رئيس التحرير
عصام كامل

فنكوش الوزراء.. الأوقاف تفشل في توفير "صندوق إسكان للأئمة المغتربين.. وملف التسويات الوظيفية "محلك سر"

وزير الأوقاف الدكتور
وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة
"نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا".. مَثلٌ جاهليٌّ يُضرب لكثير الصخب بلا فائدة، ويصف الشخص الذي تنحصر قوته كلها في لسانه، فيتحدث من دون أن يُنجز شيئًا، وهو ما يواكب "سمة وزارية"، يتسم بها عدد من الوزراء الذين يُطلقون التصريحات الوردية فور أداء اليمين الدستورية، أو كلما صادفوا الكاميرات التليفزيونية.


ويبدو أن بعضهم تنتابه حالة من النشوة فور استوزاره، فيعيش حالة من الرومانسية والانفصال عن الواقع، ويطلق لخياله العنان، ويتحدث عن تحقيق وعود وأحلام سرعان ما تكشف الأيام أنهم كانوا مندفعين أو متسرعين، وربما تظل هذه الأحلام مجرد حبر على ورق، حتى يغادروا مناصبهم، ويطويهم ويطويها النسيان. والأمانة تقتضى التأكيد على أن الواقع الصعب هو الذي يحول دون أن تبصر هذه الأحلام والوعود النور، كما أن بعض السياسات والقرارات تحول دون تنفيذ البعض الآخر.

ولا شك أن كثيرًا من التصريحات الناعمة ارتبطت بحكومة الدكتور مصطف مدبولى، بدءًا من تحسين مستوى معيشة المواطنين، وتقليص البطالة، ورفع سعر الجنيه، والقضاء على الغلاء والعشوائيات والتلوث وغيرها من التصريحات الهلامية التي بقيت مجرد أوهام، أو صرحًا من خيال فهوى.

"فيتو".. ترصد في هذا الملف جانبًا من هذه الوعود والأحلام الزائفة التي انخدعت بهم قطاعات كبيرة من المواطنين، وترقبت تحقيقها، تطلعًا إلى حياة أكثر دعة وهدوءًا، فإذا بهذه الأحلام تغدو كوابيس ثقيلة تؤرق حياتهم وتعكر صفو حياتهم.

صندوق الإسكان

تعهدات متكررة من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في عام 2020 لكنها لم تر النور حتى الآن، ويأتي على رأسها الفشل في توفير صندوق لإسكان العاملين المغتربين، حيث كلف وزير الأوقاف المهندس سمير الشال رئيس قطاع الخدمات بسرعة دراسة إنشاء صندوق لإسكان العاملين بالأوقاف، يهدف إلى توفير سكن كريم للعاملين بالأوقاف.

وأكدت الأوقاف أن الصندوق سيكون لإسكان الأئمة المغتربين بالمناطق الحدودية والنائية، وفي المحافظات التي تتوفر فيها مشروعات لهيئة الأوقاف المصرية أو لهيئة المجتمعات العمرانية، ومع قرب نهاية 2020، يتضح أن اللجنة المشكلة فشلت في تقديم المطلوب منها حتى الآن، كما لم تعلن الوزارة عن ضوابط التقدم للصندوق أو الاشتراك فيه مع استمرار معاناة الأئمة بسبب تكاليف السفر وارتفاع قيمة الإيجار الخاص.

وفي السياق ذاته، فشل وزير الأوقاف في إنهاء ملف التسويات الوظيفية بالمؤهل الأعلى للموظفين الذين حصلوا على مؤهل عال أثناء الخدمة، لما يزيد على 2500 موظف في مختلف مديريات الجمهورية، وذلك بعدما نظموا وقفة احتجاجية أمام مسجد الرحمة، المجاور لديوان عام «الأوقاف»، رافعين لافتات يطالبون فيها بالتسوية الوظيفية أسوة بالوزارات الأخرى؛ إلا أن قرارات وزير الأوقاف لم تبصر النور وما زالت الوزارة متأخرة في إنهاء الإجراءات الخاصة بالتسويات مقارنة بالوزارة والهيئات الأخرى.

المركزي للتنظيم والإدارة

وقال «سيد. م» إداري في وزارة الأوقاف: تم إرسال أوراق التسويات للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وكل شهر يطلب الجهاز تحديث بيانات ملف التسوية الخاص بالعمال، مع العلم أن معظم الزملاء في مختلف الوزارات أنهوا حالات التسوية الخاصة بهم في المحافظات والمحليات ومختلف الوزارات.

ولدي زميل لي أنهى التسوية الخاصة به، أما أوراقي فما زالت في الجهاز منذ سنة وأكثر ومؤخرًا طلب الجهاز من الوزارة «بيان حالة» بالدرجة المالية الخاصة بالترقيات، لإعطاء التسوية المستحقة، لأننا قدمنا الأوراق في 2 نوفمبر 2019 طبقا لقانون الخدمة المدنية 81 والذي تحدد كآخر موعد للتسوية، وهناك حالة من الارتباك بين الوزارة والجهاز وكل طرف يحمل الآخر مسئولية التأخير في إنهاء الإجراءات.

وقال فؤاد أحمد، عامل بوزارة الأوقاف وحاصل على ليسانس شريعة إسلامية منذ عام 2008 : حكمت لي المحكمة الإدارية بمحافظة المنوفية بتسوية الحالة الوظيفية في الدعوى رقم 3743 لسنة ،2014 وتقدمت بالتماس إلى الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، لتسوية الحالة من عامل مسجد إلى باحث دعوة بنفس المديرية، وصدق الشيخ جابر طايع على الطلب، وحتى الآن لا يوجد أي جديد بخصوص التسوية.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية