسفير.

لكن أثبتت التجارب التي أجريت أن هذه الأدوية ليس لها أثر علاجي مفيد في حالة كوفيد-19، وتتواصل الجهود الرامية للوصول لعلاج لهذا المرض ويظل خط الدفاع الأول هو تطبيق التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية التي سبقت الإشارة إليها.

*ما حقيقة ما يتم تداوله حول كون العالم على موعد مع وباء جديد خلال السنوات القادمة وكيف نستفيد من تجربة كورونا في الاستعداد لأي وباء ومواجهته؟

هذا أحد السيناريوهات المتوقعة، ولا ننسى أن المنظمة سبق أن حذرت من احتمال وقوع جائحة من الإنفلونزا في السابق بل إن كل الاستعدادات كانت تتجه هذا الاتجاه حتى وقعت جائحة كوفيد-19، ونود التأكيد على أهمية استعداد كافة البلدان وتأهبها لاحتمالات ظهور جائحة في المستقبل.

والمطلوب هو الاستفادة من كافة الدروس التي استقيناها من جائحة كوفيد-19 وعلى رأسها وجود إستراتيجية وخطة عمل للاستعداد والتأهب والاستجابة، واستكمال القدرات والإمكانات والأدوات اللازمة، ومعرفة ما الذي ينبغي عمله فور وقوع الجائحة مسبقًا، فضلًا عن الأهمية القصوى للعمل الجماعي المشترك عالميًا وإقليميًا ومحليًا وتبادل المعلومات والخبرات والتجارب أولًا بأول والتحلي بروح التضامن والتعاون والتكافل لتخطي التحديات الهائلة التي تفرضها الجوائح.

*وما تقييم منظمة الصحة العالمية لوضع كورونا في دول إقليم شرق المتوسط ومصر حاليا ؟

اقترب عدد حالات الإصابة المؤكدة في إقليم شرق المتوسط من أربعة ملايين حالة، وقاربت الوفيات على ١٠٠ ألف وفاة، ومعظم بلدان الإقليم تشهد الآن الموجة الثانية من الجائحة وتتزايد فيها أعداد الإصابات والوفيات بعد فترة من الهبوط أو الاستقرار.

*وما السبب في ذلك؟

يعود ذلك بالأساس إلى تخفيف القيود ورفع الإغلاق، هذا إلى جانب التهاون في تطبيق التدابير الوقائية. ولا بد أن تواصل الدول ما كانت تفعله في بداية الجائحة، بل وتضاعف الجهود والأنشطة التي كانت تنفذها، وعلى كل دولة التوسع في تطبيق نهج الحكومة الواحدة والمجتمع بأسره بمعنى أن تحرص على إشراك كافة القطاعات الحكومية في جهود مكافحة الجائحة وأن تشرك المجتمع بمختلف فئاته لتعزيز العمل المجتمعي ورفع مستوى الالتزام بالتدابير الوقائية.

ويتطلب ذلك الحرص على زيادة الوعي بكوفيد-19 وطرق العدوى به وأعراضه وسبل الوقاية منه على المستوى الفردي والجماعى، ولا تزال الحكومات بحاجة لمواصلة إجراء الاختبارات وعزل المرضى وتتبع مخالطيهم وتوفير المعالجة عبر بروتوكولات علاجية محددة ويتم تحديثها.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
الجريدة الرسمية